حدث وأن أقالوا الأفضل من بيننا، البعض كتموا استياءهم والبعض الآخر استخرجوا من ذلك درساً مفيداً.
تأسيس شركة شيء لكن الحفاظ على السيطرة عليها شيء آخر.
في بعض الأحيان يضطر المؤسس مغادرة شركته إذا اتخذ مجلس الإدارة قراراً في هذا (وهو أحد أسباب أنه من بين مؤسسي الشركات أصبحت مساهمات بدرجتين واسعة الشعبية مثلها مثل غيرها من تدابير الحماية)، كما ويحدث أن المؤسس الذي اضطر أن يستسلم في الصراع يغادر شركته بمحض إرادته.
ستيف جوبس شركة Apple: "إن إقالتي من Apple هو الأفضل ما كان بإمكانه أن يحدث لي".
تم عزل ستيف جوبس من Apple حين كان في الثلاثين من عمره، أي فقط بعد مضي عشر سنوات من يوم تأسيسه لهذه الشركة في كراج والديه. ولو أن جوبس قد عاد إلى المنصب المدير العام في Apple في أواخر التسعينات اعترف أنه حس في تلك اللحظة "بفراغ" وفكر "بمغادرة وادي السيليكون".
ولكنه قال في كلمته ألقاها للمتخرجين من جامعة ستانفورد بأن هذا الحدث قد بات مباركة مموهة:
"في تلك اللحظة لم أكن أدرك بأن إقالتي من Apple هو الأفضل ما كان بإمكان أن يحدث لي. فقد تبدل عبء النجاح الثقيل بالإحساس بالخفة، لأنني أصبحت جديداً ثاني مرة. ولم أكن واثقاً تماماً مما يحدث. وأضحى هذا الشعور بداية لإحدى أكثر المراحل إبداعيةً في حياتي".
خلال السنوات التي قضاها جوبس خارج Apple أنشأ شركتين آخرتين وهما NeXT و Pixar كما وأنشأ أسرة. يروي جوبس:
"أنا متأكد أنه لم يكن يحدث شيء من هذا لولا عزلي من Apple. لقد كان الدواء كريه الطعم ولكن يبدو أن المريض كان يحتاج إليه".
نوي غلاس شركة Twitter: لقد أدركت أنني لست الشيء الأهم في هذه القصة. هذا شيء عادي".
غادر نوي غلاس صناعة الإنترنت
نوي غلاس هو أحد المشاركين المجهولين في تأسيس شركة Twitter، وقد طردوه من الشركة عام 2006 ومع ذلك فحتى الآن ما زالوا يسمونه بالشخص الذي اخترع تسمية Twitter.
في مقابلة مع Business Insider عام 2011 عبر غلاس عن أحاسيسه التي عاشها بصدد عزله عن Twitter:
"وجدت نفسي مقذوفاً خارج هذه القصة وفي بادئ الأمر كان يصعب علي قبول ذلك، لأن كل شيء كان معمولاً مع حب، وما أسسناه احتاج إلى جهود كبيرة".
ولكن يبدو أن غلاس لم يعتب كثيراً على عدم الاعتراف به لأن الشيء الأهم هو المنتج الذي أنتج في آخر الأمر.
" Twitterهو ظاهرة وأداة فعالة جداً ومريحة يستخدمها كثير من الناس. لقد فهمت أني لست الشيء الأهم في هذه القصة، وهذا شيء عادي".
مارك بينكوس، شركة Zynga: "أنا لا أقيم نفسي كثيراً كرئيس شركة كبيرة".
في عام 2014 ترك مارك بينكوس أحد مؤسسي الشركة المنتجة للعب على الإنترنت Zynga منصبه كمدير عام. كانت هذه نقطة تحول وذلك لأنه بعد مضي سنة توقف بينكوس عن تنفيذ كل وظائفه في الشركة التي أسسها عام 2007.
ولكن حتى نهاية العام الماضي لم يكن بينكوس يرفع من قيمة نفسه كثيراً كرئيس الشركة وقد اعترف بذلك بنفسه في المقابلة حيث حاورته كارا سويشر:
لعلي أقيم نفسي كثيراً كرجل أعمال بما في ذلك الاستثمار في تنمية الفكرة إلى كم ستكون الألعاب في الشبكات الاجتماعية واسعة الشعبية، ولكنني تلقنت الكثير من الدروس القاسية وأنا في منصب المديرولا أقيم نفسي كثيراً كرئيس شركة كبيرة".
كما وأخبر لسويشر أنه واقعياً "عزل نفسه بنفسه" لأنه لم يكن وقتئذ مشغفاً للعمل في شركة Zynga . قال بينكوس:
"إن إدارة طاقم عاملين مكون من 150-200 شخص يسرني إلى أن تركت هذه المهارة".
ساندي ليرنير، شركة Cisco: "حين عزلوني كنت مكتئبة جداً واحتجت إلى سنوات لأعود إلى حالتي الطبيعية".
مؤسسو Cisco ليونارد بوساك وساندي ليرنير
كانت ساندي ليرنير أحد المؤسسين لشركة Cisco ومطورة لمعدات الشبكة. في الوقت الحالي تبلغ قيمة الشركة 140 مليار دولار.
بيد أن ليرنير غادرت الشركة حين اضطرت على التنازل عن الرئاسة للمجموعة الإدارية التي يرأسها أحد أول المستثمرين وهو دون فالينتاين من شركة Sequoia Capital. لقد عزلوا ساندي من Cisco بعد قليل من أن أصبحت الشركة عام 1990 جماهيرية.
اعترفت ليرنير في المقال على صفحة Inc Magazine أنه في نتيجة كل ما حدث كانت "مكتئبة تماماً" وبالدرجة الأولى من جراء تصرف المستثمرين معها ومع المؤسس الثاني ليونارد بوساك وهو كذلك زوجها الأسبق. كتبت ليرنير:
"احتجت إلى سنوات كي أعود إلى حالتي الطبيعية. لم أكن أدرك أن المستثمر يجوز أن يكون خصيماً. كنت أظن أنه إذا كان شخص ما يستثمر أمواله في الأعمال التجارية فهذا يعني أنه يؤمن بهذه الأعمال. كنت أعتقد أن المستثمر يدعمنا لأنه استثمر مالاً في نجاحنا. لم أكن أتوقع أنه قد فصل بين نجاح الشركة ونجاح مؤسسيها".
إندريو مايسون، شركة Groupon: "يعجبني أنه في عناوين الصحافة يسمونني فقط بـ"المدير المعزول". وما في ذلك؟ إنها خطوة إلى الأمام بالمقارنة مع المواصفة السابقة "المختص بالموسيقا"".
كانت لدى إندريو مايسون المشارك في تأسيس شركة Groupon دوماً روح فكاهية وعلى وجه الخصوص في تعليقاته بصدد عزله حيث يظهر تماماً طابعه المتهور.
المثال الجيد على ذلك تقديمه في عام 2013 طلب استقالته الذي يعتبر حتى الآن أروع رسالة الوداع في كل الأزمنة، وقد كتب:
"لقد كنت مديراً لشركة Groupon أربع سنوات ونصف متوترة ورائعة في نفس الآن، وها قد قررت أن أكرس وقت أكثر لأسرتي. إنني أمزح، أما الحقيقة فقد عزلوني اليوم".
وبعد ذلك يتابع بنبرة أكثر جدية:
"إذا كنتم تتساءلون لماذا حدث ذلك هذا يعني أنكم لم تكنوا منتبهين. فابتداء من المعطيات المتناقضة في S1 التي لدينا وانتهاء بالضعف المالي وذلك الواقع أنه خلال ربعي سنة كنا عاجزين عن تبرير تنبؤاتنا، أما سعر الأسهم فيتردد في ربع قيمته المحددة، إذاً فالأحداث التي مرت خلال سنة ونصف الأخيرة تشهد على نفسها بنفسها. كالمدير العام أنا لا أتحمل المسؤولية عن ذلك".
من الصعب الخروج من صدمة الإقالة لأي موظف مهما كانت وظيفته، لكن يبدو أن مايسون وجد طريقة التغلب على ذلك، لأنه فقط بعد مضي شهرين من استقالته كتب في Twitter:
"يعجبني أنه في عناوين الصحافة يسمونني فقط بـ"المدير المعزول". وما في ذلك؟ إنها خطوة إلى الأمام بالمقارنة مع المواصفة السابقة "المختص بالموسيقا"".
إدواردو سافيرين، شركة Facebook: "لا أستطيع أن أقول عن مارك (تسوكربيرغ) إلا الجيد وليس ثمة بيننا أي عتاب".
سافيرين هو أحد مؤسسي Facebook، ومنذ أن تأسست الشركة كان يتولى منصب المدير التجاري. ظهرت العديد من الخلافات بصدد تمويل الشركة وفي آخر الأمر عزل مارك تسوكربيرغ سافيرين.
بعد عشر سنوات تقريباً من تأسيس Facebook روى سافيرين أخيراً عن علاقاته مع تسوكربيرغ في المقابلة التي أعطاها عام 2012 للمجلة البرازيلية Veja:
"لا أستطيع أن أقول عن مارك إلا الجيد وليس ثمة بيننا أي عتاب. لقد كان يعرف دوماً أن تطور Facebook لن يتحقق إلا بشرط الحفاظ على فكرته الرئيسية أي إذا كان الناس يقدمون أنفسهم بصدق على صورتهم الحقيقية دون ألقاب أو أسماء مستعارة. هذه هي القوة الأساسية لدى Facebook التي تمكنا من تحويلها إلى أداة الاحتجاجات كما حدث في مصر وإلى أدوات الأعمال ناهيك عن الطريقة الطبيعية للاتصال بين الأصدقاء".
مارتين إيبيرغاردت، شركة Tesla: "لم تعجبني قط طريقة التعامل معي".
قبل أن يصبح إيلون ماسك مديراً عاماً لشركة Tesla كان يتولى هذا المنصب مارتين إيبيرغاردت الذي أسس عام 2003 هذه الشركة بالتعاون مع مارك تاربينينغ. وكان ماسك أكبر المستثمرين في الشركة وفي آخر الأمر استولى عليها، لكن يظهر أن إيربيرغاردت لم يعجب من تطور الأحداث، وقد كتب في مدونته عام 2007:
"لم تعجبني قط طريقة التعامل معي، وأظن أنها ليست الطريقة المثلى لتحويل الشركة إلى ملك لشخص ما سواء بالنسبة لـ Tesla Motors أو بالنسبة لعملائها (وأنا ما زلت أشعر بالمسؤولية الكبيرة أمامهم) أو المستثمرين".
بعد ذلك كتب عن الشركات حيث بقي مؤسسها فيها دون أن يتولى منصب المدير العام مثل Google ويقصد أنه كان لا بد لـ Tesla من أن تجري مجراها (في ذاك الوقت كان إيريك شميدت مدير Google):
"المثال الأفضل هو لاري وسيرغي في Google لأنهما ما زالا حتى الآن يحددان المفهوم حول الأسس الفنية للشركة وكذلك يحددان صورة Google بعيون الجمهور. لكن الشركة تقع بين أيدي المحترفين الخبراء الذين يعرفون كيفية إدارة الشركة وتطويرها أفضل بكثير مما يعرفان ذلك لاري وسيرغي".