مثل أية ظاهرة جديدة تلاحق ICO (التوزيع الأولي للتوكنات الرقمية) كمية هائلة من الأساطير، زد إلى ذلك أن معظمها تنشر من قبل الناس المشهورين في هذا المجال وبهدف واحد ألا وهو تقديم إعلانهم. نقدم قائمة أكثر الضلالات انتشاراً.
1. معظم ICO احتيالية
ماذا يعني الاحتيال؟ يعني أنه حين يكذب منظمو ICO عن شيء ما وينشرون في الموقع سير حياة الناس غير الموجودين أو مجرد يجمعون المال من أجل الهروب به.
ولكن هذا لا يعني أن كل ICO سيء أي الذي وعد مؤسسه شيئاً ما ولم يوف بوعده هواحتيال، ففي معظم الأحيان إنه فشل الأعمال لا غير.
بالطبع بالنسبة للمستثمر الفرق ليس كبيراً، فالمال يضيع بأي حال من الأحوال. ومع ذلك فمن وجهة نظر القانون ليس ثمة مخالفة القانون إذا فشل رجل أعمال في شيء ما. زد إلى ذلك أن معظم المشاريع التجارية تفشل، فالنجاح في الأعمال التجارية صعب.
وهكذا إذا فقدت أموالك في ICO فلا داعي لاتهام المؤسسين بأنهم خذلوك وفقدوا أموالك، بل لا بد من استغلال هذه التجربة من أجل تجنب الأخطاء من هذا النوع في المستقبل.
2. ICO كثيرة جداً
كثير من الناس المشهورين في مجال العملات المشفرة يصرخون بصوت واحد أن ICO أصبح كثيراً جداً، فبرأيهم لا ينبغي لكثير من الشركات القيام بتوزيع التوكنات.
ولكن مهلاً، هل ICO هو امتياز المختارين فقط؟ يجوز لأي شخص إصدار توكنات، والشيء الآخر أنه ليس الجميع يفلحون في ذلك.
أما الامتيازات للمجموعات المعينة فهذا ظلم.
3. المستشار بـ ICO الذي يستشير الكثير من الـ ICO هو مستشار سيء
يبدو أن ICO هو المجال الوحيد في العالم حيث من السيء أن يكون فيه عملاء. هل سمعت أن أحداً قد قال: "لن أذهب إلى هذا الطبيب، فهو قد عالج عدداً كبيراً جداً من المرضى" أو "هذا المستشار قدم استشارته لـ50 شركة مختلفة، من الأفضل الابتعاد عنه"؟
من أين جاءت هذه الفكرة السخيفة؟ الطريقة الوحيدة بأن تصبح محترفاً في شيء ما هي أن تعيد الفعل مرات ومرات، فالخبرة تتناسب طرداً مع الوقت المستغل للعمل.
بالطبع يوجد مستشارون سيؤون في ICO ولكن في غالب الأحيان إنهم أناس عملوا فقط مع مشروع أو مشروعين لا أكثر وبحكم هذا لم يكتسبوا خبرة كافية.
4. إجراء ICO غالي جداً
طبعاً غالي، ولكن هذا عشرات وليس مئات الآلاف من الدولارات. إنشاء عقد ذكي لا يكلف مائة ألف دولار ولو أن بعض الشركات تطلب هذا المبلغ. ما زال ICO خياراً رخيصاً لجمع الموارد بالمقارنة مع الجولة التقليدية لجلب استثمارات الزرع.
عدا ذلك يجوز أن تختلف تكاليف التسويق كثيراً. تصرف بعض الشركات أثناء سير ICO عشرات آلاف الدولارات على الإدراج في القوائم، ولو أن نفس الكمية من التسعيرات الجيدة يجوز جذبها بكمية من المال أقل بكثير.
5. ICO قريباً سيموت أو يمنع
بهذا المعنى ICO شبيه بالبيتكوين وهو (Bitcoin) الذي لحين كتابة هذا المقال مات 300 مرة وما زال حياً يرزق.
لن يموت ICO ولا يمكن منعه مثلما لا يمكن منع العملات المشفرة عموماً، ففي هذا بالذات تنحصر قوتها وفائدتها.
حين يبدل البيتكوين النقد الإلزامي تبدل ICO الآليات الاستثمارية التقليدية، وكل رجل أعمال ذكي سيقوم بإجراء ICO حتماً.
على كل حال من الصحيح أن 90% من توكنات ICO اليوم ستصبح بعد مرور سنة عديمة الفائدة، ولن تبقى إلا الأفضل منها أي تلك التي نجحت في الأعمال وقدمت للمستهلك شيئاً مفيداً.
6. ينبغي إبعاد المستثمرين من الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة الخ...
إذا لم تكن مواطن هذه البلدان أو مقيماً فيها وشركتك التي تقوم بـ ICO غير مسجلة فيها فلن تضطر إلى الخضوع لقوانين تلك البلدان وإنما الالتزام بقوانين البلاد حيث تمارس أعمالك التجارية فقط.
إذا استثنيت الولايات المتحدة ستفقد 25% من المستثمرين المحتملين، أما مبلغ كل البلدان المذكورة فسيصل إلى 40%. لا داعي لاتخاذ قرارات قصيرة النظر بسبب الخوف.
7. KYC و AML ضروريان
تخلو معظم البلدان من القانون حول ICO، فإذا كنت تنشئ شركة في إحدى هذه الدوائر القضائية لا يتوجب عليك الالتزام بأسس KYC (اعرف عميلك) و AML (مكافحة غسل المال). لا داعي فعل هذا دون حاجة وإلا ستخوف المستثمرين الذين ربما لا يريدون تبادل المعلومات الشخصية.
كما أن تنفيذ هذه العمليات قد تضرك كثيراً إذا تمكنت أخيراً من جلب الاستثمارات من البلدان المذكورة. فإذا كنت تريد التحقق من هوية المستثمر ليس ثمة شهادات تشهد على أنك كنت تعرف أنك تقبل مثلاً الأموال الأمريكية، فالمعاملات مع البلوكشين مجهولة الاسم ومن الصعب جداً ربطها بشخص معين.
ينبغي مراعاة هذه الأسس في الحال إذا كان هذا ضرورياً شرعياً في دائرة القضاء التي تعمل فيها فقط ، ولكن من الأفضل تحويل الأعمال إلى أي ملاذ ضريبي.
إذا أمعنا النظر كل هذه الأساطير لديها صفات مشتركة، فكلها تعمل على تخفيض كمية ICO وتضع حواجز للدخول لا حاجة لها.
وهذا هو السبب الوحيد لانتشار الشائعات كهذه. بعض الناس الذي جاؤوا إلى الصناعة قبل غيرهم يحاولون الحد من عدد المشاركين في السوق لكي تنال مؤسساتهم كمية أكبر من المال ولينالوا هم خصيصاً المزيد من العمل المتعلق بـ ICO. من المهم لهم عدم السماح بالدخول إلى الصناعة خبراء جدد، ولكنهم لا يدينون قط المستثمرين الذين يخطؤون كثيراً ويعطون أموالهم بأنفسهم في أيدي المحتالين.