ميزانية الأسرة والعلاقات الشخصية بين الزوجين

قام مؤسسو مشروع You Need a Budget بنشر دورة مميزة تعلم الجميعكبارا وصغارا كيفية التصرف في العالم المالي وإدارة الأموال الخاصة بهم وكيفيةالاستفادة القصوى من الإدارة المالية.

واليوم نقدم لكم درسا خامسا من هذه السلسلة نحدثكم فيه عن كيفية تخطيط وإدارة الأموال في الزواج.

في الحلقة الأخيرة قمنا بدراسة ونقاش الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالقاعدة الأولى التي تقول أن كل فلس من فلوسكم يجب جعله يعمل من أجلكم ومن أجل مصلحتكم. وأنا لم أتحدث كثيرا عن أحد أهم الأبعاد لهذا الموضوع لأنه يستحق اهتماما خاصا.

أثناء دراستي في الكلية كنت أحضر دروس القانون التجاري. وفي أحد الدروس قد أدركت أن تخطيط ميزانية العائلة يشبه المفهوم المسخدم في المحاماة consensus ad idem (رضاء الطرفين).

هذا ما تقوله عن هذا المصطلح القواميس:

"إنه المصطلح الذي يستخدم في قانون التعاقد من أجل وصف نوايا الطرفين اللذان يبرمان العقد بينهما على أساس الإدراك المشترك أنه لا يجوز للطرف الواحد أن يتحمل المسؤولية على الالتزام بشروط عقد لا يعرف الطرف الآخر عن وجوده ".

من أجل أن يكون هناك توافقلفعلي ذات قوة قانونية بين الطرفين من الضروري أن يكون هناك رضا الطرفين وتطابق إرادتهما حول مسألة ما.وهذا هو ما يتطلبه النقاش حول موضوع الميزانية الشهرية للعائلة.

تقوم مناقشة المسائل التي تخص مسألة الميزانية العائلة على التوافق بين الطرفين، بينكم وبين زوجتكم (أو زوجكم). وتأتي مرحلة المحادثات بين الطرفين قبل الوصول إلى التوافق بينهما مثلما يحدث عند إبرام العقد بين الطرفين. وكما هو المعروف المفاوضات الجيدة تطلب حوارا صريحا وقدرة على التوافق والاحترام المشترك.

ويعني الصدق في المفاوضات أنه إذا توصل الطرفان إلى الاتفاق على إنفاق مبلغ معين يسعى الطرفان إلى التزامهما بهذا الاتفاق. طلب خاص للرجال: إذا اتفقتم مع زوجتكم حول إنفاق مبلغ لا يزيد عن 75 دولارا هذا يعني أنه لا يجوز إنفاق أكثر من 75 دولارا أبدا إلا في حال إذا نجحتم في الوصول إلى اتفاق مع زوجتكم حول تغيير مبلغ الميزانية (ولكن هنا يجب التفكير حول ضرورة سحب أموال من بند آخر من بنود قائمة مصروفات العائلة ).

إذا كان اتفاقكما صريحا يجب إبلاغ الطرف الثاني عن كل ما يهمكم في الحقيقة. إذا كانت المصاريف تزعجكم يجب أن تقولوا عن هذا!

إذا كان شريكم يعلن عن مثل هذا القلق الذي يهمه يجب مواصلة الحوار بطريقة ودية. هل تقدمون تنازلات عند الضرورة؟ هل تحترمون الاحتياجات والمتطالبات والرغبات لشريككم؟

لا يجوز أن تحول مناقشىة ميزانية العائلة إلى نصف ساعة من معارك ورعب. لا يأخذ إنشاء خطة الميزانية الشهرية أكثر من 30-40 دقيقة. ومع مرور الوقت سوف تتمكنون من إنشاء هذه القائمة في 10 دقائق لا أكثر. كلما عملتم أكثر على إنشاء ميزانية شهرية كلما أدركتم أسرع ما هو المطلوب هنا بالتحديد. وتصبح توقعات كل الطرفين واقعية ويدرك الطرفان أهمية تقديم التنازلات لبعضهما البعض وأهمية احترام ما يظنه الطرف الآخر.

ماذا يجب الفعل إذا لم يكن شريككم اقتصاديا جيدا؟ هذا شيء عادي وهناك الكثير من الناس في العالم الذين لا يفهمون كثيرا في علم الاقتصاد. بعضهم يرفضون الاقتصاد أصلا. والبعض مشغولون جدا. وهناك من يكسب مالا كثيرا ولا يريد القلق حول هذا الموضوع التافه. لكن معظم الناس يخافون من كلمة "ميزانية" فقط.

هنالك الكثير من الأزواج الذين يشعرون بالخوف من هذه الكلمة لأنها ترتبط ببعض الأحاسيس غير المريحة.

أنتم تقولون: "حبيبي أنا أريد أن أتحدث معك حول موضوع ميزانية عائلتنا".

ويسمع شريكم التالي: "حبيبي أريد أن أسيطر عليك في المسائل المالية ".

أنتم تقولون: "حبيبي ربما يجب علينا أن نعتمد في خطتنا المالية الشهرية مبلغا أكثر من مبلغ المصروفات الذي نعتمد عليه حاليا".

ويسمع شريككم: "حبيبي أنت تنفق مالا أكثر من اللازم (مقارنة بنفسي أنا)".

تقولون: "حبيبي ما رأيك إذا حاولنا ألا نصرف أكثر مما هو مسجل في خطة ميزانيتنا؟".

يسمع شريككم: "حبيبي من الضروري عليك أن تلتزم بالخطة المالية التي وضعتها أنا".

هذا هو ما يحدث عادة. إذا كان يبدو لكم من الصعب إقناع شريككم في أهمية إنشاء خطة مالية فلا تترددوا وكرروا محاولاتكم أكثر وأكثر. لكن من الضروري أن تتحدثوت مع شريككم بطريقة واضحة وصريحة وودية. إن الميزانية تقوم على قائمة الأهداف المشتركة لكل منكما.

لا تنسوا أن " الطرف لا يجوز له أن يتحمل المسؤولية على الالتزام بشروط العقد الذي لا يعرف الطرف الآخر عن وجوده". إذا لم تناقشوا معا هذا الموضوع ولم تتوصلوا إلى اتفاق بشأن نظام الإنفاق والمبالغ الموزعة على أشياء مختلفة فلا يمكن أن تطلبوا من الطرف الثاني الالتزام بهذا العقد.

إذا كان شريكم غير مستعد للجلوس بجانبكم ومعالجة بعض المسائل المالية معكم خلال 30 دقيقة كل شهر (خاصة إذا وافقتم على تسجيل كل المصاريف) ففي مثل هذه الحالة يبدو أن زواجكما له مشاكل أكثر جدية وأهمية وخطرا من مسألة الميزانية بالتحديد. إذا قلتم لشريككم أن مشاركته مهمة للغاية بالنسبة لكم ولم يرد عليكم ورفض طلبكم يعني أنه حان الوقت للتفكير الجدي. انقلوا له كل ما قلته الآن !!

من الضروري أن نذكر أن مناقشة مسألة الميزانية العائلة يجب أن تحدث كل مرة عند عوائد نقدية جديدة. ولا تنسوا أن هذا الحديث يجب أن يكون قصيرا. يجب التمتع المشترك به. مثلا،لماذا لا يمكنكما شرب فنجان من الشوكولاتة الساخنة أثناء هذا الحديث بينكما؟ أو يمكنكم زيارة دار السينما لنقاش هذا الموضوع الحسّاس. يمكنكما إضافة بعض اللحظات الطيبة إلى هذه العملية. يجب بدؤها فقط.

إذا نجحتم في تخطيط ميزانيتكم (أقول هنا نجحتم ولكن هذا لا يعني أنه دائما تصرفون مبلغا لا يزيد عن المبلغ المحدد المسجل لشيء ما، يمكنكم مخالفة هذا المبدأ بشكل خفيف) معا خلال بضعة أشهر تلاحظون تغيرات إيجابية فيما يخص أموالكما وما يخص أكثر دفء العلاقة بينكما. سوف تتحسن أموركم المالية لا شك في ذلك. وسوف تمتلئ العلاقة بينكم بالاحترام أكثر وثقة مشتركة أكثر. سوف تلاحظون أنكما تفهمون شريككم أفضل بكثير مما كان هو في البداية.

تعتبر مناقشة ميزانية العائلة من أهم الأدوات التي تستخدم لحل المشاكل التي تخص أموالكم أو لتحسين الوضع المالي لعائلتكم.

لا تنسوا تقديم هذه المقالة إلى زوجكم أو زوجتكم للقرأة. ولا تنسوا أن تتحدثوا معهما بعد ذلك. يجب أن تعم فائدة هذه المعلومات كلا منكما.

وفي المرة القادمة سوف نناقش معكم مسألة تخص سلطة المشتريات والقاعدة الثانية.

يجب عليكم مناقشة الخطة المالية لعائلتكم مع شريككم. ويجب التحدث معه عن الأهداف المشتركة على المدى الطويل والقصير. إذا كان من الضروري يمكنكم لمس يده خلال هذه المناقشة.