أسباب فشل الشركات الناشئة العربية
الصفحة الرئيسية تحليلات

تلهم شركات وادي السيليكون خاصة الناشئة منها الشباب حول العالم في بدء أعمالهم وتأسيس شركاتهم الخاصة. العالم العربي ليس استثناء، إلا إذا نظرنا إلى الوطن العربي نجده يحتل آخر المراتب من حيث عدد الشركات ومدة تواجدها والشروط المواتية لتأسيسها. وهذه هي الأسباب:

1. القوانين ليست في صالح صغار رواد الأعمال

بينما تتسارع وتيرة بناء الشركات الناشئة في العالم بوصفها وسيلة لحل مشاكل المجتمع، وتوفير فرص عمل، يمكن لرواد الأعمال في كثير من دول العالم الآن تأسيس شركة عن طريق الإنترنت في دقائق معدودة، معظم الدول الآن لديها منصات للحكومة الإلكترونية تمكنك من إنشاء الشركة في خلال دقائق من خلال الإنترنت، حتى الأمور التابعة لإنشاء الشركة كالملفات الضريبية يمكنك الانتهاء منها عبر الإنترنت، في العالم العربي ما زال هناك تأخر كبير في مسألة تكييف القوانين لصالح رواد الأعمال الناشئين.

في معظم دول العالم العربي عليك أن تودع مبلغا كبيرا في البنك حتى تكون قادرا على إنشاء شركة بالإضافة إلى إجراءات التأسيس المعقدة التي قد تصل إلى أشهر حتى تتمكن من الحصول على رخصة لممارسة نشاطك، ولا تنتهي المعاناة عند هذا الحد؛ فعليك مع بداية كل عام تجديد النشاط والحصول على موافقات من عدة هيئات، وهذا يستهلك الكثير من الوقت والمال، ولا يصلح لرواد الأعمال الذين يحتاجون كل دقيقة لتطوير شركاتهم، ولا يمتلكون المال الكافي في البداية للتعامل مع كل تلك الإجراءات.

2. عدم توافر رأس المال لتحمل المخاطر

الشركات الناشئة خاصة تلك العاملة في المجال التقني تحتاج إلى الكثير من الأموال في مراحلها المختلفة حتى تتحول لشركة رابحة، إذا كنت بصدد تطوير تطبيق للهواتف الذكية فقد تضطر إلى العمل لسنوات حتى يمكنك الحصول على أرباح، على سبيل المثال شركة أمازون الشهيرة لمنصات البيع لم تحقق حتى الآن أرباح، وتستمر في الحصول على استثمارات وضخها في عمليات الشركة حول العالم.

في العالم العربي لا توجد بيئة استثمارية تشجع رواد الأعمال، ولا يوجد مستثمرون مستعدون لوضع أموالهم في مشاريع نسبة المخاطرة فيها عالية، في المقابل يتجة المسثتمرون في العالم العربي لوضع أموالهم في المشاريع العقارية والمطاعم والشركات ذات نسب الربح المنخفضة المضمونة في غالب الأحيان، وبالتالي لا يجد رواد الأعمل أي رأس مال مخاطر لاستخدامه في نمو شركاتهم الناشئة.

3. محاولات رواد الأعمال المستمره لنسخ وادي السيليكون

صحيح أن وادي السيليكون هو قبلة رواد الأعمال حول العالم للحصول على استثمارات وبناء شركات ناشئة، لكن في المقابل يتمتع وادي السيليكون بمميزات تجعل من الصعب انتقاله أو نسخه في بيئة أخرى حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، نسبة المخاطرة العالية والجنون في تقبل الأفكار الجديدة ليست سمة تميز كل بيئة للأعمال في العالم، رواد الأعمال في العالم العربي عليهم أن يكفوا عن محاولة نسخ وادي السيليكون، والتعلم من التجارب الموجودة في بلاد مثل الهند وسنغافورا والبدء في إنشاء بيئة للأعمال تتوافق مع طبيعة التحديات والفرص الموجودة في العالم العربي.

4. البنية التحتية غير مؤهلة لاستقبال الأفكار

واحدا من أسباب نجاح الشركات التقنية في العالم هي وجود نظام بريدي متطور، وربما هذه المشكلة تحديدا من المشاكل التي تواجه رواد الأعمال في العالم العربي، الذين يعملون على بناء شركات ناشئة، الطلب من خلال الإنترنت والتوصيل للمنازل يتطلب نظاما عالي الدقة في العناوين، وأن يكون هذا النظام مرتبطا بتطبيقات الهواتف الذكية، للأسف الشديد فإن أنظمة البريد في العالم العربي قديمة، ولا تعمل بالشكل الكافي، وبالتالي يجد رواد الأعمال صعوبة شديدة في مواءمة تطبيقاتهم التقنية مع هذه الأنظمة شديدة القدم، صحيح أن هناك محاولات لحل هذه المشكلة، لكنها ما زالت متواضعة ولا تلبي طموح رواد الأعمال.

5. حاضنات الأعمال غير متوافرة بالشكل الكافي

في الأعوام القليلة الماضية بدأت تنتشر ثقافة حاضنات الأعمال في العالم العربي ، وهي مؤسسات توفر الدعم لرواد الأعمال وشركاتهم الناشئة في البداية، قد يكون هذا الدعم ماديا أو معنويا أو من خلال العلاقات وتوفير المشرفين وخدمات الاستشارات القانونية والتسويقية، تعتبر حاضنات الأعمال من أسباب نجاح بيئة رواد الأعمال في وادي السيليكون؛ حيث أن كثيرا من الشركات الناجحة خرجت من حاضنات أعمال وفرت البيئة المناسبة للعمل في البداية، هناك الآن حاضنات في دبي والدوحة والقاهرة تتوجه لبناء مزيد من حاضنات الأعمال لكن ما زال دورها محدودا وغير فعال بالشكل الكافي.

6. نظام التعليم الذي يشجع على الوظيفة بوصفها نمطا أساسيا للدخل

ريادة الأعمال تتطلب الكثير من الابتكار والإبداع، وربما هذه النقاط لا تتناسب مع النظام التعليمي في معظم دول العالم العربي الذي يعتمد على التلقين والحفظ، ومن ثم الانخراط في وظيفة للحصول على راتب والترقي فيها بالشكل التقليدي. ريادة الأعمال تتطلب الكثير من الجنون والمخاطرة ومحاولة القفز على المألوف لتأسيس شركات ناشئة ناجحة، وهذا يبدأ من النظام التعليمي الذي يشجع على الابتكار ويحفز روح الريادة داخل الطلاب، وهو الذي لا يتوفر في النظام التعليمي في العالم العربي.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق