كيف تتعلم الثبات على موقفك وأنت تتحدث مع رؤسائك أو زملائك.
هل سبق لك أن بدأت حديثاً صعباً في عملك وأنت تنوي الإصرار على موقفك وتحقق هدفك، ثم ينتهي الحديث وقد تخليت عن أيام العطل وعن عقلك وحتى عن حذائك؟
ثم تتساءل: «كيف وقع هذا؟» وأنت تعود إلى مكتبك لتفكر في مرادفات كلمة «الثبات».
إذن، لكي تحمي نفسك في المرة القادمة من الطلبات التي تتجاوز حدود المعقول ولتكون جاهزاً لأي محادثة صعبة أخرى، سنكشف بضعة أسرار لتعرف كيف تحافظ على رباطة جأشك وتنتصر.
1. اعرف الأمور التي لن توافق عليها أبداً
يجب أن تحدد لنفسك قبل بداية الحديث ما هي التنازلات التي لن تقبلها أبداً. مثلاً، أن تعمل في يوم العطلة عندما يصادف عيد ميلاد طفلك، أو أن تعمل حتى وقت متأخر في يومٍ عندك فيه لقاء رومانسي أو أن تكون مسؤولاً عن أمور لا تخصك.
وتتحدد هذه القائمة بقيمك الشخصية، تلك القيم المغروسة في صميم قلبك، القيم التي لو تخليت عنها خسرت سعادتك واحترامك لنفسك. ينبغي أن تدرك هذه القيم بوضوح لتستطيع أن تقول خلال الحديث بكل ثقة: «آسف، لا أستطيع أن أقوم بهذا».
اعرف بكل تحديد قائمة الأمور التي تهمك واحترمها والتزم بها.
2. حافظ على موقفك عندما يتعلق الأمر بطلب شخصي
هذا يحدث للجميع: مثلاً، رئيسك يطلب منك أن تشتغل بمشروع جديد، لأنك إن اشتغلت عليه ساعدت رئيسك كثيراً، ذاك المشروع التي رفضته سابقاً بسبب ضيق الوقت؛ أو يُطلَب منك أن تأخذ على عاتقك مسؤوليات جديدة لأن ذلك يساعد الطالب مساعدة عظيمة؛ أو يطلبون منك، بعد أن قدمت طلب الاستقالة، أن تستمر بالعمل فترة ما لتستقر الأمور ويحضِّر الفريق نفسه للعمل بدونك.
إنه موقف صعب، لأنك لو رفضت قد يعتبرك رئيسك شخصاً لا يمكن الاعتماد عليه أو لا يحب العمل ضمن فريق.
كلنا نكره أن نرفض طلبات شخصية، ولكن تذكر أن المعني هو رئيسك أو مديرك وليس أفضل أصدقائك أو أقرب أحبائك، والموضوع يتعلق بعلاقات العمل وليس بمساعدة الصديق على المرور بأزمة أو دعم قريب في فترة كرب.
إنها مسألة صعبة، ولتحافظ على موقفك يجب أن يكون جوابك لبقاً واحترافياً وجازماً. قل أنك تدرك ضرورة هذا الطلب، ولكنك لا تستطيع تخصيص الوقت الكافي للمهمة الجديدة نظراً للالتزامات الجارية. اشرح أنك تودّ لو تستطيع المساعدة، ولكن المشاغل الموجودة لن تسمح لك بإيلاء الاهتمام الكافي لهذا المشروع. أو تستطيع أن تقول أنك مستعد للمساعدة، ولكن فقط في الوقت المتبقي من الالتزامات والمهام الموجودة.
3. أن تقول «لا» أمر صحيح
يحق لك رفض أي طلب غير عقلاني أو غير عادل، ويجب تقديم جوابك بحيث يدرك الجميع بوضوح أنك تتصرف بشكل صحيح عندما تجيب بالرفض.
مثلاً، إذا طلب منك رئيسك أن تتولى مشروعاً يأخذ وقتاً كثيراً بالإضافة إلى مشاغلك الجارية، اشرح له أن مثل هذا الحجم من العمل لن يسمح لك بإيلاء الاهتمام الكافي الذي يستحقه كل وجه من أوجه العمل، وقد يكون الأفضل تجميد المشروع حتى يطوّر الفريق أسلوباً أفضل وأكثر كفاءة لحل هذه المسألة.
أو مثلاً يطلبون منك أن تصرف وقتك الشخصي في وقت عمل زائد لتنفيذ مهام إضافية؛ في هذه الحالة يمكنك أن تقول أنك ستفعل كل ما في وسعك، إلا أن خبرتك تقول أن إطالة ساعات العمل نادراً ما تؤدي إلى نتائج جيدة. اقترح البحث عن خيارات أخرى تصب في مصلحة جميع الجهات المعنية.
إجمالاً، تسمح هذه الاستراتيجية بإعادة الطلب إلى الطالب قائلاً: «هل أستطيع أن أساعدك في إيجاد حل أكثر فعالية؟»
4. أدرك قيمتك
يصعب المحافظة على رباطة الجأش أثناء المحادثات إذا كنت تعتقد أن مثل هذا السلوك يجعلك شخصاً سيئاً: «لو رفضت طلبه، سيعني ذلك أنني لا أريد مساعدته»؛ «سيكرهني لو رفضت»؛ «إن أصررت على موقفي ستنخفض قيمتي في عينيه».
تبدو هذه الأفكار عقلانية حتى تدرك أن قيمتك تتحدد ليس بعدد الطلبات التي وافقت على تنفيذها إنما بجودة عملك. لا تسمح لرغبتك في إرضاء الآخرين أو لقلة ثقتك بنفسك أن تجبرك على التخلي عما تراه مهماً. أحياناً يكفي طرح سؤال واحد لتحافظ على موقفك:
«ما الذي كنت سأفعله لو لم أكن أحتاج إلى إثبات أي شيء، أي لو كنت أستحق كل تقدير بلا أن أفعل شيئاً إضافياً؟»