المشاكل الاقتصادية ليست سببا للإنتحار
الصفحة الرئيسية اقتصاد

القروض المصرفية الخفية ظلت تنمو في الصين بسبب خفض عدد السندات المقبولة من قبل البنوك و القروض، واستمر هذا النمو أربعة أشهر.

كان خروج البنك المركزي في الصين إلى الساحة مسألة وقت فقط ، و في الجمعة 21 نوفمبر خفض و للمرة الأولى منذ عام 2012 ، فائدة القروض وبالتالي وفر مبالغ إضافية من السيولة "عالية الجودة" التي أدت إلى نمو السوق الأمريكية إلى أعلى مستوياتها التاريخية.

و لا تزال العديد من الأسئلة دون إجابة: على سبيل المثال، هل بمقدورالبنك الشعبي في الصين أن يحفز الإقتصاد ،بطريقة "الطلقات النارية"، الذي يتباطأ في جميع المجالات . على الرغم من الحديث عن تدفق الأموال الضخمة في الإقتصاد العالمي من خلال برامج التيسير الكمي، المبذولة من قبل البنوك المركزية المختلفة، قد نمى مجموع الأصول لأربعة أكبر بنوك مركزية بشكل أقل بكثير من إجمالي أصول البنوك الصينية في نفس الوقت. القوا نظرة على الجدول الذي رسم في الربع الثالث من عام 2013:

وبعبارة أخرى، على الرغم من كل الحديث عن البنك الإحتياطي الفيدرالي، بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي، كان ينبغي تركيز الإهتمام على الصين و نمو قروضها.

إذا أخذنا الإحصاءات الإقتصادية بعين الإعتبار ، فما هو الذي يحدث في الصين بالفعل ؟

يمكن العثور على الإجابة في هذه المقالة في وول ستريت جورنال من المراسل بوب ديفيس الذي أكمل أربع سنوات عمل في في الصين في الإسبوع الماضي وسمح لنفسه قليلا من الحرية في كلماته الأخيرة.

يكتب:

في عام 2011 عندما كنت أغطي الوضع الإقتصادي في البلاد من بكين، جاءت الصين في المرتبة الأولى في العالم من حيث التجارة و سبقت الولايات المتحدة الأمريكية، و أصبحت ثاني إقتصاد في العالم قبل اليابان. يقول الخبراء أن تمركز الصين في المركز الأول من حيث الناتج المحلي الأجمالي هو مسألة وقت فقط. و لكن نستطيع أن نستنتج وفقا لملاحظاتي الخاصة، أن ما نشهده هو غروب للمعجزة الإقتصادية الصينية. نرى إعتماد نجاح إجراءات الصين على فقاعة الديون المتنقلة في السوق العقارية والفساد الذي يعم بسبب الإنفاق الحكومي.ليس بالضرورة أن تكون رافعة البناء رمزا للإنتعاش الإقتصادي، يمكنها أن تكون أيضا رمزا للإقتصاد المؤدي إلى الجنون".

يغادر ديفيس البلاد من دون تفاؤل بشأن نمو الإقتصاد:

"ستسألونني: لماذا أنا أترك الصين بعد أربع سنوات قضيتها هناك متشائما بشأن مستقبل الإقتصاد في هذا البلد ؟ عندما وصلت كان الناتج المحلي الإجمالي للصين ينمو بنسبة 10% سنويا، و استمر هذا لنحو 30 عاما، وهو في حد ذاته أمر غير مسبوق في تاريخ الإقتصاد الحديث. لكن الآن، ينخفض النمو ب7%. يحذر رجال الأعمال الغربيون والإقتصاديون الأجانب في الصين، من أن البيانات الإحصائية الحكومية عن الناتج المحلي الإجمالي، هي دقيقة كمؤشر للإتجاه فقط، أما إتجاه إقتصاد الصين يتجه إلى الأسفل بشكل مطرد.و أهم الأسئلة هي بأي سرعة و بأي عمق".

وإستخدمت الولايات المتحدة وأوروبا أساليب مشابهة إلى حد كبير بإستخدامها ل "البيانات التقديرية" التي جعلت الصين هدفا لكل النكت الإقتصادية في العقد الأخير: كم من الوقت سننتظر قبل أن تنجبر الولايات المتحدة على الإعتراف بأن نمو إقتصادهم أيضا مهزوز ؟

ولكن نعود مرة أخرى إلى الصين : هنا بعض حجج ديفيس في تأكيد حقيقة أن الصين التي كانت تؤدي دور القطار العالمي المليء بالديون بعد انهيار بنك ليمان براذرز في وقت إنزلق فيه باقي العالم المتقدم إلى الاكتئاب، قد تمكنت من تحقيق النمو و الآن تخاطر بأن تصبح ثقلا على كل من البلدان المتقدمة والنامية في العالم:

  • "معظم المدن الصينية التي زرتها، محاطة بمجمعات سكنية واسعة فارغة تظهر فقط في الليل تحت الأضواء المتلألئة في الطوابق العليا. كان هذا بارزا أكثر في رحلات إلى ما يسمى بمدن المستويات الثالثة والرابعة - و هي عبارة عن 200 مدينة يتراوح عدد سكانها ما بين 500 ألف إلى عدة ملايين، حيث لا يأتيها زوار كثيرون من الغرب ال1ين يقتنون 70% من العقارات السكنية في الصين.
  • على سبيل المثال، إستطعت أن أرى من نافذة الفندق في شمال شرق المدينة الصينية ينغكو مباني بشقق كثيرة فارغة، تمتد لعدة أميال وعددا قليلا من السيارات على الطريق. جعلني هذ أفكر في عواقب انفجار قنبلة النيوترون ، ظلت المباني قائمة، ولكن لا أرى ناسا في اي مكان.
  • دفع حق الإزدهار بديون نقدية بما في ذلك الديون الحكومية و ديون المطورين لكل الصناعات الممكنة. وفقا لصندوق النقد الدولي، تراكمت الديون بسرعة تراكمها في الصين خلال 5 سنوات في أربع دول فقط خلال الـ 50 سنة الماضية. تواجه كل الدول الأربعة - البرازيل وإيرلندا و إسبانيا والسويد، أزمة مصرفية في غضون ثلاث سنوات من بعد نمو الائتمان السريع .
  • لقد إتخذت الصين طريقة اليابان و كوريا الجنوبية:إستعملت التصدير للخروج من الفقر. إلا أن الآن تطور الصين السريع يبدأ يعيقها . إذا كانت الصين هي بالفعل أكبر مصدر في العالم فعلى أي نمو تجاري إضافي مع الولايات المتحدة وخاصة أوروبا يمكن أن تعتمد؟ هل ستحول الإقتصاد إلى الإبتكار ؟ هذا هو شعار كل البلدان المتقدمة، ولكن يوجد لدى منافسي الصين ميزةهامة : وهي أن قوتهم الإجتماعية تشجع على حرية الفكر والمعتقدات.
  • يعاني القادة الصينيون حتى من صعوبات في تنفيذ تعليماتهم. لقد ذكرت في وقت سابق من هذا العام خطة الدولة لحل المشاكلة بسيطة: الحد من فائض إنتاج الصلب في مقاطعة خيبي التي تحيط ببكين. تنتج هذه المقاطعة بنفسها نفس كمية الفولاذ الخام التي تنتجها الولايات المتحدة، ولكن الصين ليست بحاجة إلى مثل هذه المبالغ، ناهيك عن الملوثات التي تنتشر بسماء بكين. تدخل شي جين بينغ وحذر المسؤولين المحليين بأنه سوف يتم الحكم على عملهم ليس فقط بناء على نمو الناتج المحلي الإجمالي ولكن أيضا في تحقيقهم للأهداف البيئية.
  • عقد في نهاية عام 2013 في خيبي حدث يسمى "عملية يوم الأحد".أرسل المسؤولون فرق من المفجرين لهدم الأفران العالية، وكانت هذه لقطات ممتازة لنشرات الأخبار المسائية. لكنه إتضح أن مصانع الصلب المفجرة كانت لا تعمل منذ وقت طويل و تدميرها لم يؤثر على الإنتاج. يمكن لصناعة الصلب في الصين أن تحقق رقما قياسيا في حجم الإنتاج لهذا العام.
  • أصبح الوضع صعبا لدرجة أنه في هذا الصيف أحد المستثمرين في عمر متوسط ، هدد بالإنتحار أمام الجميع بسبب مخاوفه ألا يكون قادرا على دفع الفائدة على القروض. بعد ظهور قصص مشابهة من مواطنين يائسين قامت السلطات بتذكير الناس أن القفز من فوق الأسطح محظورقانونيا".

وبعبارة أخرى، لقد إنتهت معجزة النمو الاقتصادي الصينية ولكن هذا ليس سببا للإنتحار.

لعل السوق قد إستعجلت عندما رحبت بإجراءات البنك المركزي الصيني، ولكن يوجد أمام الصين طريق صاعد طويل و مؤلم جدا و ستقع مسؤولية الحفاظ على نمو الإقتصاد العالمي في حال حصول إكتئاب تالي على أمريكا. يمكن فقط أن نأمل بأن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على التعامل مع هذه المهمة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق