بطولة الفساد العالمية
Arnd Wiegmann/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات

قد يؤدي التحقيق في جرائم الفساد في الفيفا إلى اعتقالات جديدة.

التحقيق الامريكي في الفساد في الفيفا ينتقل إلى مرحلة جديدة. وفقا لريتشارد ويبر، رئيس التحقيقات الجنائية الداخلية للسلطات الضريبية في الولايات المتحدة الأمريكية (IRS)، يعتمد مصير تسعة مسؤولين من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وخمسة مسوقين رياضيين رفيعي المستوى الذين اتهموا في 27 مايو بالابتزاز والرشوة على سير التحقيق في هذه القضية. حدث ذلك قبل يومين من إعادة انتخاب رئيس الفيفا جوزيف بلاتر البالغ من العمر 79 عاما لمدة أربع سنوات. قال ويبر يوم الجمعة في مقابلة هاتفية مع Bloomberg:

«على الرغم من أنه من الصعب الفهم من سيكون في قائمة المتهمين في المرحلة القادمة، ومتى سيحدث ذلك بالضبط. إننا نستمر في القضاء على انتهاكات القانون، ونتوقع المزيد من الاعتقالات والإدانات أو المعاملات ما قبل المحاكمة ».

يتعلق التحقيق بالرشاوى وعمولات التسويق لحقوق وسائل الإعلام لمباريات كرة القدم التي تصل الى أكثر من 150 مليون دولار لمدة 24 سنة. تتعاون IRS مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب المدعي العام في هذه القضية. يوم السبت في مؤتمر صحافي في زيوريخ، سُئل بلاتر ما إذا كان يشعر بالقلق من احتمال تعرضه للاعتقال، أجاب: «ولما يجب اعتقالي؟ السؤال التالي».

المتهمون الرئيسيون هما جيفري ويب وجاك وارنر، الرئيس الحالي والسابق لاتحاد كرة القدم في أمريكا الشمالية والوسطى ومنطقة البحر الكاريبي. تشارلز بليزر البالغ من العمر 70 عاما، الأمين العام السابق للفيفا والموظف الرياضي البرازيلي خوسيه خافيل اللذان وافقا على إعادة 151 مليون دولار، وإثنين من أبناء وارنر، داريل وداريان، وافقا على التعاون مع التحقيق.

كأس العالم

ووفقا لسجلات المحكمة أكد تشارلز بليزر أنه شارك في العديد من الرشوات خلال بطولات كرة القدم، بما في ذلك كأس العالم في 1998 و 2010. و يتبين من التهم أن بليزر اعترف على حصوله على حصة من 750.000 دولار من رشوة بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم جمهورية جنوب إفريقيا كبلد مضيف لبطولة كأس العالم في 2010.

وفقا لصحيفة Sunday Independent التي يقع مقرها جوهانسبرج، مع الإشارة إلى مسؤول كرة القدم في جنوب إفريقيا داني جوردان العشر ملايين دولار المدفوعة لكونكاكاف بعد أربع سنوات من إجراء البطولة ليست رشوة. يدعي جودان أن هذا المبلغ كان تبرعاَ إلى صندوق الاتحاد.

ونفى بلاتر أي علاقة له يهذا المبلغ، والذي وفقا لجهة الاتهام، تلقوه مسؤولون رفيعو المستوى من الفيفا وحكومة جنوب إفريقيا واللجنة الكبرى. وفي مؤتمر صحفي قال بلاتر: «ليس لدي 10 ملايين دولار».

يقول ويبر أن IRS قد انضمت إلى التحقيق في عام 2011، عندما فتح ستيفن بيريمان، موظف المكتب في لوس انجليس، قضية ضد بليزر حول انتهاكات الضرائب.عاش بليزر في ناطحة سحاب Trump Tower، طار على الطائرات الخاصة، تناول الطعام في أفضل المطاعم في العالم، واحتضن المشاهير والقادة العالميين.

في بلوقه بعنوان «رحلات تشاك بلايزر وأصدقائه» (Travels with Chuck Blazer and his Friends)، من بين أمور أخرى، تم نشر صور صاحب البلوق مع هيلاري كلينتون ونيلسون مانديلا والأمير وليام. وفقا لويبر الذي يعالج الآن من مرض السرطان، لفت انتباه IRS على الفيفا. وفي نهاية عام 2011، انضم IRS إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يراقب الفيفا من جانبه.

انتهاكات الضرائب

وفقا لصحيفة New York Times، كان اهتمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمنظمة متعلقاً بأنشطة قسم الجريمة المنظمة الروسية التي يراقبها قسم المكتب المتعلق بأوراسيا الذي يقع في نيويورك.

يقول ويبر أن وكلاء IRS اكتشفوا انتهاكات الضرائب من قبل بليزر بما يقرب من 11 مليون دولار. ويضيف:

«بدأت القضية عندما أصبح واضحا أن مواطن أمريكي يتجنب دفع الضرائب على نطاق واسع مع استخدام المخططات الخارجية. بعد دء التحقيق في قضية بليزر، تأكد وكلاؤنا بسرعة بأن الفساد في الفيفا منتشر على نطاق واسع ».

و اتضح يوم الأربعاء أن في عام 2013بليزر قد اعترف سرا بتهمة محاولة الابتزاز، والتآمر لارتكاب عمليات احتيال مع استخدام تكنولوجيا المعلومات، والتآمر لغسل الأموال والتهرب الضريبي وإخفاء وجود حسابات في الخارج. في وقت المعاملة دفع 1.9 مليون دولار ووافق على أن يسدد مبلغاً كبيراً بعد صدور الحكم.

كما ذكرت صحيفة New York Daily News، بعد كونه معتقلا ذات مرة بتهمة التهرب من الضرائب، وافق بليزر على ارتداء أجهزة التنصت أثناء اللقاءات مع مسؤولي الفيفا.

لم يذكر ويبر أسماء المتعاونين مع لجنة التحقيق الآخرين: «في مثل هذه الحالات نعتمد على مساعدة الناس الذين يعرفون عمل المنظمة من الداخل». وقال أيضا أن التحقيق اضطر لفحص السجلات المالية في 33 بلدا. وتمكن من الحصول عليها بفضل الاستعلامات في إطار المعاهدات الدولية.

تجري البنوك البريطانية Barclays، وStandard Chartered وHSBC تحقيقا داخليا حول فضيحة الفساد. لم يتم حتى الآن الكشف عن بعض المعاملات المحددة. وأبلغ Standard Chartered أنه يدرس دفعتين، ورفض HSBC وبنك Barclays التعليق. يقول ويبر:

«عندما يتعلق الأمر بالابتزاز وغسل الأموال بحجم 150 مليون دولار نضطر تتبع الرشاوى والعمولات عبر حسابات متعددة وعبر وسطاء، والملكية الرسمية والمخططات الخارجية فإن القضية تتحول إلى لغز معقد. مع هذا العدد من الدول والجهات الفاعلة قد يستغرق حل القضية عدة سنوات ».

وبالنظر إلى جميع ما ذكر سابقا قدم بلاتر استقالته ويبقى مصير الفيفا مجهولا.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق