نصائح تيم كوك إلى جيل الشباب

الخطاب المؤثر للرئيس التنفيذي لشركة Apple في حفل التخرج بجامعة جورج واشنطن.

هناك الكثير من الناس من ينظرون إلى حياتهم المهنية كأنها مليئة بالمعانات والمشاكل. هكذا كان تيم كوك يفكر أيضا قبل أن انضم إلى فريق شركة Apple في عام 1997. ستيف جوبس جعله يشكّ في ذلك حيث أقنع تيم في أن العمل بشكل جيد وفعل الأشياء الجيدة يمكن أن يكون في عمل الإنسان. يقول كوك في هذا الصدد:

"كنت أعتقد دائما أن العمل ليس أكثر من العمل فقط. نعم، كانت هناك الأشياء أردت تغييرها في العالم المعاصر ولكني كنت متأكدا في أنني يمكنني أن أشغل بالي بذلك في وقت الفراغ فقط. أما ستيف جوبس فكان ينظر إلى هذا الأمر من ناحية أخرة حيث أقنعني في أننا نقدرعلى تغير هذا العالم إذا قمنا بإنشاء منتجات مميزة".

أشار كوك إلى خصائص فريدة يصف بها كل المنتجات مثل iPad و Mac و iPhone التي تسمح حتى للناس المكفوفين التعامل مع أهلهم وأصدقائهم بكل بساطة.

ذكر كوك أيضا مثالا آخرا أشار فيه إلى الصحفيين المدنيين الذين يستعملون الهواتف الذكية من أجل تسجيل الأعمال الوحشية التي تمارسها الشرطة ومن أجل نشر هذه التقارير في الإنترنت. حظي كوك بأكبر قدر من التصفيق عندما قال أن أجهزة Apple تساعد الناس الذين شاهدوا أشياء غير عادلة وغير نزيهة في حياتهم أو حولهم في المجتمع الذي يعيشون فيه لأن كل واحد مننا لديه كاميرا في جيبه.

"كما نرى نحن في شركة Apple لا يجب أن يساعد العمل في التطور الذاتي وتحسين حياتنا فحسب، بل في تحسين حياة الآخرين حولنا. تستطيع الشركة التي تنطلق من أساس القيم من تغيير العالم إلى الأفضل".

قال كوك أنه أدرك ما هي القيم الأساسية في حياة الإنسان عندما التقى بمحافظ ولاية ألاباما الأمريكية جورس ووليس ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتير في صيف عام 1977.

يجب الذكر أن المدير العام لشركة Apple ولد في أسرة فقيرة في ولاية ألاباما ولم يغادر حينذاك المناطق الجنوبية للولايات المتحدة. ولكن لقاء كوك بووليس الذي اشتهر بتحيزه العنصري كثيرا لم يكن مرغوبا بالنسبة لكوك:

"لم أرد أن أصافح يده لأنني كنت أعتقد هذا عبارة عن خيانة للمثل العليا التي كنت أفتخر بها أو حتى عبارة عن بيع جزء من روحي".

كان اللقاء مع كارتير بالعكس تماما حيث أصبح إحدى اللحظات المميزة في حياة كوك. بالرغم من أن كارتير كان محافظا للولاية الجنوبية المجاورة – ولاية جورجيا الأمريكية – وبالرغم من انتماء كارتير مثل ووليس إلى الحزب الديموقراطي كانت رؤية كارتير تختلف تماما. كان طيب القلب ورحيما وحنونا للغاية. وصف كوك كل من ووليس وكارتير بالعبارة التالية:

"كان أحدهما على حق والآخرعلى خطأ".

نصح كوك المتخرجين من دفعة عام 2015 أن يعتمدوا في كل شيء في حياتهم على أخلاقهم.وكان يدعوهم إلى أن ينظروا بكل التفاؤل إلى ما كان جوبس يؤمن به وهو أن العمل يمكن أن يغير هذا العالم إلى الأفضل وأنه يجب تحقيق الأفكار المتمثلة في الإنسانية التي كان يتحدث عنها الرئيس كارتر كثيرا والتي لم يُضح بها كارتر بالرغم من منصبه الرئاسي العالي في البلاد. وقال كوك ما يلي:

"القيم لها معنى كبيرا جدا في حياتكم. إنها عبارة عن نجم في سماء حياتكم التي تناديكم وترشدكم إلى طريقكم الصحيح. وإذا لم يكن الأمر هكذا فالعمل هو عمل فقط. ولا أكثر. لا أعتقد أنكم تريدون أن تبقوا كل حياتكم دون أن تفعلوا شيئا له فائدة. هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى حل، كما يسود الظلم حياتنا لذلك علينا أن نضع حدا له لتغيير حياتنا إلى الأفضل".

وبعدما أكمل كوك خطابه أمام المتخرجين الجدد صورهم على هاتفه الأي فون. وكان هذا الخطاب كلمة ترحيبية أولى يوجهها المدير العام لشركة Apple إلى الشباب المتخرجين منذ خطاب عام 2005 الذي ألقاه ستيف جوبس أمام متخرجي جامعة ستانفورد. وإضافة إلى ذلك ألقى كوك عام 2010 عندما كان يحتل منصب الرئيس التنفيذي في شركة Apple خطابا آخرا في جامعة أوبورن التي تخرج منها.