رفع الحظر على توريد S-300: الأسباب والنتائج
الصفحة الرئيسية تحليلات

قرار روسيا لرفع الحظر المفروض على توريد أنظمة صواريخ الدفاع الجوي إلى إيران في حين واشنطن تجري محادثات مع طهران بشأن الحد من البرنامج النووي الإيراني، أدى إلى الاعتراضات من قبل البيت الأبيض وإسرائيل.

ألغى فلاديمير بوتين الحظر الذي أدخلته روسيا في عام 2010على تصدير أنظمة صواريخ مضادة للطائرات S-300. وهذا يخلق تحديات جديدة لباراك أوباما الذي يسعى للحصول على دعم من السياسيين الأميركيين لتوقيع اتفاق نهائي بشأن القضية النووية الإيرانية.

يوم الاثنين، أعلن البيت الأبيض أن وزير الخارجية جون كيري أعرب عن قلقه لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وقال السكرتير الصحفي لرئيس الولايات المتحدة جوش أرنست:

«أعتقد أنه سيكون من المناسب أن نقول: روسيا تدرك أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد قضايا أمن حلفائها في المنطقة».

إذا قامت لروسيا بتزويد إيران بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات S-300، فإنه سيتم تعزيز حماية المنشآت النووية الإيرانية ضد أي هجوم. وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساهم ذلك في تطوير العلاقات التجارية بين روسيا وإيران. إذا نجحت المحادثات بشأن الحد من قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، سيكون هناك احتمال رفع العقوبات الاقتصادية.

وقال فاسيلي كاشين،وهو كبير المحللين في مركز موسكو لتحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات:

«هذه الصواريخ لن تجعل إيران محمية كلياً، ولكنها ستعقد أي عمل عسكري ضد البلاد. في حال وجود S-300 في إيران سوف يتطلب ذلك المزيد من القوات العسكرية وسيؤدي حتما إلى خسائر ».

أسلحة متطورة

إسرائيل تحذر من أن قرار روسيا قد يسمح لإيران بالحصول على أسلحة متطورة وبالتالي زيادة عدوانها. قال وزير استخبارات واستراتيجيات إسرائيل يوفال شتاينتز:

«هذا هي نتيجة مباشرة للشرعية التي ستحصل عليها إيران بعد توقيع الاتفاق. وهذا يثبت أن نمو الاقتصاد الإيراني، بعد رفع العقوبات سوف يستخدم لشراء الأسلحة، وليس من أجل رفاهية الشعب الإيراني ».

وقال سيرغي لافروف يوم الإثنين أن S-300 «لديها موقف دفاعي فقط» وبيع هذه صواريخ أر-جو لإيران «لن يعرض للخطر سلامة أي دولة في المنطقة، بما في ذلك، بطبيعة الحال، إسرائيل».

ووفقا له، روسيا «لا يمكنها تجاهل الجوانب التجارية والسمعة». الحكومة لم تعد ترى ضرورة في عدم تنفيذ العقد، «في ضوء التقدم نحو المفاوضات لحل البرنامج النووي الإيراني»، وسوف تحصل على الأموال المستحقة.

عقد 2007

وقعت روسيا وايران على عقد لتوريد أنظمة صواريخ مضادة للطائرات S-300 بقيمة 800 مليون دولار في عام 2007. في عام 2010 فرضت الأمم المتحدة حظرا على مبيعات الأسلحة إلى إيران و قامت روسيا بـ«تجميد» التصديرات. في بيان رسمي سيرجي لافروف «شدد بشكل خاص» أنه تم القيام بذلك بشكل طوعي تماما.

في 2 أبريل أعلن ممثلو إيران وروسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن التوصل إلى اتفاق إطاري بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني و أنه سيقتصر على الأغراض السلمية ولن ينص على إنشاء الأسلحة النووية. وتنفي إيران نيتها لخلق مثل هذه الأسلحة. يمكن إبرام الإتفاق النهائي بحلول 30 يونيو.

ويعتقد فاسيلي كاشين أنه حتى إذا كانت إيران ستشتري S-300، فإنه من غير المحتمل جعلها تعمل قبل 2017 وستنتهي فترة فرض القيود على برنامجها النووي آنذاك.

وفقا لفاسيلي كاشين « حتى إذا كان سيتم توقيع العقد في المستقبل القريب، سيتم تسليم المجموعة الأولى ليس قبل ثمانية عشر شهرا، وسيمضي عام آخر في تدريب مشغلي الصواريخ». وأضاف أنه بالنظر إلى الوضع المتوتر في اليمن، إيران «تعتبر أنظمة الدفاع الحديثة مهمة جداً».

من حيث الجغرافيا السياسية

إيران الشيعية تتصارع على نحو متزايد مع التحالف السني في معظمه بقيادة المملكة العربية السعودية التي بدأت القتال في اليمن. قرار روسيا عن رفع الحظر على شحنات الأسلحة إلى إيران يثير السؤال: متى سيحدث رفع العقوبات الإقتصادية بعد التوصل لاتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي؟

التحالف من 10 دولة عربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لمدة أسبوعين يقوم بالهجمات الصاروخية على المتمردين اليمنيين. والمملكة تزداد قلقا إزاء تنامي نفوذ إيران في الشرق الأوسط في المجالات الرئيسية حيث مصالح إيران وروسيا غالبا ما تكون متشابهة.

رفعت روسيا الحظر في نفس اللحظة عندما يحاول باراك أوباما «التغلب» على الكونغرس للحصول على الحق في قبول أو رفض مشروع الاتفاق النهائي مع إيران. بدورها طهران مستعدة لإسقاط الدعوى ضد روسيا للمطالبة بدفع عقوبة على عدم تسليم أنظمة S-300. أعلن عن ذلك يوم الثلاثاء الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني.

يوم الإثنين، عقد أوباما اجتماعات منفصلة مع زعماء المنظمات اليهودية الأمريكية والسياسيين اليهود. ووجه وزير الخارجية جون كيري ووزير المالية جاك ليو ووزير الطاقة إرنست مونيز أمر تقديم تقرير سري إلى الكونغرس بشأن نتائج الاجتماعات.

عقدت لجنة المجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية اجتماعاً بشأن الاتفاق مع إيران يوم الثلاثاء.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق