أثرت ذروة العملات المشفرة على سوق العمل كذلك ، ففي السابق إذا كان المصممون الموهوبون عاجزين عن إيجاد عمل فالآن الشركات عاجزة عن إيجاد مصممين موهوبين وذلك لأن معظمهم قد أضحوا أصحاب ملايين.
منذ فترة عرف ديفيد شوارتز المختص في مجال التشفير بشركة البلوكشين Ripple أن المصمم من فريقه قد نال ليس عرضاً واحداً للعمل بل عرضين مع مكافأة مشجعة قدرها مليون دولار.
جاء العرض الأول من شركة ناشئة للعملات المشفرة والثاني من شركة تكنولوجية كبيرة متركزة على البلوكشين.
وصلت مبالغ حزم التعويضات للمصممين الموهوبين إلى "أعالي جنونية" هذا ما قاله شوارتز.
يتم حقن مليارات الدولارات في القطاع بواسطة التوزيعات الأولية للقطع النقدية (ICO) والرأسمال الاستثماري. وفي نفس الآن تبذل عمالقة التكنولوجيا مثل Amazon.com و Facebook و IBM قصارى جهدها للعمل مع التكنولوجيا على أساس البلوكشين بإثارة النضال من أجل المختصين الموهوبين.
حسب معطيات LinkedIn في هذا العام قبل منتصف شهر مايو تم النشر في الموقع حوالي 4500 وظيفة شاغرة مع علامات "البلوكشين" أو "البيتكوين" أو "العملة المشفرة" في التسمية وهذا أعلى بنسبة 151% مما كان في كل عام 2017. في عام 2016 تم نشر فقط 645 وظيفة شاغرة من هذا النوع.
حالما أضاف جوناثان واستبروك كبير المصممين في الوكالة الرقمية للتسويق VSA Partners علامة "البلوكشين" في ملفه الشخصي في LinkedIn انهمرت عليه إعلانات الوظائف الشاغرة حسبما روى.
"الضجة كبيرة جداً عند البحث عن العاملين" هذا ما قاله إيليوت لي كبير المهندسين المبرمجين في Ripple.
تجذب بعض الشركات الناشئة المختصة في العملات المشفرة كذلك الرأسمال قبل الإعلان عن منتج معين. يحاول الكثيرون منهم الآن تشكيل فريق المصممين لكن البحث عن عاملين ليس بالسهل.
وهذا يعيق بدوره تصميم تطبيقات البلوكشين الجديدة بشرط أن الشركات الناشئة تنفد حساباتها أسرع مما يرغبه المستثمرون.
"أنا فعلاً أفكر أن هذا يؤثر على سرعة التطور. كثير من هذه المشاريع تتأخر عن جدول مواعيد التشغيل الرسمي" هذا ما رواه أليكس فيرارا شريك شركة Bessemer Venture Partners التي تقوم بالاستثمارات في صناديق العملات المشفرة.
تلتجئ مشاريع العملات المشفرة إلى مختلف السبل لجذب المصممين بما فيها عرض الأجر العالي والعمل عن بعد. يتم البحث عن المواهب في كل العالم.
نصادف من يكسب نصف مليون دولار، هذا ما قالته كاترين غريفيث هيل رائدة التوظيف في وكالة التوظيف Blockchain Developers قاصدةً مصممي البلوكشين مع خبرة العمل من ثلاث إلى خمس سنوات. و حتى الجدد يجوز أن يترقبوا راتباً "أكثر من 120 ألف دولار بالتأكيد".
كما وتقوم بعض الشركات الناشئة كذلك بفتح صناديق استثمارية من أجل تمويل المصممين المستقلين المساهمين في تطوير برمجتهم ذات كود المصدر المفتوح. كما أنها تقدم مكافآت للعاملين الأحرار من أجل لفت انتباههم إلى مشاريعها. قال سكوت بيغيلاو مصمم البرمجة في Augur وهي شركة التسويق في مجال التنبؤات المالية على أساس العملات المشفرة ما يلي:
"وجدت الآن سوق كاملة للعمل الذي لم يكن له أجر [سابقاً]".
أما شركة Augur نفسها نشرت إعلانات عن دفع مبلغ يصل إلى 100 ألف دولار لقاء تنفيذ مهام معينة للمصممين.
كما وتنظم الشركات تعليم المبرمجين دون خبرة العمل في مشاريع البلوكشين حسبما قال جوي كروغ المدير الاستثماري لـ Pantera Capital الشركة التي تقوم بالاستثمار في العملة المشفرة. ولهذا السبب تحدث تأخيرات في نزول برمجتهم إلى السوق ولكن "فقط بعدة شهور" هذا ما فسره كروغ.
تساهم مميزات قطاع البلوكشين في تشديد المنافسة في دائرة المصممين. فمثلاً كثير من المصممين الخبراء في مجال العملات المشفرة قد اغتنوا من تجارة البيتكوين وهو (Bitcoin: BITCOIN) والاثريوم وهو (BITFINEX: ETH/USD.BITFINEX). قال دانيال سيليري المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لـ Blockchain Studios الشركة الناشئة للألعاب بغونغ كونغ:
"لقد أضحى معظم هؤلاء المصممين أصحاب ملايين الذين لا يحصون أموالهم".
عدا ذلك بفضل المخطط البسيط لجمع الأموال يفضل أفضل المصممين تشغيل مشاريعهم الخاصة وليس الانضمام إلى الموجودة منها.
"لقد جذبت ICO كمية هائلة جداً من المال إلى هذا القطاع" هذا ما أشاد إليه شوارتز من Ripple. كما قال أن هذا شيء يذكر بتخفيض القيمة في سوق العمل المليء بالنقد فوق الحد.
يعتبر كروغ أن رفع الرواتب صعب للشركات لذا عليها تحفيز الموظفين الجدد بحصة من الأسهم أو العملة المشفرة كي يصبح نجاح الفريق غايتهم الشخصية.
على شركة البلوكشين أن تتميز من بين منافسيها دون إغراء العاملين التابعين لشركات أخرى حسبما قال شوارتز. لا بد من وضع مهام فنية مثيرة وتشكيل فرق بحيث أن يرغب أفضل المختصين أن يصبحوا جزءاً منها بمحض إرادتهم وكذلك البرهان على أن منتجات تصاميمهم تمثل قيمة.