سنة 2015 بالنسبة لدول الخليج
الصفحة الرئيسية تحليلات

شكّل عام 2015 جملة من التحديات التي عصفت بمنطقة الخليج العربي، وأثرت في تعاطيها مع ملفات المنطقة العربية والدولية، حتى شهدت العديد من الأحداث السياسية المتزاحمة داخليا وخارجيا.

1. وفاة العاهل السعودي

كان ذلك في الثالث والعشرين من يناير للعام 2015 حينما أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وأن الأمير سلمان بن عبد العزيز تلقى البيعة ملكا جديدا للملكة العربية السعودية.

وفاة الملك السعودي تزامن مع تصاعد وتيرة الأزمات في المنطقة لا سيما الصراع الدائر في سوريا واليمن والعراق، حيث بعد مبايعته أصدر سبعة وثلاثين أمرًا ملكيًا، شملت تعديلات وزارية أساسية وتغييرات جذرية في مفاصل الدولة السعودية.

2. عملية عاصفة الحزم

كان ذلك أكبر تحد واجهته السعودية مع بداية حكم الملك سلمان، ففي حدود منتصف ليل الـ26 من مارس الماضي انطلقت عملية "عاصفة الحزم" بمشاركة تحالف مكون من 10 دول بقيادة السعودية، هدفها صد الحوثيين الذين بسطوا سيطرتهم على أغلب المناطق في اليمن.

بعد شهر من العلمية أعلنت قيادة دول التحالف انتهاء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن وانطلاق عملية "إعادة الأمل" استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلا أن هذه العملية أدخلت السعودية وإيران تحديدا في دوامة جديدة من الصراع داخل اليمن.

3. الاتفاق النووي الإيراني

رغم أن ما يعرف بـ"ـالاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني" التي تم التوقيع عليها في شهر يوليو من هذا العام بين إيران والقوى العالمية مجموعة 5+1، لم تكن حدثا شاركت فيه الدول الخليجية بشكل مباشر إلا أنه من غير المبالغة أن نقول أن الاتفاق كان هو الحدث الأبرز في العام الخليجي. كان الاتفاق إيذانا بتحولات كبرى في المقاربة الخليجية لقضايا المنطقة، وفصلا أكثر حدة في الصراع الخليجي (السعودي على وجه الخصوص) الإيراني.

سوف يتضمن الاتفاق رفعا تدريجيا للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، وهو ما تخشى دول الخليج أن يترجم إلى مزيد من التدخلات الإيرانية في دول المنطقة من العراق وسوريا إلى البحرين واليمن. كما يعني الاتفاق ضمنيا أن الصادرات النفطية الإيرانية ستبدأ في التدفق إلى الأسواق العالمية مطلع العام المقبل، ما سيلقي بظلاله على أسعار النفط المتدهورة بالفعل، وما يرتبط بها من الاقتصاديات الريعية في دول الخليج.

4. تدافع حجاج منى

في 24 سبتمبر عام 2015، أدى تدافع الحجاج في منطقة منى إلى وفاة 1254 شخصا ينتمون إلى 180 بلدا بينهم 465 إيرانيا و148 مصريا و89 باكستانيا إضافة إلى 81 هنديا.

فتح هذا الحادث والمتزامن مع اضطرابات المنطقة لا سيما في سوريا والعراق واليمن السجال بين إيران والسعودية وتبادل الاتهامات من قبل الأولى حول تسبب السعودية في ذلك، ما دفع آلاف الإيرانيين إلى الخروج في مظاهرات للتنديد بتدافع الحجاج.

والجدير ذكره أن حادث التدافع سبقه سقوط رافعة في الحرم المكي أودت بحياة 111 شخصا، ما أثارت أيضا الخلافات الطائفية بين السعودية وإيران داخل مناطق النفوذ لهما في العراق واليمن تحديدا.

5. افتتاح ممثلية إسرائيلية في الإمارات

في الأيام القليلة الماضية أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن افتتاح ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، ما أثار جدلا داخل الأوساط المختلفة حول حقيقة العلاقة بين الإمارات وإسرائيل، وإن كانت الدولتان سوف تتجهان إلى تطبيع علني للعلاقات بينهما.

6. الانتخابات البلدية السعودية

أجريت الانتخابات في 12 ديسمبر، وهي أول انتخابات في تاريخ المملكة تشارك فيها المرأة ترشحا وانتخابا حيث كان المملكة العربية السعودية قبل هذه الانتخابات هي البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح التصويت للنساء.

وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين. وأظهرت النتائج الأولية حصول النساء على 17 مقعدا في البلديات. ويقتصر دور البلديات على الأنشطة المحلية الخدمية، وليس لها تأثير كبير على مجريات الحياة السياسية.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق