إذا تم تغريم جوجل بمبلغ 6 مليار دولار على إساءتها في استعمال مركزها المهيمن في أوروبا فسيكون ذلك غالبا خطأ الشركة نفسها.
دعونا نكون صادقين على الرغم من أن التدابير المجراة من قبل مختلف الهيئات التنظيمية الأوروبية هي أشياء تافهة بالنسبة لجوجل،جميع هذه التدابير قد أسست على شكاوي واقعية عن أشياء حقيقية قد قامت بها جوجل فعلا. وعندما يسمع عنها الناس الذين لاعلاقة لهم بالتكنولوجيا و صناعة البحث تتغير تعابيروجوههم قليلا. في بعض الحالات كانت جوجل تخوض لعبة غير عادلة والتي قد أدت إلى إخراج شركات التكنولوجيا الصغيرة من مجال المنافسة (للمراجعة: جوجل تنفي شرعية أفعالهم ويمكنك أن تقرأ عن ذلك في البيان الرسمي).
من الجدير أن يذكر أن معظم المشتكين ليسوا أوروبيين بل شركات التكنولوجيا الأمريكية الأخرى (وجماعات الضغط) الذين يزعمون بأن جوجل قد دمرت أعمالهم الدولية. يمكن للأميركيين أن يسترضوا أنفسهم من خلال عرض صورة تبين كيف يقوم السياسيون الفرنسيون ممسكين بأكواب من النبيذ الأحمر بالشكوى لبعضهم البعض على اليانكيز ولكن هذه الصورة ليست ذات صلة كبيرة بالواقع.
فمن المستبعد جدا أنه سوف يتم تغريم جوجل بالحد الأقصى بمبلغ 6 مليارات دولار أو أن يتم تدمير عملها. تتكون من مثل هذه الأفكارعناوين جيدة ولكن لن يحدث هذا في الواقع .
و مع ذلك فإن ذلك سوف يتلاعب مع رؤوس إدارة الشركة.
إليك قائمة قصيرة من المشاكل التي واجهتها جوجل:
- يوم الثلاثاء بدأ السيناتور الفرنسي بإجراء جلسات للاستماع عن الخطة التي سيكون على جوجل بموجبها أن تنشر تفاصيل خوارزمية بحثها لكي يستطيع منافسوها أن يتحققوا من وجود أخطاء و انحرافات الأنظمة فيها.
- يوم الأربعاء قدمت المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة مارجريت فيستاغير بيانا رسميا عن التحقيق الذي يعزى إلى هيمنة جوجل في السوق والذي قد يتسبب في غرامة بنسبة 10% من إيرادات الشركة التي بلغت 6 مليارات دولار. تم طرح إعلان رسمي ضد جوجل .
- في نوفمبر اتخذ الاتحاد الأوروبي أول خطوة في عملية الاحتجاج على هيمنة جوجل، قام أعضاء البرلمان الأوروبي بالتصويت على تقسيم الشركة وهذا ينبغي أن يؤدي إلى إضعاف قبضتها على مهام البحث.تحدث 90% من نتائج البحث على جوجل في أوروبا.
حتى إريك شميت يعترف بأن جوجل ليست بعيدة عن الاحتكار
من الصعب أن نتصور أي جزء من جوجل الذي قد يفصل ويصبح منافسا مستقلا. على الأرجح لن يحدث ذلك. ولكن الحقيقة في أن المنظم يفكر في ذلك تظهر أن هناك عدد أعداء كبير قد اكتسبهم عملاق البحث في غضون كل هذه السنوات.
إن هيمنة جوجل في أوروبا هي أقوى مما هي في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها شركة أمريكية مع وجود أميركي ضخم. يعترف الجميع بأن جوجل هي في الواقع احتكار. ويعترف بذلك أيضا، بيتر تيل، الفني المستثمر بقناعة تحررية. الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت ستيف بالمر أيضا يعتقد أن جوجل هي احتكار. لقد أكد Yelp نفس الشيء عندما عقد المجلس في الاتحاد الأوروبي. قامت لجنة التجارة الفيدرالية للولايات المتحدة بإجراء تحقيق عن سلوك جوجل الاحتكاري مع أنها لم تصل إلى الاستنتاج الذي يبين ضرورة القيام بتسويات ملموسة على انتهاك قانون مكافحة الاحتكار.
لقد اعترف رئيس جوجل إريك شميدت أن الشركة قريبة من "الإغلاق". رفض شميت ولاري بيدج ذات مرة بأن يدلوا بشهادتهم في الكونغرس حول قضية شركة جوجل المحتكرة.
إن احتكار جوجل للبحث ليس أمرا سيئا للغاية بحد ذاته.حالة الاحتكار بحد ذاتها لا تعتبر جريمة حتى في أوروبا (في الكثير من الأحيان هو مجرد اعتراف بالنجاح الخاص).
بل يصبح قانون مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي ساري المفعول في حال بدأت الشركات في إساءة استخدام مواقفها وفي التلاعب الغير قانوي في السوق. وفقا لهذا المعيار تخضع جوجل للتحقيق: تقوم الشركة بتشويه الأسواق الغير متصلة إطلاقا بالبحث.
الأدلة الدامغة ضد جوجل
يمكنك أن ترى ذلك بنفسك إذا بدأت في البحث عن شيء ما. فكلما تعمقت في البحث كلما كثر إظهار جوجل في نتائج البحث الأولى عن طريق الخوارزمية "الطبيعية" لوصلات إلى مواردها الخاصة.
هيمنة خوارزمية جوجل هي طبعا ليست نتيجة الخداع. ولكن إذا كان الموقع يقدم أفضل نتائج البحث فلماذا تشعر جوجل بالحاجة إلى وضع هذه النتيجة في الطابق السفلي تحت روابط لممتلكاتها؟
لقد قدم خير دليل على ذلك من قبل Yelp مع تحالف من الشركة التي طورتها والتي تعتقد أن البحث الجيد والطبيعي في مواقع البحث قد "تلاشى"، نظرا لأن جوجل تعرض مواردها في أعلى نتائج البحث لأفضل المواقع وتكون في الكثير من الأحيان ذات علاقة قليلة بالاستعلام.
لقد كانت أدلة Yelp بسيطة وأنيقة: فعليا استخدمت الشركة واجهة برنامج جوجل وأنشأت تمديدا للمتصفح الذي قام بعرض نتائج بحث جوجل من دون أي نتائج في الوحدات الترويجية التي تم إنشاؤها من قبل +Google، المورد الاجتماعي الذي لا يحظى بشعبية والذي قد أنشئ من قبل الشركة لمنافسة فيسبوك. يظهر لك التمديد النتيجة "الحقيقية" التي تم إنشاؤها بواسطة خوارزمية جوجل دون الترويج الذاتي التي تطلي به الشركة نتائج بحثها.
الفرق ينذر بالخطر. مواقع استعراض الفنادق مثل موقع TripAdvisor، حيث تتواجد المئات من تعليقات القراء لكل فندق والتي لا بد أن يكون لديها محركات بحث جيدة، تجد نفسها مدفونة تحت تعليقات جوجل الخاصة على +Google والذي قد سجل فيه عدد قليل فقط من الناس .من الصعب القول أن جوجل تقدم "أفضل النتائج" عن الفنادق إذا كانت خوارزميتها الخاصة محشوة بالوحدات الترويجية التلقائية لموارد جوجل.
لكن ينبغي النظر في هذا الدليل مع قليل من الشك، فإن Yelp هو عدو جوجل منذ فترة طويلة .
ومع ذلك ينبغي الاستماع إليه.
قائمة طويلة من الشركات المستاءة من جوجل
Yelp ليست الوحيدة. تعتقد العشرات من الشركات أن جوجل تستخدم قوة محركات البحث لإملاء شروطها في تلك الصناعات حيث لا تستطيع الشركة نفسها أن تتنافس. Expedia، TripAdvisor، Microsoft والكثير من الشركات الصغيرة الأخرى تشتكي من أن جوجل تقوم بوضع قواعد اللعبة على أراضيهم.
حتى موقع Ashley Madison لديه ما يشكو منه، لا يستطيع وضع الإعلان على بعض موارد جوجل و لكن Match.com يمكنها ذلك. لا يوجد لدى جوجل مواقع للتعارف عن طريق الإنترنت ولكن تقوم الشركة بتحديد القواعد التي تمكنهم من القيام بالمعارك الترويجية.
مع مرور الوقت اندمج كل هؤلاء المستاؤون في موجة من عدم الرضا تجاه جوجل. بسبب نجاحها وهيمنتها خلقت الشركة لنفسها جيشا من الأعداء الذين يريدون أن يروا سقوط العملاق. وفي أوروبا يسيرون في المسار الصحيح.