أوبك: الجميع ضد الكل
Fayaz Aziz/Reuters
الصفحة الرئيسية تحليلات, النفط

دول الأوبك تبدو مجتمعة في قرارها في إغراق العالم بالنفط الرخيص، وهي مستعدة أن تواجه زملاءها للحصول على الأسواق الآسيوية.

أعضاء المنظمة المصدرة للنفط كانوا يتخذون قرارات موحدة بشأن رفع أو خفض الأسعار منذ زمن طويل. الآن الكويت في العديد من عقودها تتنافس مع المملكة العربية السعودية. العراق تبيع نفطها أرخص من العضو الأكبر في المجموعة. قطر أعلنت عن حسم لـ27 شهرا لتتنافس مع أبو ظبي.

على الرغم من أن المجموعة المسؤولة عن 40% من تصديرات النفط تحافظ بشكل عام على الاستراتيجية الجماعية، وهي ملء السوق بالنفط الرخيص، يتلاشى هذا التوحد عندما يتطرق الأمر إلى تحديد الأسعار الشهرية. حسب التوقعات الجزء الأكبر من الطلب على النفط هذا العام سيكون في آسيا ما سيولد صراعا على المشترين سيحطم العلاقات التي أُسست لعقود. يقول فيرندرا تشاوهان، خبير الشركة الاستشارية في Energy Aspects Ltd:

" هناك حرب حقيقة داخل أوبك لتقاسم السوق. يحدث هذا على الرغم من أن المجموعة تسعى إلى تخفيض إنتاج النفط في الدول التي لا تدخل في المنظمة، مثل روسيا والبرازيل والولايات المتحدة".

العالمي للنفط عام 2015. الصين لوحدها، حسب توقعات منظمة الطاقة الدولية، ستستهلك أكثر من ربع الطلب العالمي. تستورد الصين الآن كميات ضخمة من الذهب الأسود لأن الأسعار المنخفضة تسمح لها بزيادة احتياطاتها.

السعر الرسمي لخليط التصدير الكويتي Export Blend للأسواق الآسيوية انخفض في أكتوبر بـ0.65$ مقارنة مع نفط التصدير السعودي Export Blend، في نوفمبر بلغ فرق السعر 0.6$، بينما كان النفط الكويتي عام 2014 أرخص بـ0.4$.

حسب معلومات بلومبرغ تقوم العراق ببيع نفطها Basrah Heavy أرخص بـ3.7$ للبرميل من الخليط السعودي Arab Heavy، وهذا أكبر تخفيض منذ أبريل عندما بدأت العراق ببيع النفط. النفط القطري Qatar Land أرخص بـ1.2$ للبرميل من النفط السعودي Murban، وهذا أكبر فرق منذ يونيو 2013 عندما تم تحديد الأسعار. بينما كان فرق السعر في مايو 0.4$ فقط.

أعضاء أوبك بما في ذلك المملكة العربية السعودية تريد أن توثق علاقاتها مع الزبائن بأي شكل لذلك تتنافس فيما بينها ومع المصدرين الآخرين كما يعتقد بوب فرايكلاند، الخبير الاستراتيجي في .IHS Inc. صرح في مقابلته في طوكيو في 8 أكتوبر:

"هذا سبب ظهور أسعار النفط المنخفضة هذه مقارنة مع الأنواع العالمية الأخرى للنفط. لا يزالون يحاولون بناء هذه العلاقات".

في آب، ردا على نمو تصدير النفط الصخري من الولايات المتحدة، فتحت أوبك الصنابير لتُخرج من السوق الموردين بأسعار أعلى وهبطت أسعار النفط إلى حدها الأدنى منذ ست سنوات. أكدت أوبك أنها قامت في سبتمبر وبفضل نمو الإنتاج في العراق باستخراج أكبر كمية من النفط خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

حققت هذه الاستراتيجية أهدافها، هبوط أسعار النفط العام الماضي أجبر المنتجين الأمريكيين على إيقاف أكثر من نصف معامل النفط في البلاد وانخفض حجم الاستخراج في الولايات المتحدة. حسب التقرير الإسبوعي لـ Energy Information Administration إنتاج النفط اليوم يقل بـ500 ألف برميل عن الإنتاج في يونيو عندما بلغ حده الأقصى.

هذا كلف الكثير أعضاء أوبك من يعتمد على النفط في عائداته. حسب توقعات البنك الدولي النقص في ميزانية المملكة العربية السعودية، التي تعتمد على الواردات النفطية، سيبلغ عام 2015 20% من الناتج المحلي الإجمالي.

منذ بداية السنة انخفضت العقود الآجلة لنفط برنت في البورصة اللندنية ICE Futures Europe بـ15%. سلة أسعار أوبك، التي تعكس متوسط السعر للنفط المُصدر في البلدان الأعضاء، فقدت 12% من سعرها عام 2015.

في الوقت الذي تتوقع فيه أوبك ازدياد الطلب على النفط العام المقبل يستعد واحد من أعضائها إلى زيادة المعروض. حسب وكالة الطاقة الدولية تستعد إيران، خامس أكبر عضو في المنظمة من حيث إنتاج النفط، إلى عرض 3.6 مليون برميل في السوق يوميا بعد نصف سنة إذا تم إلغاء العقوبات الدولية. حسب معلومات بلومبرغ حجم التصدير من إيران في سبتمبر بلغ 2.8 مليون برميل في اليوم. بزيادة المعروض ستتمكن إيران من إزاحة المملكة العربية السعودية أو العراق أو روسيا كما تتوقع الوكالة.

يقول إحسان الحق، خبير الشركة الاستشارية اللندنية KBC Advanced Technologies:

"على الأغلب سيزيد التنافس داخل أوبك عندما ستزيد إيران حجم التصدير. إذا استمرت إيران في زيادة معروضها سيكون على الدول الأعضاء تغيير الأسعار للحفاظ على السوق بين الأنواع الأخرى".

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق