المستثمرون في انتظار تقرير Alibaba حول الأرباح المتوقعة
Philippe Wojazer/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات

يكلف تباطؤ النمو للمجموعة الصينية Alibaba مبلغا قدره 70 مليار دولار لمستثمري الشركة.

عندما كانت ‪ Alibaba Group Holding Ltd. ‫(NYSE: Alibaba Group Holding [BABA])‬ ‬‬تسجل نجاحا أثناء حملة العرض العام الأولي لأسهمها في البورصة تمكنت الشركة من الحصول على مبلغ قياسي، حوالي 25 مليار دولار كان الأب المؤسس للشركة السيد جاك ما يتحدث عن مخاطر التوقعات الكبيرة. وربما كان السيد جاك على حق.

بعد نشر هذا الإعلان في وسائل الإعلام في نوفمبر الماضي خسرت الشركة ما يقارب 70 مليار دولار من مال الرأسملة بسبب قلق المستثمرين حول تباطؤ نمو الشركة.تحقق الشركة في الفترة الحالية هيمنة السوق المحلية حيث تمكنت الشركة من إنشاء الظروف الملائمة الضرورية للتجارة الناجحة. ولكن بالرغم من ذلك هناك بعض الصعوبات التي تشهدها الصين حاليا بسبب تباطؤ نموها الاقتصادي بصورة ملحوظة لأول مرة منذ عام 1990.ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن الكثير من المستهلكين اليوم يفضلون القيام بالشراء عن طريق التطبيقات في الهواتف الذكية ما يؤثر بشكل كبير على الأرباح من الدعاية والإعلان التجاري.

لم تتمكن الشركة حتى ذلك الحين من توسيع نطاق تجارتها على الصعيد الدولي بشكل مطلوب خارج الصين حيث تحصل اليوم على نسبة ضئيلة جدا من السوق في الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم البلدان الأوروبية.

ومن المتوقع أن تقرير الشركة حول الأرباح سوف يكشف عن الأرباح على مستوى أقل من متوسط الأرباح للشركة في فترة السنتين الأخيرتين.

وأغلقت تداولات أسهم الشركة Alibaba في بورصة نيو يورك للأوراق المالية على مستوى 79.54$ وهذا أقل من المستوى القياسي المسجل في نوفمبر الماضي بنسبة 33% حيث يمكن اعتبار السعر الحالي للأسهم أقل سعر منذ أيام إجراء العرض العام الأولي في سبتمبر الماضي حيث بدأت Alibaba مسيرتها في البورصة من مستوى 68$ للسهم الواحد.

يقول السيد تساو لاي مدير مركز الأبحاث الصيني للتجارة الإلكترونية في مدينة هانغتشو في هذا الصدد ما يلي:

"عندما يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤا ملحوظا في نموه وتصل أسواق المدن الصينية الكبيرة إلى حالة قريبة من التشبع تصبح مسألة التوسع التجاري الخارجي أكثر أهمية وحيوية".

وخلال السنوات الأخيرة أصبحت الشركة أكبر الشركات الصينية في مجال التجارة الإلكترونية ولا تزال توسع نطاق أنشطتها أكثر فأكثر. وهذا يخص أنواع كثيرة من التجارة الإكترونية، الملابس والأغذية و السيارات وحتى الطائرات، كل شيء يمكن بيعه على موقع Alibaba.

روسيا والبرازيل

يريد السيد ما تحقيق مثل هذا النجاح على المستوى الدولي والعالمي أيضا حيث يعمل كثيرا من أجل تحقيق هدفه المطلوب وهو تحقيق نسبة 50% من الأرباح من خارج الصين وأكثر من 10 ملايين مؤسسات تجارية صغيرة ومتوسطة الحجم خارج الصين. ولكن بالرغم من أن شركة Alibaba تحقق نجاحا مميزا في روسيا والبرازيل تحصل في الفترة الحالية على ما يقارب من 5% من الأرباح من الخارج فقط. أعلن عن ذلك السيد ما في حسابه في موقع Twitter في مارس الجاري.

وبحسب المعلومات والإحصاءات من وكالة Bloomberg التي جمعتها من 23 تقريرا حول توقعات أرباح الشركة ،الأرباح يمكن أن تنمو في الربع الرابع من هذا العام بسبنة 41% لتصل إلى مستوى 2.7 مليار دولار.من المتوقع أن تحقق الشركة نموا تجاريا أقل بمرتين تقريبا بالمقارنة مع معدلات نموها خلال السنتين الأخيرتين.

وتزداد تكاليف الشركة على خدمات التسويق بسبب تحقيق الشركة لاستراتيجيتها التي تهدف إلى توسيع نطاق التجارة إلى الخارج بالإضافة إلى مناطق الصين التي لم تشهد حتى ذلك الحين قبولا مميزا لخدمات تجارية للشركة. وفي نفس الوقت يفضل الكثيرون من المستهلكين اليوم القيام بشراء عن طريق الهواتف الذكية حيث لا يمكن تحقيق الأرباح من الدعاية والإعلان في الهواتف الذكية أكثر من نفس الأرباح المحققة عن طريق الدعاية على أجهزة الحاسوب. ومن المتوقع أن تشهد الشركة تراجعا بنسبة 18% لأرباحها التشغيلية التي سوف تصل بحسب التقديرات الأخيرة إلى 725 مليون دولار.

أزمة الثقة

وكما يلاحظ السيد ماتيو كواك الخبير الإستراتيجي لشركة China Yinsheng Asset Management Ltd في غونغ كونغ قائلا:

"من أجل الانتقال إلى المستوى الجديد التالي من نمو أرباح الشركة يجب التغلب على الصعوبات التي تواجهها الشركة حاليا. وينبغي إعادة محاولة تحقيق الموديل التجاري مثل الموديل الناجح الذي حققته الشركة داخل الصين".

وتمتنع شركة Alibaba عن التعليقات عبر البريد الإلكتروني مشيرا إلى أنها تشهد حاليا فترة هدوء قبل نشر التقرير السنوي حول الأرباح.

ولأن المنصات الإلكترونية التجارية لـ Alibaba مثل Taobao Marketplace و Tmall.comمثلا أصبحت عبارة عن ملجأ للعديد من المجرمين الإكترونيين تعاني الشركة بنسبة ما من صعوبات ومشاكل إضافية في مجال الأمن المعلوماتي. وقد أعلنت الحكومة الصينية مؤخرا أن Alibaba لا تتمكن بنجاح من مكافحة التجارة غير المشروعة أو المشبوهة والمنتجات المقلدة والدعاية المضللة.

وحينما تشهد الشركة تراجعا في النمو والسعر لأسهمها في البورصة تسجل مؤشرات الشركات الصينية التي تتداول أسهمها في البورصة الأمريكية نموا بنسبة 17%. وتشهد الشركات المنافسة لـ Alibabaالعاملة في مجال التجارة الإلكترونية نموا أيضا حيث مثلا تزداد قيمة أسهم شركة ‫JD.com Inc ‫(LSE: JD Sports Fashion [JD])‬‬ بنسبة 46% في بورصة نيو يورك للأوراق المالية، وترتفع أسهم شركة ‫Tencent Holdings Ltd ‫(HKEX: Tencent Holdings [0700])‬‬ في سعرها أثناء التداولات في بورصة غونغ كونغ بنسبة 40% يوم الأربعاء الماضي.

وتعمل الشركتان بجهود مشتركة من أجل منع Alibaba من حصتها في السوق حيث تحاول Tencent جذب اهتمام مليار مستخدميها من تطبيقات WeChat و QQ إلى مشروعها التجاري JD.com الذي بدأ يقدم للمشترين الصينيين الاستيراد المؤجل.

ويعتقد السيد مارك تانير مؤسس وكالة التسويق China Skinny في شنغهاي أن JD.com التي ثاني شركة صينية في مجال التجارة الإلكترونية تكتسب تدريجيا موقعا رائدا في السوق الصينية. وفي نفس الوقت يقول السيد تانير إن مواصلة شركة Alibaba للنمو بنفس السرعة يبدو من غير المحتمل في المدى المتوسط.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق