نبحث في الإنترنت عن مواضيع ومناقشات شيقة، ونقدم لكم أكثرها طرافة. حكى جيمس ألتوشر، المستثمر والمدون ورجل الأعمال، عن معنى أن تكون صفراً وما محاسن ذلك وكيف يمكن تحقيقه.
قال رجل الفضاء كريس هادفيلد لي يوماً: «هناك ثلاثة أنواع من الناس: −1 وصفر و+1». أمضى هادفيلد 166 يوماً في الفضاء في المحطة الفضائية الدولية. في تلك الفترة غنى أغنية Space Oddity وحمّل فيديو على اليوتيوب فحصل على 26 مليون مشاهدة.
عندما يصل مشروعك إلى الإفلاس فهو إحساس يكافئ −1. عندما تفسد علاقاتي مع الناس فالسبب عادة أنني كنت −1. من المؤكد أنني كنت في أحيان كثيرة −1 في مواقف كنت فيها ألاحق شريكي أو أتوسل إليه أو أصرخ فيه.
عندما أختبئ في قوقعتي وأرفض اتخاذ المسؤولية وأخاف من الاتصال الهاتفي أو لا أريد أن أعترف بالخطأ فهو سلوك −1. وفي أحيان كثيرة، عندما أعطي لنفسي تقييم +1 أنا في الواقع −1.
والأسوأ من هذا، بل أسوأ بكثير، عندما يعتقد الآخرون أنك −1. يقولون أن رأي الآخرين لا يجب أن يهمك. القول سهل. ولكن عندما يعتبرني الناس −1 يتغير سلوكي ليصبح مؤكداً لرأيهم، وهذا يجعلني أحياناً −1000.
تقول زوجتي كلوديا: «صدقني، لا يوجد هناك ألف شخص يفكرون بك»، فأجيبها: «ولكن ما العمل عندما أسمع ألف صوت في رأسي تصيح جميعها "أنت سيء"؟»
في الغالب يصعب علي أن أكون +1. نادراً ما أدرك ما أفعل. كنت يوماً ما مدير عام شركة من ابتكاري، وكنت ماهراً في اجتذاب الاستثمارات، فقد جمعنا 30 مليون دولار. ولكن لم يكن عندي فكرة عن كمية المال الذي نكسبه وما هي نفقاتنا، بل لم أكن أعرف ما الغرض من منتجنا. لقد صعقني مبلغ الاستثمارات بحد ذاته.
صرت أخاف التكلم إلى الناس لدرجة أنني كنت أسعى أن آتي باكراً وأقفل باب مكتبي ورائي ولا أفتحه لمن يطرقونه.
في النتيجة فصلوني من منصب المدير العام، ثم من مجلس الإدارة. ثم استولوا على أسهمي. لقد قطعت الطريق من +1 إلى −1 بسرعة فائقة.
أحياناً الأفضل أن تكون صفراً، لكي تتعلم وتسمع وتساعد. عندما أسجل بودكاست أشعر أنني صفر. أطلب أن يأتي الناس إلي لأنني أريد أن أتعلم منهم شيئاً. كيف أصبح إنساناً جيداً. إنهم +1، وأود لو أتشبه بهم، ولذا أطرح عليهم أسئلة.
هذا ما يجب أن تفعله لتكون صفراً.
اسمع ما يقوله الناس لك
فربما حصل لهم ما لم يحصل لك. الدماغ يستطيع اكتساب الخبرة من الغير، وهذا يمكن أن يحسِّن حياتنا.
راقب أفعال الآخرين
يوجد عند الناس ما يسمى العصبونات المرآوية. لو فكرت أنني +1 في الرماية فقد أقتل نفسي بالخطأ.
ولكن لو بقيت أنظر مرة تلو الأخرى كيف يرمي شخص آخر، تتفعّل عصبوناتي المرآوية، وإذا طلب مني أحد فقد أستطيع أن أرمي بنفسي. مع أنني آمل أن أحداً لن يطلب مني ذلك.
كن متواضعاً
بعض الناس يستحقون تسمية العظماء. إنهم متواضعون ومنتجون وأكفاء. يتمون كل عمل بدؤوا به، ويفعلون ذلك أفضل كل مرة.
لو تقارن نفسك بهم تيأس. أما إذا كنت متواضعاً فستتعلم. أنت تصبح أفضل عندما تسعى إلى العلم.
كيف وصلوا إلى هذه المرحلة؟ قرؤوا كتباً وكتبوا كتباً وكان لديهم أفكار. كانوا يعملون بجد كل يوم سنوات متواصلة. أنقذوا عدة أرواح.
حسناً، الآن صرت أعرف شيئاً عن هؤلاء الناس، وربما أستطيع أن أفعل شيئاً مثلهم. احتمال واحد من عشرة أني سأكون محظوظاً.
الفضول
يبدأ الصفر مما يلي:
- ماذا يفعلون؟
- كيف يفعلونه؟
- كيف يمكن أن أساعدهم؟
- كيف يمكنني أن أتحسن؟
- كيف يمكنني أن أصبح كفؤاً؟ أن أبني الثقة بي؟ أن أصبح أفضل من الجميع؟
اختر المواضيع وليس الأهداف
قبل أن ينطلق كريس هادفيلد إلى الفضاء ويقضي 166 يوماً في المحطة الفضائية الدولية بقي يحلم 21 سنة بمهنة رجل الفضاء. وأحياناً كان يصاب بخيبة الأمل. يقول كريس:
«لو أنني ركزت على النجاحات الكبرى فقط لبقيت خائباً أغلب الوقت. يجب التركيز على الإنجازات الصغرى والتحقق من أنك تعطيها تقديراً كافياً».
وكانت مواضيعه هي الكفاءة ومساعدة برنامج الفضاء والعمل على الأهداف المشتركة التي كان مقتنعاً بها. لقد حقق انتصارات صغرى عديدة وهو على هذا الطريق.
ثم غنى Space Oddity خلال رحلته حول الأرض التي امتدت 148 مليون كيلومتر.
غالباً ما يعتقد الناس أن نصيبهم من هذه الحياة يجب أن يكون أعظم، وأستطيع أن أتفهّم هذا. ولكن كي تصل إلى الأعظم يجب أن تركز على اليوم.
وهنا أقتبس مرة أخرى كلام كريس: «عندما تستثمر باستمرار في نجاح الغير تصل إلى النجاح بنفسك تدريجياً».
احترم الآخرين
يستطيع شخص واحد أن يدير شركة، ولكن لتحقيق إنجازات حقيقية يلزم آلاف العاملين والزبائن والمستثمرين والأتباع، إلخ. التابع الجيد يراقب القائد ويؤمنه على اقتراحاته ثم يربط نجاحه بنجاح الشركة.
عندما كنت أعمل في HBO شعرت أنني حققت شيئاً عندما بدأت استخدم ضمير «نحن» وأنا أتحدث عن الشركة، وليس «هم».
كنت صفراً في الشركة. لكني كنت أتابع كل برامجهم وفهمت رؤيتهم واتبعت مثال رؤسائي ثم استطعت أن أساهم بنفسي. وكانت مساهمتي كبيرة، فبدأت الشركات الأخرى تتصل بي وتسألني إن كنت أستطيع مساعدتهم.
هكذا أنشأت أول شركة لي. ومنذ ذلك الحين ليس لدي عمل.
انس الغطرسة
أعترف أنني أغضب أحياناً من شعوري بأنني صفر. أريد أن أكون +1 دائماً وفي كل ما أفعله.
أتحمس بسهولة. أريد أن أكون الأفضل في هذا وذاك. فوراً. لكني أعرف أنني إذا تغطرست فذلك يضع في الحال حدوداً على ما أستطيع تحقيقه في حياتي.
أتعرف أحداً يتغطرس؟ ألا يبقى غاضباً أغلب الوقت؟ المتغطرسون هم الناس الذين يقولون في النهاية: «كان علي أن أقوم بعمل آخر»، فيشعرون بمرارة خبية الأمل عندما يقارب عمرهم الانتهاء.
الغطرسة = القيود. الغطرسة = القيود. أنا مضطر إلى تذكير نفسي بهذا باستمرار. الغطرسة يمكن أن تقلبك من +1 إلى −1 في ثانية واحدة.
ويجب الإدراك أن أهم شيء هو الانتباه إلى الأشياء غير الهامة.
لا تستسلم للخيبة
يوماً ما أصيب كريس هادفيلد بصدمة عندما أعطت فرنسا مكانه في برنامج الاختبارات لمرشح آخر لأسباب سياسية.
أصيب بخيبة أمل: «لن أصبح رائد فضاء». سمع أن Air Canada بحاجة إلى طيارين فبدأ يفكر بأن ينتقل إلى هناك.
فقالت زوجته إيلين: «أنت لا تريد في الحقيقة أن تصبح طياراً، ولن تكون سعيداً، فلن أكون سعيدة. استمر في محاولاتك أن تصبح رائد فضاء. لن أسمح لك أن تتخلى عن حلمك فتشقى ونشقى».
فلم يبحث عن عمل جديد فوصل إلى الفضاء. أحياناً صفر + صفر = +1.
هذه القصة ليست عن الرياضيات ولا عن الطريق إلى النجاح ولا كيف تصبح رائد فضاء أو تحقق حلمك. إنها قصة حب.