ما الذي لا يمكن أن يصححه البلوكشين
Tom Pumford/Unsplash
الصفحة الرئيسية تحليلات, البلوكشين

نحدث كيث تقدر تكنولوجيا العملات المشفرة على أن تضر أكثر مما تنفع ولماذا من الأفضل لبعض الصناعات أن تستغني عن البلوكشين.

الضجة بخصوص البلوكشين تهدأ شيئاً فشيئاً. تتسلل تكنولوجيا السجلات المعرضة إلى البورصات والمصارف وصناعة الخامات. على كل حال ليس لكل الخبراء نفس التحمس بخصوصه.

يصف التقرير المنشور منذ فترة اجتذاب هذه التكنولوجيا للقطاع المالي، فهي قادرة على حل مشكلات الثقة والتخفيض من عدم كفاءة السوق. عند ذلك تؤكد الشركة الاستشارية المعروفة Boston Consulting Group وباختصار (BCG) أن البلوكشين حتى الآن لا ينفع كثيراً للتجارة بالمواد الخام.

يحتاج القطاع في الوقت الراهن إلى التقييس الإضافي والفعالية وطرق مراقبة الخامات. حتى الآن غير معروف ما إذا يقدر البلوكشين على إزالة كل هذه المشكلات،. يبدأ ممثلو القطاع بالنظر إلى التكنولوجيا الجديدة ولديها أفضليات ملحوظة ولكن توجد كذلك عيوب.

الأمر أن الكثير من التجار يكسبون على عدم كفاءة السوق ممارسين فيما بينه التحكيم. هكذا تسمى عملية كسب الربح من الفرق في الأسعار أي شراء أصل في سوق واحدة وبيعه الفوري في سوق أخرى حيث ثمنه أغلى. في عالم العملات المشفرة طريقة التجارة هذه منتشرة كثيراً أيضاً.

سيؤدي حفظ المعاملات في السجل العمومي إلى تقييس الأسعار ويخفض إمكانيات التحكيم فيحرم التجار جزءاً من الربح. يؤكد خبراء BCG أن هذه العملية تخفض كثيراً من اجتذاب البلوكشين بالنسبة للتجارة في الأسواق المالية.

في حال الاستخدام واسع النطاق ستدرج المعلومات حول معظم المعاملات في السجل العمومي. سيكون بمقدرة المشاركين على مقارنة أسعار السلع في مختلف الأسواق واكتشاف أوجه عدم الاتساق. ولكن هذا سيوجه ضربة لأرباح التجار المعتمدين في عملهم على الفرق في التسعيرات. كما وستضطر شركات كثيرة التي تقوم بجمع وتحليل التسعيرات على العثور على أعمال جديدة.

والأسوأ من ذلك تؤكد BCG أن السجلات الموزعة لا تناسب التجارة التي هي حساسة للزمن. تقدر الأسواق أحادية الدرجة على أساس البلوكشين على تحديد الأسعار تلقائياً، بيد أن تجديد السجل يطلب توافق المشاركين. تستغرق هذه العملية عدة ثواني ولكن في بعض الحالات تباطؤ كهذا يعني الموت.

تم تصميم النظم الموجودة على حساب ودائع الشركات التي تستخدمها. غالباً ما تكون التكنولوجيا المتقدمة مفتاح النجاح للشركات الاستثمارية التي تنفق أموالاً هائلة على البنى التحتية للـ IT ساعية وراء سباق المنافسين. ليس لديها أي جدوى من الامتناع عن الحلول الجاهزة والمأمونة لصالح التكنولوجيا الجديدة غير المدروسة وغير الكاملة.

على الراغبين في إدخال البلوكشين في عملهم أن يعرفوا عيوبه. لقد استثمرت شركات كثيرة مبالغ هائلة في تصميم الأنظمة الكمبيوترية المخصصة لتجارة المواد الخام. وتفوقها على المنافسين مشترط بهذا بالذات. أما البلوكشين فسيطلب استثمارات جديدة ولكن بتخفيفه للصعوبات ورفعه من شفافية السوق سيبعد كذلك هذه الأفضلية.

المشكلات لا تزداد إلا تفاقماً إذا فكرنا أنه من أجل التطبيق الكامل يجب أن يصبح البلوكشين لازماً لكل المشاركين في السوق. تستخدم السجلات الموزعة بنجاح لمراقبة التوريدات الدولية للمواد الخام، ولكن كيف ستثبت عن نفسها إذا لم يقم كل اللاعبين بدعم هذه التكنولوجيا؟ كتب خبراء BCG:

"يحتمل أن يضطر المشاركون في الصناعة على العمل بالإجماع. فقط في هذا الحال يمكن تحقيق كل قدرات البلوكشين".

هيهات أن هذا سيحدث في المستقبل القريب. نقترب من يوم إلى يوم من هذا الهدف. بيد أن المشكلة تنحصر في أن سبب الحركة غالباً هي الضجة العالمية حول التكنولوجيا الجديدة. ليس من الضروري أن البلوكشين هو أفضل حل لكل قطاعات الاقتصاد وهذا شيء طبيعي. ستؤدي محاولة إدراجه في كل مكان إلى قذف التكنولوجيا إلى الوراء وما يعقبها من سوء التنفيذ والتوقعات غير المحققة.

المصدر: The Next Web

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق