لماذا العالم لا يثق بالصين؟
Ivan Sekretarev/AP Photo
الصفحة الرئيسية تحليلات, الصين, الولايات المتحدة

دوماً نبحث عن مواضيع ممتعة في الإنترنت ونقدم لكم أفضلها. في الموقع المشهور Quora طرح مستخدم مجهول الهوية سؤالاً: لماذا العالم لا يثق بالصين؟ ونقدم أفضل جوابين على هذا.

1. مستخدم Quora مجهول الهوية

بكلمتين: لأن الحكومة الصينية تتصرف وفقاً لقواعدها وترفض ظهور الديمقراطية والحريات السياسية في البلاد.

بالتفصيل:

مهما كان الغرب مرتاباً تجاه الصين الآن مع الأسف يقود الأمر أفضل فريق ممكن من القواد. توجد طرائق بديلة ولكنها باتت أقل فعالية.

  1. خلال عدة أجيال كانت تايوان تحت حكم حزب غوميندان. لكن ذلك لم ينجح.
  2. الديمقراطية على الطريقة الهندية لا تزال تعمل إلى الآن ولكن إذا كنا صريحين لا تجلب ثماراً كثيرة على شكل النجاح والحريات والعدالة و"الازدهار" كالنموذج الصيني (وهذا له معان كثيرة إذا حسبنا طبيعة النظام الحاكم في الصين).

التاريخ لا يعرف الصيغة الشرطية ولكن لولا الحكومة العدائية المجاورة التي كانت تايوان من جرائها تحتاج دوماً إلى دعم ولو الاسمي من قبل الولايات المتحدة واليابان لما كان النظام الديمقراطي على الجزيرة فعالا إلى هذا الحد. كان هذان البلدان يضغطان كثيراً على الإدارة التايوانية كي تغير سياستها. عدا ذلك في البلد الصغي فرض نظام ديمقراطي أسهل مما هو في الكبير عادة، فلذا سيكون النظام التايواني دوماً "أقرب" إلى المواطنين.

لو أن الصين كلها كانت محكومة من قبل حزب غوميندان لكانت النهاية سيئة، وبالأحرى أسوأ مما هي الآن. ما كان زعماؤها متعلمين ومتلمذين على غرار أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، وعندما كان الشعب تحت حكم ماو يعاني من المجاعة لا يجوز القول بأن إدارة غوميندان أبدت عن كرمها وحاولت المساعدة. فتحت ظل حكم هذا الحزب كان الناس أيضاً يعانون من الجوع ولو أنه كان قد التجـأ إلى مساعدة الغرب مما أدى إلى انخفاض عدد الجياع.

لكن ضعف النظام الديمقراطي قد توضح بصورة خاصة عام 1990 حين بدأت الصين سياسة التجديد السريع. لنفرض أن الصين امتنعت عن السياسة الاستبدادية مثل تايوان إذا الصينيون قد رفضوا سياسة "الأسرة الواحدة هي طفل واحد" ولكانت النخبة الحاكمة مكونة من الرجال فقط (كما هو الحال الآن) ولما كانت هنالك أية قوانين تحمي حقوق النساء. ولو أن حصة النساء بين السكان النشيطين اقتصادياً قد انخفضت ما زالت القوانين تعمل.

خلال السنوات الأخيرة كان سر نجاح الصين ينحصر في الاقتصاد المخطط مع جزء كبير من السوق الحرة. وهيهات أن نظام غوميندان الديمقراطي كان قد أعطى للصين مثل هذا النجاح، وبالأحرى كان في الصين أقل بكثير من حكم الجدارة وأكثر بكثير مما نلاحظه الآن في الهند ألا وهو الفساد على كافة مستويات السلطة.

وبالطبع هذا لا يعني قط أن الصين تخلو من الفساد حالياً، إنه موجود ولكن الإدارة الصينية على الأقل تحكم بالإعدام على أولئك رجال الدولة الذين طمعهم يحول دون التطور الاقتصادي للبلاد.

لولا سياسة "أسرة واحدة هي طفل واحد" لوصل عدد سكان الصين إلى ملياري نسمة. وفعلاً العدد ضخم. وإذا حسبنا سرعة التزايد الحالي للسكان لكان العدد قد وصل إلى 2.5 مليار بسهولة. كما قيل آنفاً لا للصيغة الشرطية ولكن إلى كم كان قد وصل مستوى الوفيات بين أكثر من ملياري شخص في ظروف المجاعة العامة؟ حتى في الأمريكتين الشمالية والجنوبية مع بعضهما لن تجد هذا القدر من المواد الغذائية لتفادي الكارثة من هذا القبيل.

لم تسمح سياسة "الطفل الواحد" لسكان الصين بلوغ حدودها البيئية وحمتهم من الجوع على غرار ما كان في فترة 1959-1961. فقط بهذا أنقذت الحكومة الصين وكل العالم من الضرر الكبير.

وقبل أن تسنتجوا أنني أؤيد وأشارك آراء الحزب الشيوعي الصيني فكروا من جديد. أنا أريد أن أعيش في الصين الحرة الديمقراطية، ولكن يصعب علي التصور كيف يجوز فرض النظام الديمقراطي في بلاد يرغب أكثر من نصف سكانها بأن يكون لديهم أطفال أكثر وحيث الحكومة القوية البعيدة عن الشعب هي الوحيدة القادرة على تفادي ذروة الولادات التي ستجر البلاد إلى الكارثة.

2. فايفي وان مستخدم Quora

يجوز اختلاق أسباب كثيرة معقولة لماذا يجوز اعتبار الصين مخادعة وكتومة وفاسدة وغير جديرة بالثقة وعموماً بأنها هي الشر بذاته. ولكن هذه الأسباب معقولة فقط لأنها تعكس بعض الآراء الشائعة وبالذات الغربية.

صدقوا دون أن تفحصوا: الصين كذلك لا تثق بالغرب. لقد عاشت بلادنا الكثير من العذاب تحت ظل المستعمرين الغربيين، فهم الذين جاؤوا في زمن ما إلى بلادنا ليقتلوا أناسنا وينهبوا ثرواتنا... لماذا الآن نعتبرهم بأنهم تغيروا؟ بالطبع مواطنو أمريكا وأوروبا الحاليين يختلفون كثيراً عن المستعمرين لكن صورتهم في الوعي الجماهيري (صحيحة هي أم لا) بقيت كما هي. لا يجوز الثقة بالغرب لأنه يطمع بمواردنا ويريد استغلال شعبنا.

لقد أخذت على عاتقي الشرح لماذا الصينيون لا يثقون بالغرب لأبدي أن سبب عدم الثقة هذه تكمن في السياسة أو الفساد. والأمر أننا ما زلنا لا نعرف بعضناً إلا قليلاً، وإن شعوبنا قلما تعاشر بعضها. زد إلى ذلك أننا نختلف كثيراً عن بعضنا البعض بما في ذلك في لون البشرة واللغة والثقافات الغريبة لبعضها البعض كثيراً. يبدو للوهلة الأولى أنه ليس ثمة شيء مشترك بيننا والناس بالفطرة يميلون نحو الشك والحذرتجاه الغرباء. يجوز محاولة ترشيد هذا الخوف بتعداد تلك الأشياء المرعبة التي يرتكبها الصينيون، ولكن في آخر الأمر أنتم لا تعرفون عن الصين إلا القليل القليل لكي تثقوا بها، والصين كذلك لا تعرف الغرب معرفة جيدة.

الناس في الغرب يظنون لسبب ما بأن الصين عليها أن تتغير لكي "يقبلوها". أنا موافقة، الصين يجب أن تتغير ولكن ليس لرغبتنا في نيل استحسان أو قبول الغير، إنما ينبغي على الصين أن تتغير من أجل مواطنيها لتوفر لهم حياة أفضل.

ففي آخر الأمر الثقة ليس شيئاً مهماً، فأنتم لا تحتاجون إلى الثقة لكي تشتروا ملبوساتنا وأحذيتنا، لذا خففوا قليلاً من تكبركم.

المصدر:Quora

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق