الاستفتاء في كتالونيا: ما الذي يهدد اقتصاد إسبانيا
AP Photo/Francisco Seco
الصفحة الرئيسية تحليلات

في يوم الأحد تم في كتالونيا الاستفتاء حول الاستقلال وستترتب على نتائجه العواقب الاقتصادية الجادة بالنسبة لإسبانيا وأوروبا عموماً. يتم التصويت في ذلك الزمن حين بدأ البلد يتعافى بعد عشر سنوات من الانهيار. أما كتالونيا فأكثر الأقاليم إنتاجية.

الاستقلال كطريق نحو الثروة

نصيب كتالونيا حوالي الخمس من اقتصاد إسبانيا ، كما أنها تنتج النسبة القياسية من التصدير ألا وهي 25%.

تدفع كتالونيا إلى الخزينة أموالاً أكثر بكثير (21% من الحجم الإجمالي للضرائب الداخلية) مما تستلمه من الحكومة.

هذا الاختلال الاقتصادي بالذات هو التعليل الرئيسي لدى مؤيدي الاستقلال، فهم يؤكدون أنهم إذا توقفوا عن إطعام مدريد فإن العجز في ميزانية كتالونيا سيتحول إلى فائض.

كما أن كتالونيا تجذب جزءاً كبيراً من الاستثمارات، إذا أنه حوالي ثلث الشركات الأجنبية في إسبانيا تتركز في عاصمة الإقليم برشلونة.

مثلاً يقع في ضواحي برشلونة مصنع Volkswagen هو (XETRA: VOW3) و Nissan هي (TSE: 7201).

المخاطر الجادة

تبقى قضايا كثيرة مطروحة بلا حل بما في ذلك العضوية في الاتحاد الأوروبي. إذا ستضطر كتالونيا على تقديم طلب منفصل على العضوية في الاتحاد الأوروبي فيكون عليها إقناع كل أعضاء الوحدة الحالية بما في ذلك إسبانيا على دعم ترشيحها.

"في الوقت الراهن ليس لكتالونيا أية فرصة لأن تصبح دولة مستقلة ضمن الاتحاد الأوروبي "مثلما يريده معظم مؤيدي الانفصال"، هذا ما قاله CNN Money عن اقتصاديين في Berenberg Bank الألماني.

من المحتمل أن الخروج من الاتحاد سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المنتجة في كتالونيا التي تصدر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسائر الدول.

" ستدرج في القائمة القصيرة للبلدان التي هي ليست عضوة في منظمة التجارة العالمية إذاً فستواجه عقبات تجارية كبيرة"، هذا ما قاله ستيفن براون اقتصادي في مؤسسة الأبحاث بلندن Capital Economics.

قال براون أن هذه الخطوة تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة في كتالونيا وبالتالي إلى فقدان فرص العمل.

كما أن الاستقلال قد يصعب عملية القروض الحكومية بالنسبة لحكومة كتالونيا، ففي عام 2016 خفضت وكالات التصنيف Moody's ، S&P من درجة تصنيفها الائتماني.

سيكون بمقدور هذا الإقليم أن يحافظ على استخدامه ليورو بمثابة عملة داخلية ولكنه سيفقد مكانه في المصرف المركزي الأوروبي.

وماذا سيحدث لإسبانيا؟

وضعت المحكمة الإسبانية العليا الحظر على الاستفتاء مسمية إياه بغير الدستوري. لكن الحكومة المحلية الانفصالية أيدت التصويت.

وإن التصدع على هذا المستوى سيخلق ثقباً في ميزانية إسبانيا وسيؤدي إلى حالة عدم اليقين.

إذا أعلنت كتالونيا عن استقلالها من طرف واحد فعليها الامتناع عن حصتها من القرض الحكومي.

"رغم أن الاقتصاد الإسباني حتى الآن لم يتعرض لأي تأثير كبير من المحتمل جداً أنه مع انفصال كتالونيا ستسقط ثقة المستهلكين وهذا ما ستتأذى منه كل الأعمال التجارية"، هذا ما قاله براون.

وماذا بعد ذلك؟

ما يخافه المستثمرون أكثر الشيء هو عدم اليقين. وقد أكد الاقتصادي من ING جيفري مينيه ما يلي:

"قياساً بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نظن أن انفصال كتالونيا أيضاً لن يأت لها بنتائج جيدة، فالإقليم محكوم على فترة طويلة من عدم اليقين وكذلك من المحتمل جداً المشكلات للقطاع الخاص".

كما وصرحت كاثلين بروكس رئيسة قسم الأبحاث في City Index أن فوز الانفصاليين في الاستفتاء سيؤدي إلى انخفاض قيمة اليورو بنسبة 5%.

ولكن حتى الترجيح الحاسم للأصوات لصالح الانفصال هيهات أنه سيجعل مدريد أو الاتحاد الأوروبي يعترف بجدية بـ"استقلال" كتالونيا.

"من الراجح أن حكومة كتالونيا ستحاول أن تستخدم النتيجة الإيجابية للاستفتاء بمثابة ورقة رابحة في المفاوضات المقبلة مع الحكومة الإسبانية"، هذا ما قاله لاورنس ألان من IHS Markit

المصدر: CNNMoney

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق