ماذا يعني بالنسبة لـ Royal Dutch Shell الحصول على شركة BG Group.
منذ بضعة أيام أعلنت شركة Royal Dutch Shell عن شرائها للشركة المعروفة سابقاً تحت تسمية British Gas (BG Group). بات أكبر محظوظ بفضل هذه الصفقة رئيس BG Group هيلغيه لوند. لقد نال هذا المنصب منذ فترة وجيزة في 9 فبراير من هذا العام أي عمل في هذا المنصب شهرين فقط. ولكن مع إنهاء الصفقة مع Shell في نهاية العام حصل خلال هذين الشهرين من العمل على 43 مليون دولار.
لكن Royal Dutch Shell كسبت الكثيرأيضاً . الجزء الرئيسي من احتياطاتها المثبت عليها يتمثل منذ زمن طويل بالغاز الطبيعي وليس بالنفط. بفضل الحصول على BG Group ستبلغ احتياطات الغاز الطبيعي 8.9 مليار برميل المكافئ بالنفط، أما النفط فـ7.8 مليار برميل مع حساب النفط الاصطناعي والنفط الرملي والغاز الطبيعي المسال. لعل يجب الامتناع عن تسمية Royal Dutch Shell بالشركة النفطية بل وحتى بشركة النفط والغاز، فهي شركة الغاز أقرب مما أن تكون شركة النفط.
من بين أكبر شركات النفط والغاز فقط الشركتان Shell و Total اللتان يتكون معظم احتياطتهما من الغاز، ولو أن الاحتياطات توجد لدى الجميع وخصوصاً لدى ExxonMobil.
منذ فترة وجيزة يعتبر الغاز الطبيعي وقود المستقبل على الأقل في المستقبل القريب. فالغاز أقل ضرراً للبيئة من الفحم والنفط، ففي نتيجة احتراقه تنتج أقل انبعاثات الكربون إلى الجو. حقول الغاز أكثر من حقول النفط، وفي الشرق الأوسط احتياطات الغاز المثبتة أقل شيء. إذا احتيج إلى تخفيف التعلق بالوقود الأحفوري فمن الأفضل وضع الرهان على الغاز الطبيعي. في البلدان المتطورة زاحم الغاز الفحم من مرتبته الثانية في رصيد الطاقة ويزاحم النفط. وفي سائر البلدان يتولى المرتبة الأولى الفحم أما الوقود الأزرق فالثالثة، وله إمكانيات كبيرة.
كان هذا التأخر الطويل في استخدام الغاز لصعوبة نقله، إذ يتعذر ضخه في الصهاريج، إنما يجب تمديد خطوط الأنابيب المتينة أو تبريده إلى 162 درجة سلسيوس ما دون الصفر ونقله في ناقلات النفط الخاصة. تم اختراع تكنولوجيا تسييل الغاز أكثر منذ أكثر من قرن مضى، أما تصدير الغاز الطبيعي المسال فبدأته في أواخر الخمسينات UK Gas Council التي هي سلف BG Group. بيد أنه بعد النمو الهائج في مرحلة أزمة النفط في السبعينات وأوائل الثمانينات كان هذا الفرع يتطور ببطء طال إلى عشرين سنة. وأخيراً عندما بدأت أسعار النفط في أوائل الألفيات ترتفع بشدة زاد الاهتمام بالغاز الطبيعي المسال من جديد وأضحت قدوة الفرع شركة Shell. أما الاندماج مع BG فلن يزد موقفها إلا قوة. هذا ما تكتبه الشركة في عرضها التقديمي للمستثمرين:
مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من المحتمل أن تعادل 8.97 مليون برميل من المكافئ النفطي.
السؤال الوجيه كيف ستؤثر أسعار الذهب الأسود المنخفضة على مجال الغاز الطبيعي المسال؟ التسعير هنا غريب إلى حد ما، ففي أكثر الحالات السعر مرتبط بأسعار النفط ولكن ثمة حالات استثنائية، لذا فمن الصعب التنبؤ كيف ستكون الفعالية. البلدان المصدّران الرئيسيان للغاز الطبيعي المسال هما اليابان وكوريا الجنوبية، وفي المستقبل سيزداد الطلب من قبل الهند والصين اللتان تسعان نحو الابتعاد عن استخدام الفحم. ثمة مشاريع كبيرة للغاز في أستراليا وفي غرب كندا وشرق سيبيريا. كما أن إيجاد الحقول في الرصيف القاري بغرب إفريقيا وبداية تصدير الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة (حيث تستخرج أكبر كمية من الغاز في العالم) توعد العرض الواسع للغاز المسال، وهذا ما قد يضغط على الأسعار.
تضع Shell رهاناً كبيراً على هذه الأعمال، فبغض النظر كيف ستكون الأسعار سيغدو الغاز الطبيعي قريباً أهم مصدر الطاقة في العالم. إذا كان رؤساء Shell على حق فبعد عقدين من الزمن ستسمى الشركة بشركة الغاز.