لقاء وزراء طاقة دول أوبك وبعض الدول غير الداخلة في المنظمة والتي بدأت أمس في سان بطرسبورغ يمكن أن يؤثر على أسعار النفط، والتي انخفضت فعلا بنسبة 12٪ منذ بداية العام.
“كما جرت العادة، أهم المشاركين في اللقاء هم روسيا والسعودية" كما قال إيريك فينوغراد، كبير اقتصاديي AllianceBernstein. هاتان الدولتان أكبر منتجي النفط في العالم، وحسب قول فينوغراد، أي إشارة تدل على أن أي منهم لا يلتزم بشروط الاتفاق بشكل صارم سيؤثر بشكل كبير على السوق.
هذا اللقاء الدوري للجنة الوزراء لرقابة دول أوبك المكونة العام الماضي والدول غير الداخلة في أوبك، مهمتها أن تراقب الالتزام بقيود الإنتاج. يدخل في اللجنة وزراء دول الأوبك، إضافة للجزائر، الكويت، فينزويلا إضافة لروسيا وعمان.
“غالبا سيعلن اللاعبون الكبار عن نيتهم بالالتزام بشروط الاتفاق. إن لم يعلنوا عن هذا على الأقل فستفشل الاتفاقية وتنخفض أسعار النفط"- كما قال فينوغراد.
الاتفاق الذي أيدته 13 دولة من أعضاء أوبك يعمل منذ 1 يناير 2017 ويتضمن تخفيض إنتاج مجموعه حوالي 1.8 مليون برميل يوميا، إلى الوسطي خلال خمسة سنوات.
على اللجنة تحليل الوضع الراهن وعرض "نصائح وليس حلول"، ولن يحضر الاجتماع جميع ممثلي دول أوبك كما قال جيمس ويليامس، الاقتصادي في الطاقة لWTRG Economics. حسب قوله، يمكن أن يؤثر على السوقما يحدث على الهوامش وليس في الاجتماع نفسه.
لكن اللقاء يجري في وقت خطير على السوق: إنتاج الولايات المتحدة يستمر في التزايد، ليبيا ونيجيريا، عضوتي أوبك المحررة من قيود الإنتاج أيضا تزيدان من إنتاجهما، الإكوادور تخلت عن التزاماتها في تقليص الإنتاج.
المحاولات الفاشلة
منذ شهرين حاولت دول منتجة كبرى جعل أسعار النفط ترتفع، من خلال تمديد الاتفاقية إلى مارس 2018.
بعد شهر قيمت لجنة المراقبة مستوى تطبيق الاتفاقية في مايو بنسبة 106٪.
الأرقام الأخيرة التي تظهر مدى دقة التزام الدول المشاركة أقل مما كانت عليه منذ عدة أشهر كما يلاحظ برايان يانغبيرغ، كبير محللي الطاقة في Edward Jones. بنفس الوقت حسب قوله، للتوصل إلى حالة توازن السوق ليس بالضروري الالتزام بالشروط بشكل كامل. يقول:
“هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على أسعار النفط، لذلك برأيي، تطابق بنسبة 100٪ لحجم الإنتاج الفعلي مع معدل الإنتاج المتفق عليه سيؤثر بشكل طفيف على السوق. لكن هذا لا يخص التصريحات المباشرة للاعبين الكبار عن تخليهم عن الاتفاق".
وعلى الرغم من كل هذا، لم تستطع الدول المنتجة زيادة أسعار النفط. الماركات الرئيسية برنت وWTI NYMEX: CL انخفضتا منذ بداية العام أكثر من 12٪.
أسعار نفط ماركة WTI
أثبت منتجو النفط خلال الأشهر الأخيرة استعدادهم للالتزام بالاتفاق. لكن مع استمرار الأسعار بالانخفاض، يبدأ الالتزام بالاتفاق أقل صرامة، أما الإنتاج العالمي ازداد في يونيو.
الاحتياطيات العالمية للنفط ارتفعت ب720 ألف برميل إلى 97.46 مليون برميل يوميا في يونيو، بسبب زيادة الإنتاج كما من قبل أعضاء أوبك كما من طرف الدول غير الداخلة في المنظمة، كما قيل في تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي نشر في بداية يوليو.
“منتجو النفط الأمريكيون يتابعون في البحث عن طريقة للحصول على ربح معقول حين تكون الأسعار منخفضة، لذلك إنتاج الولايات المتحدة سيتابع في الزيادة" كما قال مدير المحافظ الاستثمارية في Tortoise روب توميل.
لكن إن تابعت الأسعار في الهبوط وأصبحت أقل من 45$، سيكون هذا النمو ضعيفا.
المنافسة القاسية
الصراع من أجل التوازن بين العرض والطلب كان صعبا بالنسبة لأوبك. والأمر ليس فقط في زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة. بل وتقوض جهود المنظمة زيادة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا والتي لا تشملها القيود، بما أنهما تحاولان استعادة المستوى السابق من الإنتاج والتي انهارت بسبب الصراعات في الدولتين.
وزير النفط الكويتي حسب معلومات وسائل الإعلام، أعلن أنه يمكن أن يتم الطلب من الدولتين الإفريقيتين الحد من الإنتاج. عدا ذلك، من المتوقع أن تنظر المملكة السعودية في تخفيض صادراتها بمقدار مليون برميل يوميا لتعوض زيادة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا.
“ليبيا ونيجيريا ستتم مناقشتهما في اجتماع اللجنة. إن تبين أن مستوى الإنتاج في الدولتين مستقر، فأنا أتوقع أن تطلب منهما اللجنة أن تفرضان القيود" كما قال توميل. من المتوقع أن تتحدث ليبيا عن مشاريعها في الإنتاج خلال اللقاء.
بنفس الوقت الإكوادور العضوة في أوبك أعلنت أنها لا تستطيع أن تسمح لنفسها باتباع القيود.
وعلى الرغم من أن حجم الإنتاج في هذه الدولة ليس كبير، لكن تصرفاتها تدعو للقلق، ويمكن لاحقا أن تتبعها دول أخرى.
حسب رأي مايكل لينتش، رئيس Strategic Energy & Economic Research، سيركز الاجتماع بالدرجة الأولى تشجيع الجميع على الاستمرار بنفس المنحى وعلى التأكيدات أن يصبح التوازن في السوق أفضل.
يمكن أن تدعو اللجنة ليبيا ونيجيريا أن تحدان من الإنتاج، لكن غالبا لن يتم تحديد مستوى محدد، قال لينتش.
يفترض المحللون أن يتم الحديث كثيرا خلال الاجتماع، لكن لا يجب توقع أن يقوم أعضاء الاجتماع بأية خطوات.
بعد انتهاء الاجتماع سيبدأ المتداولون بالتساؤل عن الخطوات التي ستتخذها أوبك في مارس 2018 حين ينتهي مفعول الاتفاقية.
“على أوبك الحفاظ على الإنتاج عند مستويات مارس 2018. وكلما أعلنت المنظمة عن هذا بشكل مبكر، كلما كان الأمر أفضل لأسعار النفط" يقول توميل.