الفتى الجيد الذي أصبح إرهابيا
AP Photo/Michel Spingler
الصفحة الرئيسية تحليلات, هجمات إرهابية, داعش

ما الذي يروونه الجيران السابقون عن أحد الإرهابيين الذين شارك في أحداث باريس.

منذ ثلاث سنوات كان عمر إسماعيل مصطفاي يعيش حياة هادئة في منطقة شارتار على بعد ساعة من باريس في ضواحيها الجنوبية الغربية ولم يرى أحد فيه إرهابيا. تنشر Financial Times قول جاره الذي كان يعرف عمر وعائلته خلال 2005-2012: "كان فتى رائعا، صدوقا ومرحا. كان يحب التعامل مع الأطفال ولعب كرة القدم". يوافق جار آخر: "فعلا فتى رائع، وليس هناك شيء ما يُشك فيه".

لكن عمر البالغ من العمر 29 عاما أصبح واحدا من الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات الإرهابية على باريس. تم التعرف على مصطفاي الذي فجر نفسه في مسرح باتاكلان من خلال إصبعه.

على الأقل ثلاثة من الإرهابيين بما فيهم عمر ولدوا في فرنسا. الخطر الداخلي يزيد. منذ فبراير قتل ثلاثة متطرفين 17 شخصا في مقر صحيفة شارلي إيبدو ثم تم الهجوم على الشرطة ومتجر يهودي في باريس. يقول عضو مجلس الشعب الفرنسي، سباستيان بييتراسانت، في تعليقه على الإرهابيين المحليين:

" للأسف هذا ليس شيئا عجيبا. الإرهابيون الذين يفجرون أنفسهم دليل على الانتقال إلى مستوى أعلى وللأسف ربما لن تكون هذه الهجمات هي الأخيرة".

هذا الخطر لفرنسا مهم جدا. هناك 571 مواطنا من هذه الدولة يحارب في صفوف داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرة. حسب بيانات السلطات 141 مواطنا آخر لقيوا حتفهم في العمليات القتالية و 246 آخرين عادوا إلى فرنسا. هناك احتمال أن هذه الأعداد هي جزء صغير فقط من الأرقام الحقيقية. من المتوقع أن هناك حوالي ألفي شخص أعضاء في التنظيمات الإرهابية في داخل فرنسا وحوالي 3.8 ألف من الداعمين لها.

بالإضافة إلى مصطفاي شارك في الهجمات أخوان فرنسيان. فجر أحدهما نفسه في مطعم في شارع فولتير، أما الآخر، أدهم صلاح، المولود في بروكسل عام 1989، استطاع الهروب وتم البحث عنه طيلة يوم الأحد.

وقت تنفيذ الهجوم، ساعة ملقاة قرب المسرح

تظهر أول دلائل تشير على تشابه هجمات يوم الجمعة ومع الهجمات في يناير. مصطفاي كالإخوة سعيد وشريف قواشي اللذان نفذا الهجوم على شارلي إيبدو، ذو أصول جزائرية. وكالكلبيي، الذي قتل شرطيا وأربع رهائن يهود، كان من مقاطعة إسون في الضواحي الجنوبية الشرقية من باريس.

الشرطة الفرنسية كانت تعرف عمر الذي اعتبر مخالفا عدة مرات بما في ذلك قيادة السيارة من دون رخصة. لكن على خلاف الكليبي الذي اعتنق الإسلام الوهابي في السجن، لم يسجن عمر أبدا.

أصل مصطفاي من كوركورون، حي يشبه غراني، أين سكن الكليبي. لكن مصطفاي قضى ما لا يقل عن ثماني سنوات في مدينة شارتر، الهادئة المعروفة بكنيستها من العصور الوسطى، في حي مادلين الهادئ.

سكن في منزل بطابقين بباب أسود مع عائلته المؤلفة من والديه وأخويه وأختيه. في المنزل مرآب مغلق وحديقة خلفية كبيرة تطل على مدرسة رياضية. كان الأولاد يوم الأحد يلعبون في الشارع بكرة القدم أو يركبون الدراجات.

قبل سنتين من انتقال أسرته قامت الاستخبارات الفرنسية بمراقبته على أساس تطرفه الإسلامي، لكن الجيران لم يلاحظوا شيئا. يقول بيمون ديفيس، مدير مطعم ماكدونالدز المحلي:

" لم أتوقع أبدا أن أحد من جيراننا كان يمكن أن يفعل هذا. هذه منطقة هادئة جدا ويعيش هنا أناس من جنسيات مختلفة. لا يوجد هنا أي توتر أو جرائم".

يتذكر أحد الجيران:

" كان يلبس ملابس عادية وأحذية رياضية. من الصعب القول أنه أصبح جهاديا. تم طرد والده من العمل وعلى الأغلب لم يكن لديهم مصدر رزق ثابت. كانت والدته تلبس البرقع لكنها لم تكن متدينة".

كما يقول الجار أن والدي مصطفاي كانا يصافحان الأشخاص من الجنس الآخر ما يدل أنهما لم يكونا من المتطرفين.

بعض السكان المحليين يعتقدون أن مصطفاي كان يمكن أن يصبح جهاديا بعد زيارته للجامع في منطقة لوس غرب شارتر وفقامت الصحافة بتوجيه العديد من الأسئلة لإمام الجامع. لكن الأشخاص الذين يزورون الجامع بشكل دائم قالوا أنهم يصلون هنا 15 عاما ولم يشاهدوا مصطفاي هنا أبدا. يخاف المشترون في المركز التجاري المحلي على منطقتهم، يقول أحدهم وإسمه محمد:

" هذه مصيبة للجميع، للمسلمين ولفرنسا ولمدينتنا. لم أشعر بالعنصرية من قبل لكني أخاف أنها قادمة ".

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق