الأرباح الكبيرة لعمالقة التكنولوجيا الثلاث يمكن شرحها من خلال التغييرات التي صعبت الوضع لعدد كبير من الشركات كانت تتصدر القطاع يوما ما.
في الربع الماضي ربح Amazon (NASDAQ: AMZN) و Google (NASDAQ: GOOG) و Microsoft (NASDAQ: MSFT) كان أكثر من المتوقع. هذا دليل على الفرق الكبير بين الشركات التي تقدم الخدمات السحابية والشركات التي لم تلحق بالركب. حسب التقارير التي تم نشرها يوم الخميس بعد إغلاق البورصات الرأسمال الكلي للشركات الثلاث ارتفع إلى 90 مليار دولار.
الشركات الثلاث تتسم بتطوير الحوسبة الحسابية. تتمثل هذه التكنولوجيا في عدد كبير من الأجهزة الحسابية التي تتصل ببعضها، مخبأة في خنادق كبيرة بحجم ملاعب كرة القدم. مراكز معالجة المعلومات تقدم الكثير من الخدمات بأسعار منخفضة لنظم التشغيل الفردية أو لنظم تشغيل الشركات من مايكروسوفت وحلولا في مجال التجارة الإلكترونية وحسابات الكمبيوتر لأمازون وخوارزميات البحث وإعلانات جوجل.
عند مقارنة نتائجها بنتائج IBM (NYSE: IBM) و Hewlett-Packard (NYSE: HPQ) و EMC (NYSE: EMC) و Oracle (NASDAQ: ORCL) نجد هذه الأخيرة تعاني من انخفاض النمو، إذ أن التكنولوجيا السحابية تخفض الطلب على الأجهزة العادية لحفظ البيانات ونظم التشغيل والخدمات لدعمها.
ينمو ربح جوجل ومايكروسوفت وأمازون بسبب زيادة بيع السعات للشركات الأخرى التي تبحث عن بدائل رخيصة. ما يزيد الوضع سوءا هو أن المحافظ السحابية لا تشتري الأجهزة وأنظمة التشغيل لدى الموردين التقليديين في مجال التكنولوجيا. كما أنها تجذب العملاء المحتملين لـ BM و HPو EMC و Oracle، مقدما لهم خدمات مماثلة بسعر أقل.
سيد باراخ، خبير المحافظ في Becker Capital Management لحسابات بـ3 مليارات دولار، يقول:
"أصبحنا شاهدين على ثورة سحابية التي تحدث عنها الجميع لفترة طويلة. وهي تفيد مايكروسوفت وأمازون. تقارير Oracle وIBM وحتى Vmware ضعيفة جدا وبلا أي إمكانية لتطوير الخدمات السحابية".
سحاب كثيف
أعلنت Amazon (NASDAQ: AMZN) الخميس عن مبيعات فاقت توقعات المحللين. الربح الأكبر كان في قسم خدمات الويب Amazon Web Services الذي نما بـ78% حتى 2.09 مليار دولار. بفضل هذا حصلت الشركة على ربح في نهاية الربع الثالث على الرغم من أن المحللين توقعوا خسارة.
تحول Microsoft (NASDAQ: MSFT) العديد من مستخدمي Office والمنتجات الأخرى على النسخ المتواجدة في الإنترنت وتعتمد الشركة على خادماتها الخاصة. في نهاية الربع تجاوزت أرباحها من المبيعات توقعات المحللين. الربح من "الغيمة السحابية" بلغ 5.89 مليار دولار بينما التقدير المتوسط للمحللين كان على مستوى 5.72 مليار. قال ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت، في لقائه مع الصحافة المخصص لنتائج الربع:
" على الرغم من أن الكثيرين يقومون بتقديم خدمات في مجال الحوسبة السحابية، هناك رائدان فقط في إدخال التكنولوجيا السحابية على نطاق واسع، هما أمازون ومايكروسوفت".
غيوم متفرقة
لا يجب نسيان جوجل. شركتها الأم Alphabet (NASDAQ: GOOG) تبيع عددا أكبر من الإعلانات وتقيد المصاريف ما أدى إلى تجاوز المبيعات والربح في الربع السابق للتوقعات. خلال لقائه الصحفي المكرس للربع التجاري، قال المدير العام لجوجل، سوندار بيشاي أن هذا سمح للشركة أن تزيد وجودها في مجال التكنولوجيا السحابية:
"نستثمر مالا أكثر ونعتمد على المدى الطويل، أود أن أُشير إلى زيادة عدد المستخدمين الجدد".
غائم جزئيا
في حال IBM (NYSE: IBM) لا يبدو المستقبل مفائلا. انخفض سعر أسهم الشركة إلى الحد الأدنى منذ خمس سنوات بعد انخفاض توقعات الربح في وقت سابق من هذا الإسبوع. تحججت IBM بالتراجع الاقتصادي القادم والدولار القوي الذي يؤثر سلبيا على نتائج الأقسام الخارجية. المشكلة الأخرى التي لم تذكرها IBM هي أن اللاعبين الأساسيين في مجال حلول الحوسبة يقومون بإنتاج الأجهزة والبرامج بنفسهم.
مبيعات وأرباح شركة EMC (NYSE: EMC) التي وقعت مؤخرا عقد شراكة مع Dell حظيت على توقعات منخفضة من المحللين على الرغم من انخفاض الطلب على أجهزة تخزين البيانات.
قامت شركة Hewlett-Packard (NYSE: HPQ) بعقد عقد شراكة مع الشركة التايوانية Foxconn Technology Group يهدف إلى إنتاج خادمات رخيصة لتشتريها شركات أخرى كجوجل. أعلنت HP هذا الإسبوع أنها تنوي إلغاء سحابتها في بداية عام 2016.
حتى Oracle (NASDAQ: ORCL)، التي عرف عنها الاستقرار في الأوقات الصعبة، تواجه المشاكل. مبيعات نظام التشغيل الجديد والأجهزة تهبط على خلفية محاولات الشركة تحويل العملاء إلى الخدمات السحابية. أعلنت أمازون في وقت سابق من هذا الشهر العديد من الخدمات والأدوات التي ستسهل انتقال منتجات Oracle إلى حلول سحابية خاصة من أمازون.
لا توجد نهاية لهذه التحولات، على الأقل هذا رأي أحد مؤسسيها سوندار بيشاي:
"يحدث تغير كبير. عاجلا أم آجلا الحلول السحابية ستُستخدم من كل الشركات في العالم".