منذ منتصف شهر مايو أصيب أكثر من 80 شخصا في كوريا الجنوبية بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا (MERS) وهو مرض جديد نسبيا اكتشف في المملكة العربية السعودية في عام 2012. يتميز فيروس كورونا الجديد بمعدل وفيات عالي، وليس هناك أي علاج فعال له وآلية انتشاره ما زالت غير مفهومة. نتحدث عن ما يجب أن تعرفه عن متلازمة كورونا التنفسية في الشرق الأوسط وعن كيفية تهديدها للإنسانية.
يعتبر أن متلازمة كورونا الشرق الأوسط التنفسية ضعيفة الانتقال من شخص إلى آخر، على الأقل هذه هي استنتاجات العلماء بعد تحقيقهم خلال تفشي فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية. الفيروس شبيه بالفيروس الكوروني ТОРС المعروف في وسائل الإعلام "بالالتهاب الرئوي اللانمطي" الذي كانت نتيجة تفشيه في آسيا في عام 2003 وفاة أكثر من 800 شخص، أي حوالي 10% من إجمالي عدد المصابين.
ويفترض أن متلازمة كورونا تصيب أساسا الخفافيش والجمال وفي حالات نادرة يتم تشخيصها لدى الناس. وتشمل أعراضها الحمى والتهاب الحلق وآلام العضلات والسعال والقشعريرة. خلال الأسبوع الأول بعد الإصابة يبدأ الالتهاب الرئوي الحاد الذي قد يؤدي إلى التهوية الاصطناعية. معدل الوفيات هو حوالي 40% وعادة تكون وفاة المصابين هي بسبب الالتهاب الرئوي وعواقب درجة الحرارة المرتفعة.
حدثت أول حالة وفاة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في يونيو عام 2012 في مدينة جدة السعودية ولكن السلطات في المملكة قد أعلنت عن المرض الجديد لمنظمة الصحة العالمية بعد عدة أشهر فقط. معدل انتشار فيروس كورونا في كوريا الجنوبية هو الأعلى خارج دول الشرق الأوسط.
الظروف في المرافق الصحية بتهوية سيئة و باتصال دائم مع المرضى تساعد الفيروس الجديد على الانتشار. فيروس كورونا يصيب الجزء السفلي من الرئتين وبالتالي لا ينتقل بالسعال تقريبا ولكن يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق أجهزة تسهيل التنفس الطبية.
شخص فيروس كورونا في العديد من البلدان الأخرى ولكن أصبح تفشيه في كوريا الجنوبية كبيرا جدا. هناك عدة أسباب محتملة. في المقام الأول عدم القدرة على التشخيص الفوري، فأول حالة قد شخصت بعد أسبوع من بدء المرض الذي قد زار المريض خلاله أربع مستشفيات مختلفة و من الممكن أنه قد نشر فيروس كورونا فيها. من الممكن أن انتشار الفيروس يكمن في سوء التهوية في غرف المرضى المصابين بالأمراض المعدية. وهناك سبب آخر وهو الإنذار المبكر لمنظمة الصحة العالمية، كوريا الجنوبية على عكس دول الشرق الأوسط قد قامت على الفور بالكشف عن ظهور كورونا الخطير وبسبب انفتاح المعلومات حول تفشي المرض يبدو ضخما جدا. وأخيرا أكثر الأسباب خطورة لانتشار فيروس كورونا السريع، قد تكون قدرته على التحول والخبراء لا يستبعدون أننا نواجه الآن نسخة من الفيروس الذي يمكن أن ينتشر بسهولة بين الناس. لحسن الحظ ليس هناك بعد أي دليل موثوق على ذلك.
لا يزال الباحثون لا يعرفون الكثير من الأشياء الأساسية حول متلازمة كورونا الشرق الأوسط التنفسية. وكيفية انتشاره لم يتم تحديدها بشكل موثوق بعد. لا يزال الناقل، الحيوان الأصلي غير معروفا، وكيفية انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان غير معروفة أيضا. لم يستطع العلماء أن يحددوا المدة التي يبقى فيها الشخص حاملا للفيروس وتحديد المساعدة الطبية التي يحتاجها المرضى، ناهيك عن أنه لا يوجد علاج مخصص لفيروس كورونا.
مع ذلك الفيروس معروف للباحثين لبضع سنوات فقط. على مدى السنوات الثلاث الماضية أصيب به عدد صغير من الناس، حوالي ألف شخص وتوفي منهم 400 شخصا. كيفية انتشار الفيروس بمرور الزمن وكيفية تحوله وهل سيتحول إذا كان سيصيب عددا متزايدا من الناس لا تزال غير واضحة.