مؤتمر المناخ العالمي: دليل المبتدئ
الصفحة الرئيسية تحليلات

تحتضن العاصمة الفرنسية ابتداء من 29 نوفمبر المؤتمر العالمي للمناخ. هذا المؤتمر الـ21 الذي يقام في إطار اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ (COP21) والمؤتمر الـ21 الذي يقام في إطار الاجتماعات حول اتفاقية كيوتو (CPR-11).

من يحضر وما هي الأهداف المرجوة؟

حوالي 40 ألف وزير ومسؤول وممثل عن الأعمال وصحفي يحضرون المؤتمر في مطار لوبورجيه في شمال باريس. ممثلون عن 195 دولة سيوقعون اتفاقية حول الانبعاثات العالمية للغازات السامة التي يخشى العلماء أن تزيد درجة حرارة الأرض إلى مستويات خطرة.

رغبت الحكومات في التوصل إلى اتفاق منذ عام 1992 عندما اجتمع ممثلوها في ريو دي جانيرو واتفقوا على أول إطار للتعاون الدولي وهو اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي. كان هدفها الأساسي إبقاء الانبعاثات من الغازات الدفيئة على مستوى يسمح بتجنب أضرار الاحتباس الحراري. لكن، بما أن القدر الأكبر من هذه الغازات ينبعث من احتراق الفحم، المادة الأهم في اقتصاد أي بلد، لذا توقفت هذه المحادثات لعقود لأن الحكومات لم تتفق على المدى الذي يجب أن تُختصر له الانبعاثات وعن تعويض الخسائر.

لماذا سمي المنتدى COP21؟

COP هي اختصار لـ "مؤتمر البعثات" الذي حدث عام 1992 في ريو دي جانيرو والاتفاقية التي تم توقيعها من قبل 195 دولة. كان هناك 20 مؤتمرا منذ 1995 وهذا هو المؤتمر الـ21 وبلغة الأمم المتحدة COP21.

كيف تطورت اتفاقيتا كيوتو وكوبنهاغن؟

كان على اتفاقية كيوتو أن تملأ الفراغ الذي نتج عن اتفاقية ريو دي جانيرو عبر وضع أهداف محددة للدول. لكن فقط الدول المتطورة امتثلت للاتفاقية وتخفض نسبة الانبعاثات، بينما لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاقية أبدا، بالدرجة الأولى لأنهت لم تطالب الصين بخفض نسبة انبعاثاتها.

لتجاوز المواد الغير دقيقة في اتفاقية كيوتو عمدت الدول إلى توقيع اتفاق عالمي في كوبنهاغن عام 2009 في COP15. لكن الجهود انتهت بفشل ذريع من جولة جديدة من المباحثات التي بدأت عام 2011، هدفت إلى التوصل إلى اتفاق جديد في باريس يتطلب المساهمة من جميع الدول، الغنية والفقيرة.

هل ستنجح اتفاقية COP21؟

هذا يعتمد على تعريف النجاح. اتفاقية كيوتو أظهرت أنه من المستحيل إجبار الدول على خفض الانبعاثات، لذلك الاتفاقية الجديدة تعتمد على مبادئ تطوعية. أكثر من 180 دولة أجرت مباحثات ابتداء من مارس.

لكن الالتزامات ليست كافية لإيقاف ارتفاع درجة حرارة الأرض عند درجتين مقارنة مع الحقبة ما قبل الصناعية. يقول الخبراء أن ظواهر الاحتباس الحراري تظهر بشدة، من ارتفاع سطح البحر إلى ذوبان الثلوج لأن الحرارة زادت درجة سيلسيوس واحدة.

الأعوام ما بين 2011-2015 كانت أدفأ أعوام سجلتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. يصرح ممثلو الأمم المتحدة أن اتفاقية باريس يمكن أن تكون فعالة لأن العديد من الدول ترغب في أن تعدل نسبة انبعاثاتها مرة كل خمس سنوات ما يجعل تشديدها ممكنا. لكن حتى الآن ليس من الواضح إن ستوافق كل الدول على هذه القرارات. بدورها إن لم تحو الاتفاقية النهائية معايير كهذه سيكون من الصعب تسميتها نجاحا.

ما هي أهم العوائق؟

أهم مشكلة على طريق الاتفاقية هو الاختلاف بين الدول الغنية التي اغتنت من حرق الوقود الأحفوري بعد الثورة الصناعية والدول الفقيرة التي تحاول بلوغ الازدهار.

مجموعة كبيرة من الدول النامية تزعم أنه من غير العدل إجبارها على التخلي عن استخدام الفحم الرخيص والمتوفر بكثرة والوقود الأحفوري الآخر إلا إذا قدمت لها الدول المتطورة الكثير من المال والتكنولوجيا لمساعدتها في بناء نظام طاقة أنظف.

اتفقت الدول الغنية عام 2010 على تخصيص 100 ترليون دولار في السنة حتى عام 2020 لما يسمى بالمالية المصرفية، من المصادر العامة والخاصة. أعلنت منظمة التعاون والتنمية مؤخرا أن على الأقل 62 ترليون دولار تم توفيرها عام 2014. لكن الهند والدول الأخرى رفعت تساؤلات حول هذا الرقم وطالبت أن تجبر اتفاقية باريس الدول الغنية على تقديم أكثر من 100 ترليون دولار بعد عام 2020. الدول المتطورة لا تساند وضع عدد معين في الاتفاقية مبررة ذلك بعدم قدرتها على التخطيط مسبقا. إذا ستستمر الدول الغنية في موقفها، الدول الأفقر قد تزعم أنها لن تستطيع توقيع اتفاقية عالمية تتطلب فترات من خمس سنوات لتغيير نسبة الانبعاثات والإجراءات الأخرى التي تردها الدول المتطورة.

هل هذه هي المشكلة الوحيدة؟

لا. مجموعة كبيرة من الاختلافات الأخرى تظهر حول الهدف بعيد المدى لاتفاقية المناخ الجديدة. الدول الغنية بالنفط كالمملكة العربية السعودية ستكون سعيدة بتحديدة هدف تقليل النسبة لخفض حرارة الأرض درجتين مئويتين. لكن الدول الأخرى تريد أن "تصل إلى الهدف عبر مراحل" بتحديد الهدف بتقليل الانبعاثات حتى عام 2050 والتخلص من التلوث الذي يسببه الوقود الأحفوري حتى نهاية القرن.

العلماء يؤيدون الاقتراح الأخير بينما ممثلو بعض الشركات يؤكدون أن الأهداف الدقيقة لخفض الانبعاثات كانت ستعطي دافعا للاستثمارات. لكن بما أن اتفاقية الأمم المتحدة يجب أن توقع من قبل الجميع، من الممكن ألا تتضمن بندا عن درجتي سيليسيوس.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق