ملاحظة للمختصين في تكنولوجيا المعلومات: كيف يتغير "إنترنت الأشياء"

تبدو الحداثات التكنولوجية التي نصادفها يومياً وكأنها مستعارة من الروايات العلمية الخيالية، وهذه ليست إلا البداية. نحدث كيف سيتغير "إنترنت الأشياء" ويغير معه عالمنا في السنوات القريبة.

حددت Gartner – إحدى شركات الاستشارات والأبحاث القدوة في العالم في ندوة Gartner Symposium/Itxpo لعام 2018 التي تمت في شهر نوفمبر في برشلونة – أول عشرة تكنولوجيات IoT التي ستؤدي إلى ظهور نماذج الأعمال البديلة. قال نيكولاس جونس نائب رئيس Gartner في مجال الأبحاث ما يلي:

" سيجوز اكتشاف بواسطة IoT مجالات جديدة للابتكارات في مجال الأعمال الرقمية التي ستعتمد الكثير منها على التكنولوجيا الحديثة أو المطورة في السنوات العشر القريبة... سيتمكن مدراء IT – الذين سيستغلون الاتجاهات المبتكرة في IoT – من رفع شركاتهم إلى مستوى جديد".

حددت Gartner عشرة اتجاهات في مجال IoT التي ستتولى المرتبة الأولى في السنوات القريبة الآتية.

سيصل عدد الأجهزة الموصولة بالشبكة خلال السنوات الثلاث القريبة إلى 25 مليار حسب تنبؤات Gartner ما سيخلق حجماً ضخماً من المعلومات.

تصور لو أن كل حاجاتنا اليومية والآليات التي تخدمنا من تلقاء نفسها كالكاميرات وآلات الاستشعار تصبح موصولة فيما بينها. تحتاج كل هذه المعلومات إلى ترتيب وتصنيف وترشيح ومعالجة. وتستفيد الشركات التي "روضت" الذكاء الاصطناعي من هذه المعلومات قبل غيرها.

كي يتمكن قطاع IoT من أن يعمل لصالح الناس ومراعاة كافة حقوق عدم المساس بالمعلومات الشخصية لا بد من تصميم المعايير الأخلاقية المناسبة. بكلمة أخرى ستتبادل الأجهزة في المستقبل بالمعلومات فيما بينها (وفي الغالب هذه المعلومات عنا) لذا لا بد من اختراع قوانين الغيبات (غيبة الأشياء).

ستضم المعلومات المجمعة من قبل "الجميع" كل شيء! سيكون هذا أصلاً قيماً جداً حتى دون معالجة. سيجوز بيعه أو تأجيره وما إلى ذلك. تنبئ Gartner أنه بعض مضي خمس سنوات سيكون من بين أنواع النشاطات الرئيسية لدى IoT تسييل المعلومات.

خذ بعين الاعتبار أننا في الوقت الراهن نكاد لا نحمي المعلومات في لوحات مفاتيح الألعاب أو شبكات التواصل الاجتماعي، يحتمل أنه بعد خمس سنوات سيتغير كل شيء.

يجري الحديث عن عمارة نظم IoT. في البداية كانت مركزية (ومن يشك في هذا؟) ومن ثم تحولت إلى السحابية. في المستقبل ستصبح عمارة IoT أكثر مرونة وذكاء وسرعة.

من أجل ذلك لا بد من الانتقال إلى الشبكة الذكية. إنها أغلى وأكثر تعقيداً ولكن الشركات الراغبة في العمل معها ليست بالقليلة أبداً.

سيكون لا بد لنا من دعم ومعاينة كل هذه الأشياء المتعاشرة فيما بينها والتحكم بها، وسيشرف على عملها العملة ذوات الخبرة أو التكنولوجيا.

ستحتاج أجهزة IoT إلى "الحواس الخمس" من أجل قراءة المعلومات المحيطية التي ستتبادلها هي فيما بينها، مثلاً هذا حار وهذا بارد، التهوية مغلقة، الضوء مشغل، المستخدم "أ" قريب الخ.. كما أن المستشعرات ستتطور أيضاً. تصور الرجال الآليين في بالغ الصغر الذين يتجولون في الدورة الدموية ويكتشفون الأمراض ويقومون بالاختبارات ونقل البيانات إلى الهاتف النقال.

سيكون الأمن نقطة أساسية في نظم IoT المقبلة. وتناسب ذلك أكثر الكل تراكيب المعدات والبرمجة. يقول نيكولاس جونس:

" ننصح مدراء IT على التعاون مع المختصين في مجال أمن المعلومات لضمان اتخاذ القرارات الموزونة قدر الإمكان عند شراء أجهزة IoT والنظم البرمجية المركبة بها".

في حقيقة الأمر هذا هام جداَ. لا أحد يريد أن تصبح الشبكة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي المتحكمة عملياً بكل الأجهزة الذكية المحيطة بنا خارج السيطرة.

في هذا الحال يجري الحديث عن ضم المستخدمين إلى التفاعل بين الأشياء. وهذا سيحتاج إلى مستشعرات جديدة وخوارزميات جديدة والتجربة الواعية اجتماعياً.

ستبدأ الشركات تفكر أكثر عن أنها ستتمكن من اجتذاب المستخدمين وإثارة اهتمامهم. ماذا عن صورتك المجسمة القادرة على الكلام؟ أو مخدة صغيرة لطيفة ناطقة؟ او رجل آلي حقيقي ذو ذكاء اصطناعي؟ أو تركيبها؟

يقول نيكولاس جونس:

"في الوقت الراهن تستخدم معظم أجهزة IoT المعالجات العادية، وأشهرها ARM ذات استهلاك منخفض للطاقة. المشكلة أن مجموعات التعليمات التقليدية وتركيب الذاكرة لا تتفق مع خاصية استخدام هذه الأجهزة. مثلاً إنتاجية الشبكات العصبونية الاصطناعية العميقة غالباً ما تكون محدودة بقابلية التمرير للذاكرة وليس بقوة الحوسبة لدى المعالج".

بكلمة أخرى ستظهر في المستقبل القريب شرائح فريدة مخصصة لشبكة الذكاء الاصطناعي.

كي تتمكن أجهزة IoT من التفاعل بسلاسة ودون انقطاعات يجب أن تظهر تكنولوجيا الشبكة الجديدة مثل 5G والأقمار الاصطناعية الجديدة الخ..

يبدو أن Gartner تعرف تمام المعرفة بأي اتجاه تتحرك الابتكارات، وهذه القائمة تستهدف أن تجعل الشركات تتصرف. تبدو الحداثات التي نصادفها يومياً مستعارة من الروايات العلمية الخيالية. بعد حل المشكلات الأساسية في مجال الأمن والتنظيم والتحكم وتطور الذكاء الاصطناعي نأمل أن أنظمة IoT سترفع البشرية إلى مستوى جديد.