كيف أحوال كندا، والمملكة العربية السعودية، وفنزويلا، وما هي حالة الطاقة البديلة.
منذ صيف عام 2014 درست صحيفة Financial Times البريطانية كيف ينعكس الانخفاض في اسعار النفط على الصناعة ومصنعي ومستهلكي الذهب الاسود. منذ يونيو العام الماضي هبط خام Brent بمقدار النصف تقريباً، وقد تسبب اقوى سقوط بقرار اوبك لخفض الإنتاج في نوفمبر، كما لعب ضعف الطلب في آسيا دوره.
ونتيجة لهذه الأحداث فإن البلدان المصدرة للنفط تعاني من مشاكل كبيرة، والتي يتم التعبير عنها في عجز الموازنة وضعف العملة الوطنية. لقد طردت شركات الطاقة حوالي 70 ألف موظف وجمدت مشاريع بمليارات الدولارات، بما في ذلك الرمال النفطية في كندا وفي حقول النفط في المياه العميقة خليج المكسيك.
و قد غير انخفاض الأسعار موازين القوى في هذه الصناعة: التهمت Royal Dutch Shell (AMS: RDSA) منافستها الاصغر BG Group (LON: BG) بـ55 مليار دولار امريكي، كما لم تنجو شركة Afren التي تركز على استخراج النفط في نيجيريا و قد تم إدخال الإدارة الخارجية للشركة في الشهر الماضي. ان العشرات من الشركات الصغيرة تبقى على قيد الحياة بصعوبة و تتدين لفعل ذلك.
وتظهر فنزويلا، حيث يشكل النفط 96٪ من عائدات التصدير، الصعوبات التي تواجهها البلدان المصدرة. تتواجد احتياطيات النفط حالياً في أقوى حالة انخفاض منذ 12 عاماً و تشكل وفقا للبنك المركزي 15.4 مليار دولار. وهناك مخاوف من ان الخزانة ستصبح فارغة تماماً الربع الاول من عام 2016.
ولكن حتى كندا التي هي اغنى منها بكثير تعاني من المشاكل. يخفض الاقتصاديين توقعاتهم للانتاج وقد اصبحت فورت ماكموري، وهي مدينة في مقاطعة البرتا، التي ازدهرت عند الطفرة النفطية فارغة و تم تاجيل المشروع وقد غادرها العمال. تضاعف معدل البطالة في هذه المناطق بمرتين، واضطرت البلديات إلى خفض الميزانيات.
ولكن هناك أخبار جيدة. فقد سرت الأسعار المنخفضة المستهلكين، على سبيل المثال، اصبح البنزين ارخص. ووفقا لتقارير شهر مايو من Capital Economics شكلت وفورات الاقتصاد الامريكي، ومنطقة اليورو، و بريطانيا، واليابان اكثر من 200 مليار دولار. و هذا على الرغم من انه لا يوجد دليل على ان المستهلكين مستعدين لإنفاق المال المتبقي. ومع ذلك قد زادت مبيعات السيارات مع الاستهلاك العالي للوقود في الولايات المتحدة بما في ذلك المركبات على الطرق الوعرة، ويرى الكثيرون هذا كدليل على احياء صناعة السيارات. وهنا الرسومات البيانية الاكثر اثارة للاهتمام التي بنيت في الدراسة المذكورة اعلاه.
تخفيض النفقات الرأسمالية
يكون المبلغ الاجمالي للمشاريع المؤجلة من الشركات الكبيرة حوالي 200 مليار دولار. تؤكد شركة الاستشارات Wood Mackenzie المتخصصة في قطاع الطاقة بانه تم تجميد 46 مشروع كبير للنفط والغاز مع اجمالي حجم الاحتياطيات التي تبلغ 20 مليار برميل من النفط المكافئ، وهو ما يزيد عن عدد الاحتياطيات المؤكدة في المكسيك. ووفقاً للمحللين، سيتم الموافقة على عدد قليل جدا من المشاريع في عام 2015.
المملكة العربية السعودية
تحاول المملكة العربية السعودية، والتي تحدد سياسة اوبك، الحفاظ على حصتها في السوق وطرد المنافسين مع تكاليف الإنتاج المرتفعة وقد رفعت الإنتاج الى مستوى قياسي أثناء تحقيق هذه الاهداف. ولكن اذا بقيت الأسعار منخفضة لفترة طويلة سيضر ذلك الشؤون المالية للدولة. ويقول مسؤولون سعوديون انهم محميون بفضل مخزن ضخم على شكل احتياطيات النقد الاجنبي التي بلغت حدها الأقصى (حوالي 800 مليار دولار امريكي) في منتصف 2014. ولكنها تختفي بسرعة: فقط في شهري مارس وابريل انخفضت بنسبة 36 مليار دولار. الآن تحاول المملكة تخفيف الأعباء المالية عن طريق الخروج الى سوق السندات و تأمل الحكومة في جذب 27 مليار دولار في نهاية السنة. ويقول المصرفيون أن البنك المركزي للمملكة العربية السعودية يدرس الطلب على سندات بمبلغ 20 مليار ريال سعودي (5.3 مليار دولار) شهريا حتى نهاية العام.
عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع الطاقة
ان الأسعار تنخفض ويصبح صغار منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، على الأقل هؤلاء الذين يعتبرون اضعف من غيرهم، هدفاً لاستحواذهم من قبل الشركات الكبيرة.و عدد Goldman Sachs الشركات الضعيفة: Continental Resources (NYSE: CLR)، وEP Energy (NYSE: EPE) وHalcon Resources (NYSE: HK)، و سيصل دينهم في العام المقبل الى 61٪، 49٪ و 61٪ على التوالي. و تجري العملية اليوم ببطئ: غالبية الشركات التي لديها ودائع جيدة، مثل تشكيل باكن في ولاية داكوتا الشمالية، لم تشهد مثل هذه الصعوبات لبيع نفسها بمبالغ زهيدة. ومع ذلك، يقول المحللون ان انخفاض الأسعارالشهري يقرب حلول هذه الفترة.
كندا
كانت إحدى المناطق الاكثر تضرراً هي مقاطعة البرتا، حيث يتواجد غالبية الإنتاج الكندي من الرمال النفطية. في هذا العام بلغت النفقات الرأسمالية في صناعة النفط والغاز الكندية 45 مليار دولار كندي (34.5 مليار دولار امريكي)، وهذا بـ40٪ اقل من العام الماضي. وهكذا انخفضت توقعات الإنتاج. وتقدر الرابطة الكندية لمنتجي النفط أنه بحلول عام 2030 ستنتج كندا 5.3 مليون برميل يومياً و هذا اقل بكثير مما كان متوقعاً في العام الماضي بـ6.4 مليون برميل يومياً.
إحياء السيارات الامريكية
لقد تمكن السائقون الامريكيون من توفير الكثير من المال على البنزين بسبب انخفاض الأسعار. أصبح البنزين يكلف الآن ما يعادل 0.26 دولار للتر وانخفض خلال العام الماضي بنسبة 20٪. وارتفعت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة علاوة السماء في مايو ويونيو وقد صلت على أساس سنوي الى مستوى 17 مليون وحدة ووفقاً لـMotor Intelligence هذا هو أعلى رقم منذ عام 2005. و تتكون هذه الزيادة بشكل رئيسي من سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الخفيفة. ونتيجة لذلك تمر صناعة السيارات الامريكية بالنهضة، وتجاوز المتوسط السنوي لمسافة سير السيارات الأمريكية العام الماضي للمرة الاولى مستوى عام 2005.
مصادر الطاقة المتجددة
في العام الماضي، عندما بدأ النفط في الانخفاض في السعر قال البعض ان هذا سيؤثر على الاستثمار في مجال الطاقة البديلة. لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل. ويقول المحللون أنه أمر طبيعي لانه يتم انتاج فقط حوالي 5٪ من الكهرباء في العالم من النفط لذلك فانه لن يستطيع التنافس مع الريح والشمس وغيرها من أشكال الطاقة المتجددة.