ما يظنه المسؤولون الأميركيون حول الوضع في سوريا وكيف تؤثر إجراءات روسيا وإيران على سياسة الولايات المتحدة وفقاً لبيانات WSJ.
وفقا لمسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين حقيقة أن روسيا وإيران عززتا التنسيق لمساعدة بشار الأسد للدفاع عن الأراضي الساحلية ستخلق العقبات على طريق تحقيق واشنطن لأهدافها الدبلوماسية.
ووفقا للمصادر ذاتها، في الأشهر الأخيرة عقدت محادثات في موسكو بين دبلوماسيين و ممثلين من الجيش الإيراني رفيعي المستوى ناقشوا خلالها الدفاع عن الأراضي التي تسيطر عليها قوات الأسد والمساعدات العسكرية من روسيا للقوات الحكومية السورية.
ويستمر الوضع في التطور: يوم الاثنين أفادت وزارة الدفاع الأمريكية الطائرات بدون طيار الروسية بدأت تطير فوق سوريا. كما أنه تبين أن موسكو أرسلت عشرين طائرة مقاتلة أخرى.
وقد تركز النشاط الرئيسي لكلا الطرفين في الأشهر الأخيرة في المنطقة الساحلية في اللاذقية مسقط رأس عائلة الأسد، ومكان سكن العلويين المسلمين. جهود المتمردين في الشمال تهدد بقطع المنطقة عن العاصمة دمشق.
في إطار هذا التنسيق أتى إلى روسيا بزيارة سرية اللواء قاسم سليماني، رئيس وحدة النخبة العسكرية للعمليات في الخارج «القدس» وأحد قادة حرس الثورة الإسلامية. وقد حضر أيضا إلى موسكو في الشهر الماضي وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف لمناقشة الوضع في سوريا وقضايا أخرى.
عند التحدث عن الزيارة الأخيرة أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنها عقدت «في إطار تنسيق الجهود». قال:
«هناك تنسيق عميق وعلى كل المستويات بيننا وبين إيران وروسيا، وأعرض الانضمام إلينا لأولئك الذين يرغبون».
يقول المسؤولون الأمريكيون أن تفاصيل هذه الإجراءات لم تتوضح لهم حتى الآن. قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى،أعلن بأن الولايات المتحدة تتبعت رحلة اللواء سليماني إلى موسكو: «نحن نعتقد بأن هناك تنسيق مع الإيرانيين [مع تصاعد الوجود الروسي في سوريا] ».
كما ذكرت الولايات المتحدة أنه يوجد في اللاذقية جنود ومستشارين عسكريين من حرس الثورة الإسلامية، وحتى جنود الحركة اللبنانية «حزب الله»، و هي الحليف السياسي والعسكري الوثيق لإيران.
وقال مسؤول في البنتاغون أنه يعتبر زيارة اللواء سليماني إلى موسكو «مهمة جدا» في إطار تعزيز الوجود الروسي في اللاذقية. قال: «نحن الآن نشهد نتائج هذا الاجتماع، وهناك اتصال مع إيران». الدعم المتواصل للأسد من إيران وروسيا يشكل عقبة خطيرة أمام الجهود الدبلوماسية لأوباما الذي يريد أن يحقق استقالة الديكتاتور السوري.
لا تصر الولايات المتحدة الآن بشدة على مغادرة الأسد لتشكيل الحكومة الجديدة.
خلال عطلة نهاية الأسبوع قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الانتقال إلى حكومة جديدة لا يجب بالضرورة أن يكون لحظة استقالة الرئيس السوري.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لبوتين يوم الاثنين في موسكو أن حكومته تشعر بالقلق إزاء أن إيران وحلفاءها يمكن أن يستفيدوا من الوضع ويبدؤوا القتال ضد إسرائيل من الأراضي السورية.
بعد المحادثات التي عقدت في مقر الإقامة الريفي للرئيس الروسي، قال نتنياهو لراديو إسرائيل أنه هو وبوتين اتفقا على اتخاذ تدابير ملموسة لمنع الأخطاء التي ستكون عواقبها زيادة نطاق العمليات العسكرية، لكنه لم يذكر التفاصيل.
تبدو كلمات بوتين وكأنها محاولة للتهوين من شأن تهديد لإسرائيل. ووفقا لمحضر رسمي قال: «نحن نعلم أن الجيش السوري وسوريا ككل غير قادرة على فتح جبهة ثانية».
يقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أنه على الرغم من الشكوك الكبيرة في التعاون بين موسكو وطهران، مصالحهما على المدى الطويل يمكن أن تتباعد.
بوتين، على ما يبدو، يحاول تعزيز نفوذ الكرملين في الشرق الأوسط بمساعدة الصراع في سوريا، وتركز الجهود الدبلوماسية الدولية على كيفية تشكيل حكومة تعمل من دون الأسد، لكن طهران تريد الحفاظ على المناطق الساحلية من سوريا والأراضي القريبة من الحدود مع لبنان كطريق رئيسي لتوريد الأسلحة إلى «حزب الله» اللبناني والمسلحين الفلسطينيين.
قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: «الأسد بالنسبة لإيران هو ضمان لبقاء «حزب الله ».
يعتقد إميل حكيم، وهو خبير في الشؤون السورية في فرع لندن للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن بوتين، من جهته، على ما يبدو، يهتم بشدة في الحفاظ في دمشق عل نظام مصادق لموسكو فإن تجارة الأسلحة والوجود العسكري الروسي في البلاد يعتمد على ذلك.
تدعم روسيا وايران الأسد باستمرار منذ اندلاع الحرب الأهلية في أوائل عام 2011. منذ 2014 يمكن رؤية موظفين روسيين في المطار المحلي ويعيش في الفنادق على الواجهة البحرية قادة «حزب الله» وحرس الثورة الإسلامية. لكن يبدو أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة تستعد موسكو وطهران لتقديم الدعم الفعال للأسد.
خلال هذا الوقت، استولى المتمردون السوريون على مناطق واسعة في شمال في محافظة ادلب وبدؤوا الهجوم على اللاذقية، ومواصلة تقدمهم يمكن أن يعزل مسقط رأس الأسد عن دمشق.
ذكرت وسائل الإعلام العربية أن اللواء سليماني قام في يونيو بزيارة إلى طليعة من المنطقة القريبة من الحدود التركية وإدلب. وقال هناك أن القادة الإيرانيون والسوريون يخططون معا للعملية التي «ستفاجئ العالم».
ووفقا لمسؤولين أوروبيين وأمريكين، بعد بضعة أسابيع منذ ذلك زار سليماني موسكو والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورؤساء المخابرات الروسية والمجمع الصناعي العسكري.
وينفي الكرملين زيارة الجنرال سليماني التي كانت ستكون اتنتهاكا لحظر فرضته الأمم المتحدة.
الآن، تقوم الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى بالمراقبة عن كثب لتصرفات روسيا وإيران والنظام السوري.
يعتقد المحللون أنه ربما هناك خطة لعملية ضد داعش في منطقة تدمر القديمة. ووصف بوتين وجود روسيا في سوريا على أنها عملية مكافحة الإرهاب. وفي 28 سبتمبر في نيويورك سيلقي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعملية ناجحة في تدمر يمكن أن تكون حجة هامة. وفقا لشهادة من نشطاء المعارضة المراقبين لمسار الصراع، وكذلك وسائل الإعلام الرسمية السورية تقوم القوات الجوية السورية في الأيام الأخيرة بغارات جوية مشددة على مواقع إقامة الدولة الإسلامية في تدمر.
ويمكن أن يكون الهدف الآخر هي جبهة النصرة المتصلة مع القاعدة والمتواجدة في محافظة إدلب. يسيطر المتشددون وحلفاؤهم على المنطقة بأكملها تقريبا، من الشمال الغربي باستثناء قريتين شيعيتين تتواجد فيهما حزب الله وقوات عسكرية أخرى تدرب في ايران.
وقال إلياس فرحات، لواء الجيش اللبناني المتقاعد والاستراتيجي العسكري عن إيران وروسيا التالي:
«سوف تشير الخطوة الرئيسية الأولى إلى نواياهم».
وقال أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا و إيران وحزب الله يقومون بإنشاء مركز قيادة العمليات المشتركة في اللاذقية بالقرب من المطار. تصلب الدفاع عن الأسد من قبل روسيا وايران يضع إدارة أوباما في نقطة دبلوماسية واستراتيجية صعبة من وجهة نظر الموقف.
وقال مسؤولون أمريكيون أنه بعد التوقيع على الاتفاق النووي في يوليو بين واشنطن وطهران، بمساعدة روسيا، كانت تأمل على التعاون لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. على وجه الخصوص، كانت تأمل أن العملية الدبلوماسية الجديدة يمكن أن تؤدي إلى إضعاف قوة الأسد.
أعرب وزير الخارجية الأمريكية كيري ومسؤولون أميركيون آخرون في الأيام الأخيرة عن قلقهم؛ من وجهة نظرهم الوجود النشط لروسيا في سوريا يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك وجود القوات الروسية يمكن أن يؤدي إلى نزاع بينها وبين القوة الجوية بقيادة الولايات المتحدة. مع ذلك قال كيري أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بانضمام روسيا إلى التحالف ضد داعش.
يقول ضابط منشق سوري له اتصال مع روسيا أن زيادة الوجود الروسي يمكن أن تؤدي إلى حل دبلوماسي للصراع السوري، ولكن بشروط بوتين. وفقا له يدرك الكرملين أن الأسد لن يبقى في السلطة على المدى الطويل ويعتمد على المفاوضات مع الأميركيين.
وأضاف اللواء السابق: «من أجل بيع إناء مكسور تحتاج إلى تلصيقه أولا».