تسلا تعد بالكثير وتنفذ القليل
Mike Blake/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات, ماسك, تسلا

أسهم شركة إيلون ماسك تهبط والمحللون يخفضون التوقعات لكن تسلا لا تستسلم.

خلال الأسبوع الماضي المحللون من وول ستريت، بما في ذلك محللو Morgan Stanleyو Baird و Barclays خفضوا تنبؤات نمو أسهم .Tesla ‪(NASDAQ: TSLA)

كما أن المحللون يدلون بتوقعات متناقضة للديناميكية المستقبلية لأوراق الشركة، بعض البنوك تتوقع نموها، في وقت تتوقع الأخرى أنها ستهبط إلى 220$ أو حتى أقل.

يمكن أن يبدو هذا غريبا. ألم تقم تسلا مؤخرا بعرض النموذج الجديد من الكروس أوفر Model X؟ ألا يرأس الشركة أفضل مدير عام في العالم؟

نعم ونعم مرة أخرى، لكن حتى السيارة الثورية بأبواب تشبه أجنحة الفراشة والتي تتسارع إلى 100 كم/ساعة خلال 3.2 ثانية وكل جاذبية إيلون ماسك وموهبته لا يمكنهم أن يصرفوا انتباه وول ستريت عن العامل الأهم بكل ما يتعلق بتسلا.

المبيعات.

المشكلة الأهم لتسلا هي تصريف البضاعة، هل تستطيع الشركة أن تبيع سياراتها لتودع الأموال في البنك؟

سلسلة من الإخفاقات

للأسف حتى اللحظة لدى تسلا خبرة كبيرة في عدم تنفيذ خطط البيع. لسنتين متتاليتين نتائج الربع الرابع لا تبدو جيدة. خططت الشركة العام الفائت بيع 35 ألف سيارة لكنها لم تحقق الهدف. استطاعت تصنيع كل هذه السيارات لكن التوريد طال حتى يناير عام 2015.

هذا العام خطط ماسك وفريقه توريد 55 ألف سيارة لكن في منتصف العام تم تخفيض الأرقام حتى 50-55 ألف. ومرة أخرى سيتوجب على الشركة أن تبذل قصارى جهدها لتبلغ في الوقت المحدد الرقم الجديد، يجب على تسلا أن تورد حتى نهاية العام 17 ألف سيارة.

خطر عدم تنفيذ مستوى المبيعات المطلوب وعوامل أخرى، بالدرجة الأولى السعر المرتفع للنماذج الأولى لـModel X الذي يزيد عن 100 ألف دولار، يجبر المحللين الذين لم ينسوا ما حصل العام الفائت أن يقولوا: "رأينا هذا من قبل"، وخفض التوقعات لنمو الأسهم.

لماذا تفعل تسلا هكذا، تعد بأكثر مما تنفذ؟

لأن إذا تسلا ستعد بالقليل وتنفذ الكثير لن تربح شيئا في هذه المرحلة من تطورها.

من ناحية جودة المنتج تسلا دائما تجاوزت الخطة. العملاء والخبراء ومنشورات قطاع السيارات، جميعهم يوافقون على أن سيارات الشركة رائعة.

من ناحية تسيير الأعمال تسلا دائما لا تنفذ خططها وتؤخر إصدارات النماذج الجديدة. مهما كانت سيارة Model X رائعة تم تأخير تقديمها لسنتين. ولا يستطيع أحد التأكيد أن هذا لن يحصل مع سيارة Model 3 الذي عين إصدارها عام 2017. في الحقيقة يجب انتظار عام 2018 أو 2019.

الأسهم تنخفض مرة أخرى

المشكلة في الاستراتيجية

في النهاية تسلا شركة مؤسسة على الرغبة في تغيير الكون. تبديل كل وسائط النقل التي تعمل على الوقود بسيارات نظيفة بيئيا. يمكنكم أن تنظروا بسلبية إلى فكرة كهذه لكن كونوا على ثقة أن إيلون ماسك يؤمن بها. وهذا ما بدفعه إلى الأمام بدرجة أكبر من المال.

الهدف الأساسي لتسلا هو تنمية وتقوية هذه الفكرة. لا يريد ماسك أن تتساوى تسلا مع فيراري يوما ما، لكنه يريد إلغاء كل سيارات تويوتا وجنرال موتورز في العالم إو إجبارهم على مشاركته في جهوده لتغيير قطاع المواصلات إلى الأبد.

لا تحتاج فيراري أن تقنع أحدا أنها يمكن أن تتجاوز جميع التوقعات. المصنع الإيطالي الذي طرح مؤخرا أسهمه في أول عرض أولي قدر بـ10 مليارات دولار، يصرح أنه سينتج 7 آلاف من السيارات الرائعة سنويا، ثم يقوم بإنتاجها ويبيعها جميعها. كما أنه يستطيع أن ينتج المزيد مستقبلا. لكن إذا بقيت فيراري في مستواها فلا مشكلة في هذا.

تسلا هي قصة مختلفة تماما. لا يمكن تغيير العالم إذا لم تعلن عن مخططاتك المستقبلية. في النهاية من الصعب أن يفهم أحد ما تمثله الشركة من دون أهداف كبيرة. فليس لدى ماسك خيارا آخر، يجب عليه أن يعد بالكثير وهو يعرف صعوبة تنفيذ مخططات كهذه.

هذا يؤدي إلى تقلبات كبيرة في سعر الأسهم، التي تبلغ أحيانا 100$. لكن كل من يعرف قطاع السيارات يعرف ما تواجهه تسلا. هناك أسباب تؤدي إلى ظهور منتجي سيارات جدد كل 20-30 سنة فقط. ولا تنسوا أن تسلا تريد أن تصبح مصنعا جديدا للسيارات وتريد أن تدخل إلى التصنيع الدائم تكنولوجيا المحرك الكهربائي التي لم تلعب أبدا دورا في قطاع تصنيع السيارات.

ما لا تريد أن تنتهي إليه تسلا

الإخفاقات الصغيرة أفضل من فشل كبير

من وجهة النظر هذه الإخفاقات الصغيرة لتسلا أفضل من فشل كبير أنهى العديد من المشاريع الناشئة لإنتاج "سيارات المستقبل". يعرض ماسك تسلا كشركة تتفوق على نفسها وتطور التكنولوجيا والتصنيع لأن هذا يناسب صورة الشركة. يصعب على المستثمرين أن يشاهدوا كيف تسلا ستخيب آمالهم مرة أخرى في الربع الرابع. لكن في مخطط الشركة العملاق هذه اختلافات صغيرة جدا.

لفهم الشركة يجب الانتقال إلى 10 أو 20 سنة في المستقبل وعندها ستستطيعون تخيل العالم الذي ستبيع فيه تسلا سنويا 500 ألف سيارة وكل السيارات تتحول من الوقود إلى الكهرباء.

لا يهم في ذلك العالم كم سيارة ستبيع تسلا عام 2015، 50 أو 48 ألف. حتى لو لم تنفذ تسلا وعودها ستعوض هذا يتجاوز التوقعات في المستقبل. إذا اعترفتم بأن تسلا تسير في هذا الاتجاه يجب أن تستعدوا لخيبات الأمل في السنوات العشر القادمة.

تسلا شركة مبنية على حلم والحلم لا يتم تنفيذه حسب المخطط الزمني.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق