الولايات المتحدة تتصدر قائمة مصدري النفط في العالم
الصفحة الرئيسية اقتصاد

في نفس الوقت، نحن نضخ أكثر ونستخدم أقل ونستخدم الأقل بصورة أكثر حكمة

في يوم الاستقلال، قدمت وكالة أنباء بلومبرج تقريرا حول ازدهار الطاقة في أمريكا، حيث تخطى الإنتاج اليومي الأمريكي في وقت سابق هذا العام الإنتاج اليومي لكل من المملكة العربية السعودية وروسيا، ومع استمرار الازدهار، من المحتمل أن تنهي الولايات المتحدة عام 2014 في المركز الأول لإنتاج النفط على مستوى العالم. يتعلق الأمر برمته بالتكسير. فوفقًا لبيانات إنتاج النفط في 2013، أنتجت الولايات المتحدة 7.44 مليون برميل من النفط الخام يوميًا وهو أعلى مستوى لها منذ 1989 ويزيد بنسبة 49 بالمائة منذ 2008. وعند احتساب الوقود السائل المنتج من الغاز الطبيعي، يصل الإنتاج الأمريكي إلى حوالي 11 مليون برميل يوميا ويزيد.

هذه هي الأخبار السارة، ولكن يجب عدم عرضها منفصلة. فمن منظور اقتصادي، يستند النجاح إلى ما تفعله بالموارد الطبيعية الوافرة. فعلى سبيل المثال، وجهت النرويج ثروة النفط إلى مخزون نقدي ضخم (840 مليار دولار ويزيد) أصبح أحد أكبر صناديق الاستثمار المشتركة في العالم. وعلى النقيض مما تقدم، تم اختلاس ثروة النفط في نيجيريا بصورة كبيرة. في حالة ضخ قدر كبير من النفط خارج الأرض ودعم شرائه وتعبئته في مركبات شديدة الاستهلاك للنفط (مثلما تفعل فنزويلا والمملكة العربية السعودية) أو حرقه لتوليد الكهرباء (كما تفعل بورتوريكو)، لا تساعد زيادة الإنتاج كثيرا.

وعلى المستوى الأكبر، أدارت الولايات المتحدة بالفعل ازدهار النفط لديها بقدر يسير من الترشيد وهو أمر مقدر قليلاً إلا أن الازدهار في إنتاج النفط تزامن مع ثورة في طريقة استخدام الأمريكيين للنفط. ففي الوقت الذي نضخ فيها كميات أكبر، نستخدم قدر أقل وبصورة أكثر حكمة. ارتفع الاستهلاك إلى 18.9 مليون برميل يوميا في 2013 بزيادة عن 2012، إلا أن الزيادة كانت بعد سبع سنوات من الانخفاض بدءا من 20.8 مليون برميل يوميا في 2005 إلى 18.49 مليون برميل يوميا في 2012 في حين انخفض الاستهلاك بين 2005 و2013 بنسبة 9 بالمائة وفقًا للأرقام المجردة.

يمثل النقل حوالي 72 بالمائة من استخدام البترول أو أنواع الوقود السائل الأخرى على أن هذا القطاع الحيوي أصبح أكثر فعالية في السنوات الأخيرة والفضل في ذلك يرجع إلى استخدام الخليط وفرض معايير جديدة واستمرار ارتفاع أسعار الغاز. إضافة إلى ذلك، تستهلك السيارة المباعة في يونيو 2014 جالون لكل 25.5 ميل وهو رقم جيد إلى حد ما إلا أنه يزيد بنسبة 27 بالمائة عن أكتوبر 2007.

استطاعت الولايات المتحدة العثور على أسواق تصدير جوهرية جديدة للمنتجات المكررة مثل الجازولين في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وبشكل خاص المكسيك.

كان التطور درامي أكثر في قطاع الشاحنات، حيث يمكن للشركات المالكة لأساطيل شاحنات أن تربح أكثر من تحسين كفاءة مركباتها مما قد يتوفر لسائقي السيارات. وكنتيجة لذلك، ظهر عدد كبير من الابتكارات فالشركات تحول الشاحنات إلى مركبات هجينة كما أن أنظمة النقل تشتري حافلات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي الأرخص والأنظف. واليوم، تعمل ثلث الشاحنات على الطريق بمحركات ديزل صديقة للبيئة مقارنة بنسبة 9.4 بالمائة في 2007. وهكذا، لا تقوم الأساطيل التجارية بحرق النفط بنفس الطريقة التي اعتادت عليها، وكنتيجة لذلك، كان استهلاك الجازولين في الولايات المتحدة في 2013 وقيمته 3.2 مليار برميل قريبا منه في 2002 على أنه كان أقل منه في 2007 بنسبة 5.5 بالمائة.

أدت زيادة الإنتاج المحلي وخفض الاستهلاك المحلي إلى انخفاض حاد في استيراد النفط، وهو الأمر الجيد، حيث يمثل العجز التجاري الكبير المتزايد مشكلة دائمة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وعندما تستورد دولة أكثر مما تصدر، فهي تسحب النمو الاقتصادي للخلف وقد انخفض حجم واردات النفط بصورة حادة، من 3.7 مليار برميل في 2006 إلى 2.8 مليار برميل في 2013، بما يمثل نسبة 24 بالمائة. ونظرا لاستمرار ارتفاع الأسعار، فهذا يعني انخفاض قيمة واردات البترول (الذي يهم أكثر من الحجم) أيضا. إضافة إلى ما تقدم، وصلت واردات النفط في مارس 2011، وفقًا لمكتب التعداد، إلى نسبة 66.2 من العجز الجاري على أن هذه النسبة أصبحت فقط 38.4 في أبريل 2014. مخطط من مكتب تعداد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية

يظهر أيضًا الانخفاض في جزء العجز التجاري الذي يرجع إلى النفط بسبب ارتفاع الصادرات. إضافة إلى ذلك، يوجد جدل كبير الآن حول احتمالية تصدير النفط على أن الافتراض العام هو أننا لا نشارك أي من إنتاج الهيدروكربون الخاص بنا مع العالم إلا أن الأكثر دقة أننا لا نصدر الكثير من النفط في صورته الخام. (في الواقع، صدرت الولايات المتحدة السنة السابقة 43.8 مليون برميل نفط بزيادة الضعف عن 2012 وما يمثل تقريبًا عشرة أضعاف منذ 2003 على أن ذلك يمثل فقط بضعة أيام من الإنتاج.) إلا أننا نصدر قدر وافر من النفط الخام في صور أخرى مثل بنزين المحركات. مخطط من إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية

لدى الولايات المتحدة الكثير من قدرة التكرير ولكن مع ضعف الطلب علما بأن هذه الصورة معكوسة في أجزاء أخرى من العالم بما في ذلك مناطق قريبة من الولايات المتحدة حيث يوجد لديهم انخفاض في سعة التكرير مع ارتفاع حاد في الطلب على الجازولين. وقد استطاعت الولايات المتحدة العثور على أسواق تصدير جوهرية جديدة للمنتجات المكررة مثل الجازولين في أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وبشكل خاص المكسيك التي ترتفع فيها مبيعات السيارات بصورة كبيرة، حوالي 44 بالمائة من صادرات الجازولين من الولايات المتحدة إلى المكسيك. وفي واقع الأمر، ارتفعت صادرات منتجات البترول المكررة بوضوح في السنوات الأخيرة، حيث قفزت من 913 ألف برميل يوميًا في 2004 إلى 2.76 مليون برميل يوميًا في 2013، بمعنى أن صادرات المنتجات ذات الصلة بالبترول ارتفعت بسرعة أكبر كثيرًا من الإنتاج.

تتعلق قضية الطاقة والاقتصاد بأشياء أكثر من الإنتاج فالاستنتاج البسيط فقط يصل بك إلى هذا القدر إلا أن هناك أربعة مكونات مما أطلق عليه معادلة الطاقة الجديدة: اصنع أكثر واستخدم أقل وقم بإدارته بصورة رشيدة ثم صدره إلى العالم. بالنسبة للنفط، حققت الولايات المتحدة بعض النجاح فيما يتعلق بأي من هذه المتغيرات.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق