أكثر شركات ناجحة غير معروفة

نحن دوماً نبحث في الإنترنت عن القضايا والمناقشات المثيرة، فنقدم لكم أكثرها طرافة. اليوم سنتكلم عن أكثر الشركات نجاحاً في حين أن معظم الناس لم يسمعوا عنها شيئاً.

"Aramco هي الشركة الوطنية النفطية في المملكة العربية السعودية، وتبدو Microsoft أمامها كقرد مقطوع الرجل الذي يجمع القروش في علبة الكونسروة. إنها أكبر شركة في العالم، فهي أكبر من Apple وأوسع من ExxonMobil. في حقيقة الأمر من المحتمل أنها تتفوق على هاتين الشركتين مجمعتين مع بعضهما. وقد تتساءلون "هل هذا جائز؟". نعم جائز، وهذا بالطبع لأن Aramco لا تتاجر في أسواق الأوراق المالية ونحن ليس لدينا أية فكرة ما هي تكلفتها في حقيقة الأمر.

لما ظهرت Aramco ضمن تقدير 150 شركة غير عامة Financial Times في عام 2006 (أي منذ فترة طويلة نسبياً) بلغت تكلفتها 751 مليار دولار. وتقول تقديرات أخرى عن تكلفة بقدر 7 ترليون دولار (نعم ترليون) لكنها على الأرجح عفوية (في آخر الأمر ليس كل ما تكتبه Financial Times صحيح).

لن تجد شركة في العالم أثرت تأثيراً كبيراً على الإنسانية في القرن الماضي. لقد أصبحت منصة تمكنت اقتصاداتنا من النمو عليها ومحركا للتجارة العالمية وعاملا حاسما للعلاقات الدولية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

على الأرجح أنتم لم تسمعوا عنها قط".

" Luxottica هي الشركة التي قل من يعرفها ومع ذلك فالجميع يستخدمون منتجاتها. تسيطر الشركة على القسم الأعظم من سوق النظارات الشمسية، والصحيح أنه حسب تقديرات مديرها العام أندريا غوير في الوقت الراهن نصف مليار شخص يلبسون نظارة Luxottica. فيما عدا ذلك تتبع للشركة العلامات التجارية مثل Ray Ban و Oakley وشركات أخرى كثيرة التي تعمل بترخيص منها مثلاً Coach و Prada.

تتبع لـ Luxotticaليس فقط مختلف العلامات التجارية للنظارات الشمسية بل وكثير من المتاجر حيث تباع هذه النظارات. إنها تمتلك شبكات مثل LensCrafters و Pearle Visionو Oliver Peoplesوكذلك تدير أقسام البصريات Target Optical و Sears Optical. في معظم هذه المتاجر تباع البضائع بالعلامات التجارية التابعة حصراً لـ Luxottica.

حصلت هذه الشركة التي قل من سمع عنها في العام الماضي وحده على 8 مليارات دولار. طبعاً هذا شيء يدعو إلى التعجب كيف بقيت Luxottica غير معروفة إلى هذا الحد، وذلك إذا حسبنا هذا الجزء الكبير من سوق النظارات الشمسية التي تتحكم هي به".

"رغم أن Tencent هي إحدى أكبر شركات الإنترنت وأكثرها نجاحاً في الصين تبقى غير معروفة نسبياً في سائر أرجاء العالم.

حسب ويكيبيديا قبل 31 ديسمبر عام 2010 تم تسجيل 647.6 مليون مستخدم نشيط لخدمة التبادل السريع بالرسائل القصيرة Tencent QQ ونتيجة ذلك غدت الشركة أكبر مجتمع إنترنت في العالم. حدث أن عدد مستخدمي QQ الموجودين في الشبكة في آن واحد يزيد عن 100 مليون.

كما أن Tencent هي الشركة الرائدة في مجال تطوير ألعاب أون لاين والخدمات متعددة الوسائط للترفيه وغيرها من الخدمات الشبكية. يبدو لي أن سبب قوة Tencent يكمن في أن الشركة تتمتع بمنتج متين وقوي ومصنوع بشكل ممتاز والذي توزعه مجاناً (الحديث يجري عن منظومة التبادل السريع للرسائل QQ)‎. إن منظومة QQ مزودة بكمية كبيرة من الوحدات النمطية الإضافية الممتازة وهي الحماية من الفيروسات والمنظومة الممتازة لإرسال الملفات على الفور وصندوق بريد منظم بشكل صحيح. تنفق Tencent ملايين الدولارات لتطوير ودعم والإضافة المستمرة إلى نظام QQ IM وظائف جديدة وكذلك تسمح استخدامها مجاناً. والناس بعد أن يعتادوا يبدؤون يربطون بـ QQمنتجات جديدة وألعاب وخدمات الترفيه متعددة الوسائط (كتدفق الموسيقا والفيديو) وضبط الصور الرمزية ومتصفح الإنترنت الخ.

نتيجة ذلك أضحت منتجات Tencent جزءاً من الحياة اليومية عند الصينيين قبل أن يفهم أي شخص ما الذي حدث، فمن المستحيل تصور الحياة دون QQ، كل أصدقائكم يستخدمون خدمات خدمة الرسائل QQ أو Wei Xin عبر الهاتف النقال. يتم استخدام عملة Tencent، Q بصورة واسعة لدرجة أنه يتم بواسطتها الدفع على الخدمات المنزلية والهاتف النقال وكأنها أموال حقيقية. وكذلك الحسابات المصرفية والحسابات على Taobao ‎(eBay الصينية)، بكلمة واحدة كل شيء مرتبط بـ QQ.

خلال سنوات كثيرة تتعرض شركة Tencent للهجمات من قبل وسائل الإعلام، فالكثيرون يتهمونها بأنها تنسخ المنتجات من شركات أخرى أصغر حجماً منها، أما خدمة الرسائل القصيرة QQ وتداخل Tencent الهائل إلى الحياة اليومية فتقضي عملياً على المنافسين.

بيد أنه إذا وضعنا إلى جنب الاعتبارات الأخلاقية فهذه الاستراتيجية مربحة. أنا أفهم هؤلاء الذين يشتكون من أن Tencent "تسرق" منتجاتها، ولكن إذا أخذنا بالحسبان مدى مساهمة Tencent في تطوير بناها التحتية نجد أن الشركة تستحق قسطها من السوق".