الأزمة مع إيران تضغط على العائلة السعودية الحاكمة
الصفحة الرئيسية تحليلات

بعد عدة ساعات من إعدام عالم الدين الشيعي نمر النمر والأزمة الدبلوماسية التي بدأت في الخليج العربي، ظهر أهم ممثلي العائلة الملكية من جيل الشباب وهم يحضرون سباق أحصنة في مضمار الجناديرية خارج العاصمة الرياض.

ظهور ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وهما زميلان وخصمان، كان إشارة واضحة إلى الوحدة في اللحظات الصعبة. ولي العهد هو التالي في دور تولي العرش بينما ولي ولي العهد أصغر بعشرين سنة والثاني في الترتيب لتولي العرش اتبع سياسة صارمة باعدت لدرجة ما بين المملكة وحلفائها وسببت تذمرا داخل العائلة الملكية نفسها.

الأميران يواجهون عددا كبيرا من التحديات، هجمات إرهابية من قبل داعش، تقلب أسعار النفط، عدم الاستقرار في المنطقة بما في ذلك مشاركة المملكة في العملية العسكرية في اليمن. وعلى الرغم من أن السعودية واجهت مشاكل مشابهة في وقت سابق إلا أنها لم تواجهها جميعها دفعة واحدة.

الموجه الرئيسي للسياسة السعودية هو الملك سلمان. يبقى دور إبنه، الذي له طموحات كبيرة، أو حتى دور إبنيه بدعم من ولي العهد محمد بن نايف، غير واضح. بدأت تظهر عدة علامات تدل على الخلاف بينهم إذ أن المملكة سارت في اتجاهات يصعب تقدير نتائجها بالإضافة إلى التشدد المحافظ المعتاد.

الأمير محمد بن نايف، إبن عم الملك سلمان يستلم منصب وزير الداخلية الهام، في ذات الوقت يبدو أن الأمير محمد بن سلمان، الإبن المفضل للملك، مسؤول عن كل ما يهم المملكة تقريبا بما في ذلك السياسة الخارجية والعسكرية والاقتصادية.

الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاما تقريبا، لا توجد معلومات دقيقة عن عمره، كان رأس حربة السياسة العسكرية السعودية في اليمن. قراراته، بما في ذلك قراره بالمشاركة الفعلية في الحرب جعل المملكة تواجه إيران التي تدعم الحوثيين.

كما أنه كان ضد المساعدة الإيرانية للنظام السوري ودعم الجهود السعودية لتسليح مجموعات المعارضة بما أن الولايات المتحدة تراجعت عن تسليح المجموعات التي تحارب ضد النظام في سوريا.

في الوقت الذي تزداد فيه سياسة المملكة صلابة في الخارج تتحرك في الداخل نحو تحرير الاقتصاد على الرغم من المواجهة المحافظة وزيادة دور المرأة في المجتمع وإعطائها حق الانتخاب كما حدث في الانتخابات الأخيرة.

حتى عند قيادته العملية العسكرية في اليمن لم يظهر الأمير للعموم ولم يدل بأية تصريحات. واستمر على هذا النحو حتى ديسمبر عندما ظهر أخيرا وأدلى بتصريحين رسميين.

أولا أعلن عن تشكيل تحالف إسلامي ضد الإرهاب في ظهور قصير استمر 6 دقائق. ثم بعد يومين أعلن عن رأيه في مستقبل الدولة في مناسبة في الرياض عقدت لمناقشة ما سُمي "خطة التحول القومية".

قال: "التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو زيادة الإنتاجية والتوصل إلى نتائج أفضل وتنويع الاقتصاد السعودي".

بعض السعوديين يعبرون عن قلقهم إزاء قلة خبرته وسياسته الخارجية العدوانية اللتان بالإضافة إلى عدم الاستقرار في المنطقة والأسعار المنخفضة على النفط قد تقودان المملكة إلى مشاكل وتزيدان الضغط على الحكومة.

قال شاب سعودي: " الاختلاف هذه المرة يكمن فيه"، ويضيف: "لديه السلطة والرغبة والمكونات السياسية لينجز ما يريد".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق