كيف تحول 40 دولار إلى 10 ملايين دولار: قصة أصحاب ملايين Coca-Cola
الصفحة الرئيسية تحليلات, السوق_الأمريكية

نشرت بوابة VC ترجمة مادة المدون جوشوا كانون كيف أضحت كوينسي الأمريكية مدينة "أصحاب ملايين Coca-Cola".

في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي لاحظ الصيرفي الأمريكي بات مانرو من مدينة كوينسي الصغيرة بفلوريدا أنه حتى في زمن الكساد العظيم وحتى أفقر الناس كانوا ينفقون سنتهم الأخير على كأس Coca-Cola.

كانت مؤشرات ربحية شركة Coca-Cola جيدة و قيمتها السوقية منخفضة (كانت الأعمال تقدر بمبلغ أقل من الحساب المصرفي لدى الشركة) لذا أخذ "مستر بات" – كما كانوا يسمون مانرو – ينصح معارفه بشراء أسهم Coca-Cola. كان يقدم للمودعين ذو شأن قروضاً مصرفية لقاء رهينة أسهم الشركة كي يحث الناس على شراء هذه الأوراق.

عند الخروج إلى البورصة كانت أسهم Coca-Cola تقدر بـ40 دولار على الواحدة. بيد أن سعرها سرعان ما انخفض إلى النصف فأصبح 19 دولار إثر خلاف الشركة مع منتجي السكر وموردي الزجاجات. لكن بات مانرو استمر في شراء الأسهم ونصح غيره إجراء مجراه.

أدى اهتمام الصيرفي ومهاراته العملية وقدرته على الإقناع ليس فقط إلى تغيير الحياة في كوينسي بل وبكل معنى الكلمة على إنقاذ البلدة أثناء الكساد العظيم، فبغض النظر عن التقلبات قصيرة المدى في السوق كان أصحاب الأسهم يقبضون أرباح الأسهم.

أنقذت أسهم Coca-Cola السكان كذلك في "كل الأزمنة المقبلة من الركود". ففي سنوات العجاف كان سكان كوينسي يستخدمون المال المقبوض مع أرباح الأسهم. وحين انهار اقتصاد البلاد ساعدتهم أموال Coca-Cola على البقاء على العوم. أما في فترات اليسر كان الناس يشترون المزيد من الأسهم، ولم يكن هذا هباء.

في تلك الأزمنة باتت كوينسي أغنى مدينة في الولايات المتحدة من حيث مستوى الدخل من نصيب الفرد، وظهر فيها 67 "أصحاب ملايين Coca-Cola" على الأقل الذين جمعوا رؤوس الأموال و ورثوها فيما بعد لأولادهم وأحفادهم.

السهم الواحد المشترى عام 1919 بـ40 دولار في حال إعادة استثمار أرباح الأسهم كان وصل سعرها عام 2013 إلى 10 ملايين دولار. كان يمكن لحامل السهم أن يقبض 270 ألف من أرباح الأسهم سنوياً قبل دفع الضرائب أو 67,5 ألف كل ربع سنة.

ومثال جيد آخر هو مصرف Sun Trust Bank. وفقاً للتقرير استلم المصرف أسهم Coca-Cola بمبلغ 100 ألف دولار عام 1919 واستمر في خزنها خلال عقود. تحولت تلك الأسهم إلى مليارات الدولارات وأتت للمصرف بعشرات ملايين الدولارات على شكل أرباح أسهم.

قصة كوينسي وبات مانرو هي قصة الناس الذين قرروا تجاهل سوق الأسهم والتركز على مؤشرين وهما ربح الشركة وحجم أرباح الأسهم.

هذا ما يقصد منه حين يقولون أنه "من أجل أن تصبح ثرياً تكفي فكرة واحدة جيدة".

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق