الصين تتجه نحو الشرق الأوسط
الصفحة الرئيسية تحليلات, الصين

لماذا بدأ شي جين بينغ جولته في الدول العربية.

منذ أن تسلم شي جين بينغ مقود الصين عام 2012، قام بالترحال في أنحاء العالم. العام الماضي زار رئيس الصين دولاً أكثر من رئيس الولايات المتحدة. بغض النظرعن وزن الزعماء الذين استقبلوه، أم أنهم كانوا منبذونين، شي جين بينغ أحظى الجميع باهتمامه— من الولايات المتحدة إلى المالديف وزيمبابوي.

هدف الزعيم الصيني هو خلق مظهر زعامة جمهورية الصين الشعبية على الساحة الدولية (ودور شي جين بينغ في هذه العملية) سواء لشعبه أو للمراقبين الدوليين.

لكن إلى هذا الأسبوع لم يقم شي جين بينغ بزيارات إلى دول الشرق الأوسط.

بدأت رحلة شي جين بينغ من السعودية، وتضمنت زيارة مصر وإيران. كان عليه القيام بهذه الزيارة منذ زمن طويل. لم يقم زعيم صيني بزيارة المنطقة منذ عام 2009— كل منهم كان يخشى أن يعلق في شباك النزاعات بين دول المنطقة.

لكن الصين مهتمة بالشرق الأوسط. إنها أكبر مستورد للنفط في العالم، بل وأكثر من نصف وارداتها هي من هذه المنطقة. الصين هي الشريك التجاري الرئيسي للعديد من دول المنطقة، بما هي تلك الدول الثلاثة التي زارها السيد شي.

إن طريق الحرير الجديد المسوق بشكل جيد، كان يجب أن يصل أوروبا والصين عبر شبكة من منشآت البنى التحتية، الممولة من قبل الصين يعبر الشرق الأوسط. الشركات الصينية بدأت ببناء الطرقات والموانئ.

توقيت الجولة في الشرق الأوسط ليس الأفضل. العلاقات بين السعودية وإيران متوترة بشكل خاص، بعد أن قامت الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي أما الإيرانيون الغاضبون حاولوا اقتحام السفارة السعودية في طهران. لكن بفضل رفع العقوبات عن إيران، تمكن جين بينغ أن يعرض حياديته وزيارة البلدين دون أن يثير استياء الغرب.

الصين تتجه نحو الشرق الأوسط
شي جين بينغ AP Photo/Ahmed Omar

الزعيم الصيني الحالي كما وأسلافه يحب أن يعرض الصين كدولة راعية للسلام في كل العالم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الأخرى. لكن شي جين بينغ لا يسعى أن يصبح راعي السلام الرئيسي. أول وثيقة صينية عن السياسة في الدول العربية نشرت في 13 يناير، لا تحتوي على شيء إلا مصطلحات عامة وغير دالة على شيء محدد. تتضمن عن "إنشاء علاقات دولية من نوع جديد"، لكن الأفكار الجديدة غائبة عنها.

استراتيجية الصين في الشرق الأوسط تذكر بوسائل مكافحة الغير راضين داخل البلاد. منذ فترة صرح نائب وزير الخارجية شان مين أن التنمية الاقتصادية ستكون المفتاح "لحل نهائي" لنزاعات المنطقة.

بتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية مع الشرق الأوسط، تأمل الصين أن المشاكل ستزول من تلقاء نفسها. نفس المبدأ لكن دون جدوى تحاول الحكومة تطبيقه في مقاطعة سينزان غرب البلاد، حيث تقطن أغلبية المسلمين.

بما أن شي جين بينغ أصبح الزعيم الثاني الذي زار إيران بعد رفع العقوبات (سبقه فقط رئيس الوزراء الباكستاني)، هناك أسباب للأمل بصفقات مربحة جداً.

على المدى الطويل قد يكون من الصعب على الصين عدم الاصطفاف مع جهة معينة. بشكل أو بآخر حصل ذلك في الأزمة السورية: تجري بكين مفاوضات مع ممثلي النظام والمعارضة، واستخدمت حق الفيتو في الأمم المتحدة ضد التدخل، لكنها تستحي حقيقة من دعمها للحكومة السورية. زيادة عدد الصينيين الذين يعيشون في بلدان الشرق الأوسط قد يضع تحت الشك سياسة عدم التدخل الصينية.

بعد أن قام مسلحو داعش بإعدام مواطن صيني، تعهدت الصين باتخاذ إجراءات لحماية مواطنيها في الخارج. بذلك قواعد السياسة الجديدة في الشرق الأوسط من الممكن أن تشابه التدخل السافر للغرب.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق