التنبؤات الحزينة والحالات الشاذة للعملات
Kirsty Wigglesworth/AP Photo
الصفحة الرئيسية تحليلات

كان نمو قيمة الدولار دوماً يشير إلى اقتراب الصدمات المالية الهائلة. يبدو أننا اليوم في بؤرة الشذوذ التاريخي.

حسب تصريح مصرف أمريكا يعيش الدولار الآن أقوى ارتفاع في قيمته خلال ربع العام منذ 1992 وهذه علامة جيدة لأنها توعد الارتفاع القريب لأسعار الفوائد.

في غالب الأحيان إن ترقب الارتفاع القريب لأسعار الفوائد في الولايات المتحدة يرفع من قيمة الدولار. وسبب ذلك هو أن الناس يسرعون في تبديل مدخراتهم التي هي بعملات أخرى على العملة الأمريكية وذلك لأنهم سيقدرون هكذا على الحصول على أكثر بكثير من الاستثمارات بالدولارات. الطلب العالي على الدولار الأمريكي يؤدي إلى ارتفاع قيمته.

في الماضي كان التفوق الكبير للدولار بالنسبة لعملات أخرى يحدث غالباً في مراحل الكوارث المالية أو الجيوسياسية.

كانت التغيرات الأربعة الحادة الأخيرة لسعر العملة الأمريكية خلال السنوات الخمس والأربعين أعراضاً على الأحداث المالية الهامة مثل انهيار Lehman Brothers وحرب الخليج الأولى وسياسة باول فولكرالمضادة للتضخم في بداية الثمانينات.

هذه الدفقة حالياً أكبر بكثير مما لوحظت في أثناء انهيار Lehman ولو أن الظروف الاقتصادية قد تغيرت تماماً، وهكذا يبدو هذا في السرد التاريخي:

لنقدم مقتبساً من بحث Bank of America Merrill Lynch:

"بنظرنا ثمة مشكلة أخرى تنحصر في أن تغير قيمة الدولار الأمريكي يعكس مخالفة العلاقات الاقتصادية ضمن إطار المنظومة المالية. تدفق الرأسمال إلى الولايات المتحدة هو من أعراض المخاطرة النظامية في الأسواق المالية. بالطبع في السابق أيضاً كانت تقلبات الدولار متعلقة بالأحداث الهامة في السوق. ومع ذلك فرغم النمو الحاد لقيمة الدولار ولا أي عنصر للمؤشر العالمي للتوتر المالي فيما عدا عدة مشكلات تتعلق بمقايضات الديون في الأسواق النامية لا يؤشر إلى زيادة المخاطر النظامية. معظمها حتى تكاد تكون أقرب إلى المؤشرات الطبيعية مما هو في العادة".

مع ذلك فالعنصر الناقص هو ليس إلا "صدمة أسعار الفوائد".

الموقف الذي يتشكل في الأسواق العالمية هو شذوذ تاريخي. تم تخفيض أسعار الفوائد في كل العالم حسب معطيات BAML منذ يوم انهيار Lehman بـ558 مرة. وهكذا فإنه حتى الارتفاع القليل ولكن الثابت لسعر الفائدة لدى النظام الاحتياطي الفدرالي بالولايات المتحدة يسبب تغيرات ضخمة في المنظومة المالية العالمية وهي التي رفعت الدولار إلى هذا المستوى.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق