أسرع: الشبكات الاجتماعية وجيل الألفية زادا من سرعة قطاع الموضة فبلغ سرعة الضوء.
يزيد قطاع الموضة من سرعة نموه. هذا يتضح من كيفية تقديم عروض الأزياء وعدد مجموعات الألبسة في المتاجر والعدد الضخم من الصور في الإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة.
زاد نمو الموضة عام 2015 بشكل رهيب.
الحادثة الأهم حصلت عندما تحدث راف سيمونس ولمرات عديدة عن خيبة آمله فيما يحدث بقطاع الموضة ولم يوافق على منصب المدير في Dior. الشركة الأفضل في هذا القطاع والتي يرغب الجميع العمل فيها.
السرعة الكبيرة تقلل لا تقلل من قدرات المصممين فحسب بل تغير معنى الموضة بكامله. العلامات التجارية تسعى لإنتاج الملابس بأسرع وقت ممكن وأحيانا لا تعيد النظر في نموذج أعمالها.
تقول كيتي سميت، المحلل الرئيسي في مجال الموضة في تجارة التجزئة في شركة التحليل EDITED:
"عام 2015 زادت شركة Net-A-Porter عدد البضائع الجديدة التي تعرضها على الإنترنت بـ14%، Saks Fifth Avenue بـ13%، Farfetch بـ11%، أما نوردستريم بـ7%".
هذه الأرقام ليست صحيحة تماما لأن البائعين يضيفون علامات تجارية جديدة وكنتيجة عدد الملابس ينمو أيضا سيرا خلف الطلب. حسب EDITED زادت Net-A-Porter عدد تسع مجموعات ملابس من العلامات التجارية العشر الأولى.
عدد عمليات البيع والشراء الكثيرة لم تؤثر على قطاع الملابس الفاخرة فقط. لمواجهة انخفاض المبيعات في Gap و Banana Republic أعلنت الشركة المالكة لهما .Gap Inc أنها تريد تجربة نموذج "فاست فاشن" (الموضة السريعة)، وتوريد عددا أكبر من مجموعات صغيرة من الملابس. الشركة الإسبانية Mango عرضت خطة مماثلة ووعدت بالتركيز على السرعة، بينما افتتحت Adidas في ألمانيا مصنعا حديثا SpeedFactory حيث تنوي إنتاج منتجاتها أسرع بعدة مرات.
السرعة التي تريد بلوغها هذه العلامات التجارية ساعدت Zara في أن تصبخ أكبر متجر في مجال الموضة ودفعت شركة Bernstein أن تعلن أن Inditex، الشركة الأم لـZara، تمتلك "أفضل نموذج للأعمال في القطاع".
العلامات التجارية الأخرى فهمت التلميحات بسرعة: أسرع أو قد تتأخر.
تقول إيميلي غوردون سميت، رئيسة شركة التحليل Stylus، التي تعمل في مجال الموضة منذ 20 عاما:
" من الواضح أن الإنتاج قد تسارع والسبب في الكمية الهائلة من المعلومات. الأشخاص يريدون المنتج حالا، يريدون اتباع الموضة السائدة والوقت الذي يقضيه المنتج في المتجر ينخفض باستمرار".
الأشخاص يتبضعون اليوم بطريقة مختلفة، المنتجات في الأسواق يجب أن تتغير الآن دائما أو الزبائن يفقدون الاهتمام بها. يزداد عدد ممثلي جيل الألفية بين المشترين، الذين شكلوا هذا العام العدد الأكبر من سكان الولايات المتحدة النشطين اجتماعيا، وخلال السنوات القليلة القادمة سيكونون المشترون الأساسيين لمنتجات الرفاهية.
بالنسبة لهؤلاء الزبائن الجدد الموضة هي نوع من الترفيه، جزء من سيل المعلومات الذي تقدمه وسائل الإعلام والذي يشاهدونه في هواتفهم الذكية. قال أرييل إيمانويل مدير WME/IMG في مقابلته لـ New York Times في سبتمبر:
"عندما ننظر إلى العالم نرى الموضة والرياضة والسينما والتلفاز والكتب وكل هذا مظاهر مختلفة للاستهلاك العالمي للترفيه".
مانويل يعرف ما يتكلم عنه، WME/IMG شركة رياضية وترفيهية عملاقة التي تعرض 13 حدثا مختلفا من عالم الموضة بما في ذلك "أسابيع الموضة" في ميلان ولندن ونيويورك.
الرغبة في الحصول على المنتجات الجديدة في عالم الموضة تظهر بشكل واضح في الشبكات الاجتماعية، حيث تتواصل الشركات الكبيرة مع ملايين الزبائن في الوقت الحقيقي. هذا العام تختبر الفيسبوك وPinterest وإنستجرام زر "الشراء" الذي يعرض إمكانية القيام بعملية الشراء دون الخروج من الشبكات الاجتماعية.
كل هذه النماذج توافق المنتجات الحقيقية والآن تسعى الشركات إلى تقليل فجوة الوقت بين نشر الصورة وحصول الزبائن على المنتج الحقيقي. قال المؤسس المشارك لإنستجرام كيفين سيسترون في مقابلته لـ Vogue France في مارس:
"بعد مشاهدة عرض الأزياء يتمكن الأشخاص من شراء الملابس بعد عدة أسابيع فقط. دور الموضة مثل Chanel تكشف عن مشاكل حتى في حال حدوث فرق ولو صغير في الوقت بين الإنتاج والخروج إلى السوق".
منذ فترة قصيرة صرحت العلامة التجارية المعروفة من نيويورك Thakoon أنها تنوي تغيير خطة أعمالها والانتقال إلى "الموضة في الوقت الحقيقي". يصف Business of Fashion هذا المبدأ كـ"مشاهدته الآن، شراؤه الآن، لبسه الآن". العلامة التجارية الأخرى Rebecca Minkoff أعلنت عن ذات الشيء.
ليس من الغريب أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت الأداة الأهم في مجال الموضة. من أجل إدارة المبيعات أونلاين قامت LVMH الشركة الأم لـLouis Vuitton بمحاولة جذب كبار المدراء من أبل.
طبعا توريد منتجات أكثر لا يكفي لبلوغ النجاح، يجب على العلامة التجارية أن تراقب مستوى الأسعار أيضا. لكن مجال الموضة يريد وبشكل واضح أن ينضم إلى السباق العالمي لوسائل الإعلام ويفعل كل ما في وسعه لتسريع العمل. في حال كل ما يفصل الزبون عن شراء المنتج هو كبسة زر على هاتفه الذكي سيكون من الخطأ توقع أن سرعة هذا السباق ستنخفض.
صرح جوناتان أندرسون، الأخصائي في الموضة البريطانية في مقابلته لـWomen’s Wear Daily:
"الموضة تغير وتستمر في التغيير، لأن الأشخاص أصبحوا يملون من الملابس بشكل أسرع. عندما ترون شيئا ما تريدون شراءه في الحال".