عشر حقائق عن البلوكشين لا تريد أن تصدقها
الصفحة الرئيسية تحليلات, البلوكشين

رغم أن الكل يتحدثون عن البلوكشين تشكل لدى الكثيرين تصور خاطئ عن إمكانيات ووظائف هذه التكنولوجيا.

في عام 2017 كانت الضجة حول البلوكشين صاخبة جداً. كان الناس يصدقون أن هذه التكنولوجيا ستمس كل قطاعات الاقتصاد وتغير وجه كوكبنا وفي نفس الآن تجلب الملايين للمستثمرين في ICO.

جعلت هذه الضجة البعض يثقون بالأفكار المجنونة تماماً حول البلوكشين وإمكانياته. وتشكل لدى الكثيرين تصور خاطئ عن قدرة هذه التكنولوجيا إذ يعيرونها صفات لا تتصف بها أبداً.

البلوكشين هو مجرد قاعدة البيانات مع بعض الصفات المتميزة التي تسمح للمستخدمين تسجيل وتبادل المعلومات في الزمن الواقعي، وعند ذلك ليس من الضروري أن تثق الأطراف ببعضها البعض لأن المستخدمون يشرفون على صحة التسجيلات و يقبضون لقاء هذا مكافأة على شكل توكنات/ قطع نقدية. هذه المميزات خاصة جداً ومفيدة في ظروف معينة فقط.

مثلاً إنها تناسب جيداً العملات المشفرة ومنها البيتكوين، إذ يمكن بواسطة بلوكشينه إرسال المال لأي شخص في العالم بأدنى نفقات ودون الحاجة إلى مصرف أو أي وسيط آخر.

بيد أن سلاسل الكتل لا تناسب في حقيقة الأمر خزن كل أنواع البيانات وبالطبع لا يجب أن تستخدم لحل مشكلات مصطنعة.

سنتكلم اليوم عن عشرة أساطير منتشرة بخصوص البلوكشين وتطبيقاته (مثل البيتكوين) سواء من جهة كارهيه أو من جهة المتحمسين الغيورين له.

1. البيتكوين هو ليس أكبر احتيال في التاريخ ولا "سم الجرذان" وهو ليس ميتاً

في عام 2017 عارض بعض الماليون المشهورون العملات المشفرة ومن بينهم وارن بافت وتشارلي منغر ورئيس JP Morgan جيمي ديمون.

نعم البلوكشين و البيتكوين المؤسس عليه – مثلهما مثل أية تكنولوجيا ثورية – لهما عيوبهما. تستهلك آلية الإجماع proof-of-work كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، وتستخدم هذه العملة المشفرة للمضاربة والنشاط غير القانوني على نطاق واسع.

ولكن القول أن الفشل كتب على التكنولوجيا لهذه الأسباب هو الشيء نفسه كما لو صرحوا عام 1995 أن الإنترنت لن يعمل لأنه أخرق وغير منظم.

البيتكوين حي يرزق خلال عقد من الزمن ولو أنه قد تنبأوا غير مرة على نهايته. قد يبدو للوهلة الأولى ليس جديراً بالثقة ولكن كما قال نافال رافيكانت:

"البيتكوين هو أداة تحرير البشرية من حكم الأقلية الظالمين مقدم كمخطط الاغتناء السريع".

إذا لم نتركز إلا على عيوب هذه التكنولوجيا ونسمي البيتكوين بالاحتيال فإننا ننسى تماماً أفضاله وقدراته.

2. البلوكشين لن يرفع ثمن أسهم شركتك

الشركات Kodak و Long Island Iced Tea و On-line Plc هي أفضل أمثلة على استخدام الضجة حول البلوكشين للرفع من ثمن الأسهم، وعند ذلك ولا أية من هذه الشركات ليس لها أية علاقة بهذه التكنولوجيا.

3. البلوكشين ليس هرماً مالياً

هذا ولو أنه تتصادف الأهرام المالية المبنية على هذه التكنولوجيا.

4. العملات المشفرة ليست للنصابين فقط

وقعت أحداث كثيرة حين تأذى المستثمرون والشركات من الاختراقات والاحتيالات. إنها مشكلة كبيرة بالنسبة لهذه الصناعة ولكن ليس حكماً بالإعدام. فعدم الكشف عن الهوية بالذات – وهو من أهم إيجابيات البلوكشين – يسمح للقراصنة والنصابين على التهرب من العقاب. ولكن هذا ليس إلا تأثير جانبي سلبي للتكنولوجيا وليس وظيفتها.

تبحث الجماعات الإرهابية عن المجندين في شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لا يعني أنه علينا الامتناع عن Facebook و Twitter.

تعتمد تجارة المخدرات بأكملها على النقد فهل هذا يجعله سيئاً؟

5. البلوكشين غير مخصص لجمع المال

إذا اجتذبت شركة مجهولة ما ملايين الدولارات أثناء ICO فهذا لا يعني قد أنه ينبغي تقليدها.

الغرض من ICO ليس فقط جمع المال بل وتوزيع التوكنات بين مستخدمي المشروع. في آخر الأمر على هذه التوكنات القيام بوظيفة ما. إذا لم تكن لدى الشركة الناشئة أية علاقة بالبلوكشين لن تكن هناك أية حاجة إلى التوكنات. لا ينبغي استخدامها لاجتذاب الأموال المبتذل .

6. البلوكشين لن يغير أعمالك التجارية

إذا لم تكن لدى الشركة أية حاجة إلى الأفضليات التي يمكن كسبها بواسطة البلوكشين فمن الأفضل عدم التعامل معه وخزن البيانات على الطريقة القديمة.

7. البلوكشين لن يغير كل القطاعات

عشر حقائق عن البلوكشين لا تريد أن تصدقها
Thought Catalog/Unsplash

ليس كل قطاع أبداً يحتاج إلى البلوكشين.

لنأخذ على سبيل المثال شركة Uber. ما حاجتها للبلوكشين؟ "شبكة لامركزية أحادية الدرجة لطلب سيارة أجرة" يبدو فاخراً على المسمع، ولكن هذه الفكرة تتجاهل تماماً كل عيوب البلوكشين.

ليس ثمة هيئة مركزية تتحكم بالبلوكشين العمومي. من الذي سيتخذ القرارات في شركة مثل هذه؟ وماذا عن حل النزاعات؟ مثلاً دفعت لقاء سفرة لم تقم بها؟ أم أن السائق تصرف تصرفاً شائناً وينبغي الإبلاغ عن ذلك؟ مع الأسف حظك سيء لعدم وجود من تشتكي له.

وماذا عن التطور؟ كيف ستنافس شركة موزعة دون رؤساء الشركات الأخرى؟

حتى لو تمكنت Uber اللامركزية من التغلب على كل المشكلات وإنشاء خدمة عاملة فهل ستكون أفضل بكثير من العادية؟ تعمل Uber والتطبيقات المركزية المماثلة الأخرى بشكل جيد، وهيهات أن البديل سيكون مفيداً.

أفضليات انتقال الكثير من الصناعات الموجودة إلى البلوكشين ليست عالية حتى تجعل المستخدمين يغيرون اعتياداتهم.

8. البلوكشين ليس مخصصاً لتقديم قرابين لكثولو

سنقتصر بترك هذا الرابط هنا ولن نخوض في التفاصيل.

9. البلوكشين ليس منصة الميمات

Dogecoin هي أشهر عملة مشفرة ميم. تم إنشاؤها على قاعدة كود البيتكوين عام 2013 على سبيل المزاح، بيد أن هذا لم يمنع لرسملتها أن تبلغ ملياري دولار في العام الماضي.

10. البلوكشين ليس عديم الفائدة

وهذا بالطبع إذا لم يتعمدوا إنشاء توكن على أساسه بهذا الشكل.

إذاً ما هو البلوكشين؟

لقد عددنا كل الحالات حيث البلوكشين لا ينفع. والآن حان الأوان لنتكلم عن مجال استخدامه الممكن. سيندرج البلوكشين بشكل مثالي إلى المشروع الذي يحتاج إلى ما يلي:

  • قاعدة البيانات الموزعة وغير القابلة للتغيير،
  • الداعمة للتسجيل متعدد المستخدمين،
  • غير المحتاجة إلى الثقة بين الأطراف،
  • القادرة على إبعاد الوسطاء الزائدين،
  • القادرة على توفير الإجماع والتحقيق.

المال مناسب تماماً لهذا الصنف. العملات المشفرة مثل البيتكوين تلبي الأصناف المذكورة أعلاه وتتوافق بشكل ممتاز مع البلوكشين.

مع الأسف ما زالت المجالات المناسبة للاستخدام الشامل للبلوكشين قليلة في الوقت الراهن. ولكن هذا لا يعني أنها لن تظهر أبداً، الأمر أننا لم نعثر عليها حتى الآن.

وفي الختام يمكن أن نقول أن البلوكشين تكنولوجيا مفيدة ولكنها لا تنقذ الأعمال التجارية والاقتصاد والبشرية. علينا أن نعرف القدرة الحقيقية لهذه التكنولوجيا ونفهم ما الذي هي تستطيع أن تتوصل إليه.

المصدر: Hacker Noon

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق