كيف تغسل الأموال

لنفترض أنه فجأة أصبح لديك كمية من المال الزائد و التي تشعر بعبئها في جيبك، على سبيل المثال، بضع مئات من الآلاف أو مليون دولار. وربما كسبت هذا المال بطريقة غير قانونية أو لا ترغب بمشاركته مع الضرائب أو مع زوجتك أو مع أطفالك.

لا تخف. هناك الكثير من المخططات المالية التي سوف تبعد عنك أي شبهة.

يجب أن أقول أن غسل الأموال يحطم الإقتصاد العالمي يحفز تدفق الأموال من البلدان النامية و يقلل من قيمة الأصول في البلدان المتقدمة. لكن هذه الحقيقة لا توقف أحد.

هذا الفن القديم رائد في الصين. في الفترة من 2002 إلى 2011فقط صدرت البلاد بطريقة غير شرعية حوالي 1.08 تريليون دولار على الرغم من قانون تنظيم العملة المحلي الذي يوجب الناس الناس أن يحصلوا على إذن خاص لإستبدال المبالغ التي تزيد عن 50000 دولار بالين في السنة لأي عملة أجنبية أخرى.

غسل الأموال الغير قانونية هي متعة دولية.يتضح ذلك من خلال إحصاءات رأس المال المتدفق من بعض الدول خلال نفس الفترة من 2002 إلى 2011:

في عشر سنوات فقط، صدر من عشرين من الدول النامية، بشكل غير قانوني، 5.9 تريليون دولار وهذا ما يعادل 49 مليار دولار شهريا.

يفعل ذلك تقريبا الجميع-من السياسيين الفاسدين و عصابات المخدرات إلى الناس العاديين الذين لا يريدون دفع الضرائب أو نفقات دعم الأطفال.

واجه الأمريكيون الذين قرروا إخفاء مدخراتهم عن القانون، بوضعها في حسابات بنوك خارجية ، قانون(ضريبة الحسابات الخارجية) الذي اعتمدته حكومة الولايات المتحدة في عام 2010. وفقا لهذا القانون يجب على البنوك الأجنبية أن توفر المعلومات حول حسابات فتحها مواطنون أمريكيون. لكن هناك الكثيرمن الخيارات البديلة لمن يرغب بغسل الأموال، لا سيما إذا كانت مخالفة للقانون بالنسبة لهم ليست من المحرمات.

الأساسيات النظرية لغسل الأموال هي كالتالي:

ماكاو وهونغ كونغ هي مناطق إدارية خاصة في جمهورية الصين الشعبية. بفضل هذه الحالة الغامضة إخفاء المال هنا يتم بشكل سهل. ماكاو هي عاصمة القمار العالمية، التي يدور المال فيها بسبع مرات أكثر من لاس فيغاس، و في هونغ كونغ، هناك الكثير من البنوك االتي لا تتقيد كثيرا بمبادئ التجارة ولا تسأل المودعين أي أسئلة إضافية (مقابل رسوم مناسبة)، و أيضا تساعد على تحويل المال إلى أي مكان في العالم

لنفترض أنك تعيش أو تعمل في الصين و ترغب في إخفاء رشوة كبيرة تلقيتها. أولا أنت بحاجة إلى أن تحولها من الين إلى أي من العملات الأجنبية بطريقة ما بحيث لن تعرف عنها الدولة. أسهل طريقة للقيام بذل أن تجد وكيلا في الصين القارية ، و الذي سيصرف النقود الخاصة بك على فيش الكازينو ويأخذ منك ما يصل إلى 20% من المبلغ.

ابحثوا عن كازينو سيغض النظر عن أنكم أتيتم بفيش خاصة بكم. يمكنكم هناك صرفها إلى دولارات أمريكية أو إلى العملة المتداولة في هونغ كونغ و التصرف بها كما يحلو لكم. يمكنكم وضعها في حساب في أي بنك في هونغ كونغ أو مشاورة محامي لقدر أكبر من الأمان. في ذلك الوقت سيقوم الكازينو بوضع فيشكم مع فيش المواطنين الملتزمين بالقانون وعقد محاسبة ب 1 مليون دولار كأنه الربح المدفوع.

سيكون على البنك الخاص بكم أو المحامي أن .يعيدوا تحويل المال الخاص بكم بطريقة صعبة على سبيل المثال، بعبور عدة حدود وطنية لأجل إخفاء الأثر تماما. في النهاية، يمكن أن يكون المال في صندوق إتئماني في أمريكا أو في منظمة دولية للهجرة قصيرة الأجل أو في شركة مسجلة في جزر كايمان و التي تنتمي إفي الأساس إلى جزيرة غيرنسي و التي فتح حسابها في لوكسمبورغ و يتصرف بها مصرفي من سويسرا، سنغافورة أو جزر الكاريبي، أوهذا المصرفي لم ير المالك الحقيقي قط.

هل رأيتم الرسوم الكاريكاتورية عن السنافر. كائنات زرقاء باعثة بشعور المودة إتجاهها من قبل العالم؟ توجد أيضا في عام المال "سنافر",،ولكن التعامل معها يتم بشكل مختلف. هكذا يسمون الناس العاديين الذين يستطيعون أن يتخلصوا من مال الناس الغير عاديين بسهولة .حيث يقومون بفتح مئات الآلاف من المساهمات الصغيرة و تحويل كميات صغيرة من المال دون التسبب في اشتباه كبير.

اعثروا على سنفور: رقم هاتفه أو بريده الإلكتروني و ناقشوا معه شروط الصفقة. على الأرجح سوف يطلب منكم السنفور بأن تجلبوا النقود إلى منزله (بالطبع ليس إلى الغابة السحرية، ولكن من يدري). ثم سيفتح السنفور حسابا في البنك وخلال عدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات سيقوم بزيادته تدريجيا. المبالغ لن تتجاوز المعقول ، كي لا يتسبب في شكوك من قبل البنك.

بعد الصبر لوقت معقول، إطلبوا من السنفور أن يسحب مبلغ معين، على سبيل المثال من أجل شراء شهادة مالية للتسوق.وهكذا لن ترجع هذه الأموال إليكم. و لكن تصرفوا بذكاء. من الأفضل أن تنقلوا المال عن طريق تحويل مصرفي إلى الخارج أو على حساب شركة وهمية.

من المفترض أن السنفور دائما تحت هدف الشك. لكنه لذلك يعد سنفورا. فإن تطوير الخدمات المصرفية عبر الإنترنت جعلت السنفرة أسهل و ربحية أكثر، وأكثر السنافر مغامرون يحولون مبالغ كبيرة و بذلك يقعون تحت الشك. لفترة طويلة في هونغ كونغ كان المساعد الأكبر في غسل الأموال، مراهق إسمه لوه دجونشن، الذي بدأ بمساهمة بمبلغ 500 دولار في بنك الصين. على مدى ثمانية أشهر قادمة فتح ما يقرب من 5000 إيداع وأجرى أكثر من 3500 خصما من الأموال عن طريق سنفرة الإنترنت، وهكذا نقل 1.67 مليار دولار إلى الخارج. في عام 2013 كشف أمره وحكم عليه بالسجن 10 سنوات.إنها انتكاسة كبرى ليس فقط بالنسبة للسنفور ولكن أيضا لعملائه.

في بعض الأحيان يعيش السنفور حياة بوهيمية و بذلك يكشف نفسه.كان مقيم آخر في هونغ كونغ، كارسون فيونغ، في آذار محكوم بالسجن لستة أشهر لأنه في الفترة من 2001 إلى 2007 قام بغسل 91.27 مليون دولار في حسابه المصرفي.و عندما سئل مصفف الشعر السابق من أين حصل على الكثير من المال الذي مكنه على شراء نادي لكرة القدم في برمنغهام سيتي، أجاب أنه اكتسب مئات الملايين من التداول في البورصة ومن صالونه للتجميل و من ألعاب القمار.

بالحقيقة إن الشركات الكبيرةلا تتعامل مع الكازينو و لا مع البنوك الغير معروفة أو الوكلاء أو السنافر.فهم ينفقون الملايين و المليارات من الدولارات في مجال المعاملات الغير معرضة للتحكم من قبل العملات، دون اللجوء الى خدمات البنوك و لا حتى عبر صرف المال.

تخيلوا أنكم مسؤول حكومي أو مسؤول في شركة و تريدون أن تكسبوا 1 مليون دولار من العقد الذي عقد بتكلفة مرتفعة مع شركة محلية أوأجنبية. تقومون بالتأكد من العقد، تتلقون الدفع و تكتبون فيه بضعة ملايين من الربح، و تضعون واحد منهم في جيبكم بهدوء.

يستطيع العميل أن يضع مليونكم في حساب خارجي و ستكون حصتكم فيه مخفية. الآن يمكنك التصرف بهذا المال بحرية. سيخصم قسم المحاسبة هذا المبلغ كتكلفة للإستشارة بشأن الضرائب في المعاملات الخارجية.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام هذه المليون لشراء أصول إقتصادية في الخارج، أو قد تقومون بشطبها تدريجيا كرواتب ومكافآت. كلا هاتين الطريقتين تعملان بشكل جيد.

وهو بالعكس تماما. بيعوا السلع أو خدماتكم لشركة أخرى بقيمة أقل من قيمتها الحقيقية. ثم أحصلوا على مليونكم من المال الذي حصلتم عليه مباشرة من الشركة التي تمت معها هذه الصفقة.اطلبوا أن تحول الإيرادات إلى حساب مجهول في الخارج أوإلى أي أصول أخرى حسب ما ترونه الأفضل.

الألماس أفضل صديق للفتيات... و للرجال الذين يرغبون في خداع الحكومة.

إذا كنتم لا تعرفون كيفية تحويل المليون دولار إلى الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يلاحظكم أحد، فهذه المعلومة لكم، والتي تسربت من بنك يو بي اس. يقال أن بعض الناس يقومون بشراء الألماس و ينقلونه بأنابيب معجون الأسنان. و عندما ينتهي "كولجيت" يباع الألماس في السوق السوداء.

طريقة أخرى لغسل المال هي نقله لحسابات غير موجودة. يقوم هؤلاء الأكثر تحفظا بتحويل المال إلى نوع من الطوابع البريدية التي يدفع من أجلها الخبراء أموال باهطة.

إعترف في مايو البنك المالي السويسري " كريدي سويس "، بتورطه في مثل هذه الأنشطة. كان البنك على وجه الخصوص، يدمر الوثائق والتقارير لأي معاملات أقل من 10ألاف دولار، من أجل مساعدة مواطني الولايات المتحدة بالهروب من الضرائب. دفع كريدي سويس لهذا، غرامة قدرها 2.6 مليار دولار، لكنه من غير المرجح أن هذا سيكون بمثابة درس للبنوك الأخرى.

يجدر على الذي يريد أن يحاول بنفسه أن يغسل الأموال بأن يستعجل لأن هذا الأمر سوف يتم إغلاقه.سوف تقوم جهات حرب الفساد الواسعة، التي تنشأ الآن في الغرب و قريبا في الصين، في وقت ما، بوقف عملية غسل الأموال. ولكن ليس غدا. اليوم، تقوم الحركات ضد الفساد بزيادة ثرائها.

حسب تقارير الأمم المتحدة أكبر مستورد للتبديل الأجنبي المباشر في عام 2013هي جزر فيرجن (بريطانيا) الأرخبيل الذي يبلغ عدد سكانه 23000 شخصا. هنا يفقد أثر التحويلات الخارجية بمجموع حوالي 92 مليار دولار، هذا أكبر من مقدار الاستثمارات الحكومية في الهند و البرازيل معا. من الملاذات الضريبية الرئيسية الأخرى جزر كايمان شتاين و موناكو وأندورا و فانواتو.

ولكن هذا لا يعني أن الأموال تبقى في الخارج إلى الأبد. في 2014، سبق مواطنو الصين الروس، بعدد الوحدات السكنية في نيويورك.يستخدم المال الغير قانوني في شراء القصور في لندن، اليخوت الفاخرة، السندات و العقارات والمشاريع في جميع أنحاء العالم.

هذا المال هو ملائم للاستثمار في الأسهم والسندات. بحلول عام 2012 حوالي 29% من إجمالي الاستثمار الأجنبي (الأسهم والسندات) في السوق المالية في الولايات المتحدة، سينتمي إلى الملاذات الضريبية. للتوضيح: تمتلك الصين فقط7 % من الأسهم.

ولكن الحقيقة هي أنه الآن البنوك التي على استعداد لتقديم المساعدة أصبحت أقل و التي تضمن ضمانا كاملا بعدم الكشف عن الهوية أقل أيضا وهذا سيؤدي إلى أن تقع أكبر السمكات في الشبكة. على سبيل المثال، حاليا، تجرى دراسة كبيرة في إسبانيا: وجهت تهمة اختلاس 5.56 مليون دولار( 4.2 مليون يورو) من مال الرعاية، للاعب كرة القدم المشهور، ليونيل ميسي ولوالده. لكنهم ينكرون الأمر تماما.

و الجزء الثالث من قصة السنافر سيكون الأفضل و سيتم عرضه في سنة 2016. الفلمان السابقان قد جمعا في العالم ما يقارب 1 مليار دولارلذلك يجدر بنا أن ننظر في مثل هذا الاستثمار .