الأوضاع في عاصمة داعش
الصفحة الرئيسية تحليلات, هجمات إرهابية, داعش

سكان الرقة يستعدون للضحايا بين المدنيين.

رداً على الهجمات الإرهابية في باريس التي أعلنت المسؤولية عنها جماعة داعش المحظورة في روسيا بدأت فرنسا قصفاً كثيفاً على مدينة الرقة في شمال شرق سوريا. أصبحت الرقة أول معقل للجهاديين في طريقهم نحو الاستيلاء على ما يقارب نصف أراضي سوريا وثلث أراضي العراق في السنة الماضية. الرقة فعلياً عاصمة داعش.

لماذا يتم ضرب الرقة؟

الهدف قبل كل شيء رمزي: الغارات الفرنسية تهدف إلى تدمير معنويات داعش المنحطة نتيجة تقدم قوات التحالف مؤخراً في شرق سوريا وغرب العراق. تتوضع معسكرات قادة داعش عادةً في مناطق صحراوية واسعة قرب الحدود بين هذين البلدين حيث يصعب كشفها، وفي بلدة الشدادي في شرق سوريا التي تعيش فيها عائلات أغلب القادة الميدانيين.

يزداد في الفترة الأخيرة التشكيك في الضربات الجوية، إذ يشك الكثيرون في نجاعتها ويؤكدون أنها تستهدف بالدرجة الأولى الجمهور الغربي. يقول الناشط السوري والمناضل ضد داعش حسام الماري:

«لو نشرت وسائل الإعلام الغربية خبراً عن ضربة جوية على الشدادي لما فهم أحد الموضوع. ولكن عندما يقولون: «التحالف ضرب الرقة» يفهم جميع الفرنسيين كل شيء».

وحسب قول المحلل السوري هشام الهاشمي لا تزال الرقة بالنسبة للجهاديين المصدر الرئيسي لتجنيد الأجانب:

«يتوافد إلى المدينة مقاتلون من البلدان الأخرى، والكتائب الرئيسية للمرتزقة تعسكر فيها».

ولكن في الأسابيع الأخيرة غادر الكثير منها هذه المنطقة.

ماذا تشبه الحياة في الرقة؟

يقطن في الرقة عدد كبير من المدنيين، وأغلبهم لا علاقة لهم بداعش. وهذه المدينة، والموصل العراقية، الواقعتان تحت سيطرة «الدولة الإسلامية»، يعيش فيها مئات آلاف الناس. وفيها الكثير من اللاجئين الذين انتقلوا إليها إثر الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ خمس سنوات.

وسكان المناطق الأخرى الواقعة في يد داعش يعتبرون أن الرقة في الواقع مكان أكثر أماناً ذو بنية تحتية جيدة. عندما عطلت الضربات الجوية الفرنسية شبكات الكهرباء احتاج الموظفون المدنيون في داعش إلى أقل من يوم لتصليحها.

ولكن يضطر السكان المحليون في ظل «الدولة الإسلامية» إلى الالتزام بقواعد سلوكية صارمة وتحمُّل مستويات رهيبة من العنف. حسب معطيات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، المقاتلونيصلبون الناس ويجلدونهم ويحبسونهم (بما فيه الأطفال) في أقفاص حديدية» في الرقة والمناطق الأخرى من سوريا. هناك إعدامات باستمرار، ورؤوس الضحايا تعلق على الأعمدة بقصد الترويع.

تمنع داعش السكان من مغادرة المدينة بلا إذن. لا يزال هناك تجارة وأعمال، لكنها تخضع لضرائب دينية لصالح الجهاديين تتحدد بحجم رأس مال المالك، وتسمى «الزكاة».

ماذا استهدفت الغارات الجوية الفرنسية؟

حسب النشطاء، ضربت الصواريخ الفرنسية بعض مرافق داعش: قاعدتين عسكريتين وملعب كرة القدم. وتقول كلتا المجموعتين المعاديتين للجهاديين: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» و«الرقة تذبح بصمت»، أن ليس لديها حتى الآن معلومات عن الضحايا بين المدنيين. هناك معلومات عن إصابة الشوارع والمتاجر ولكن لا معلومات عن قتلى.

كيف يتحمل السكان المدنيون مثل هذه الحياة؟

المجموعات من أمثال «الرقة تذبح بصمت» تؤيد الضربات الجوية عموماً، ولكن الكثير من السكان المحليين قلقون من تزايد شدتها ويقولون أن مقاتلي داعش تعلموا التهرب من الغارات.

تحكي واحدة من سكان الرقة:

«لا يمكن قهر داعش بالضربات الجوية. عندما يدركون أن البناء قد تستهدفه ضربات جوية يغيرون موقعهم. والناس الآن يستعدون للأسوأ ويعيشون بين الحياة والموت».

دمرت الضربات الجوية للقوات الجوية والفضائية الروسية أهم الجسور في الرقة. وأبلغت وسائل الإعلام الثلاثاء عن ضربات جديدة بالصواريخ المجنحة على المدينة. يقول أحد السكان:

«تحاول أمريكا والتحالف تجنب الضحايا بين السكان المدنيين، لكنهم يسمحون للآخرين، روسيا ونظام الأسد، بارتكاب القتل الجماعي. عندما عرفنا عن ضربات القوات الجوية الفضائية الروسية بدأنا نستعد للضحايا بين المدنيين».

وماذا كان رد فعل داعش؟

كان رد فعل داعش على الضربات الجوية هذا الأسبوع معتاداً، فقد نشروا خطاباً بالفيديو يوم الإثنين دعوا فيه مسلمي فرنسا والدول الغربية الأخرى إلى القيام بعمليات انتقامية رداً على الضربات الجوية.

عبّر أنصار داعش عن مقاومتهم في الشبكات الاجتماعية. كتب أحد سكان الرقة في تويتر:

«إلى فرنسا من قلب الرقة: ضرباتكم لم تلوث أحذيتنا، فأنتم تخيفوننا بما نعيشه خلال السنوات الأربع الأخيرة».

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق