السعودية لا تخشى هبوط سعر النفط
Heinz-Peter Bader/Reuters
الصفحة الرئيسية اقتصاد

المملكة العربية السعودية وهي أكبر مصدري النفط بين بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، سوف تضع نصب أعينها خلال اجتماع المنظمة تخفيضات الإنتاج المحتملة في استخراج النفط الصخري المتنامية في الولايات المتحدة الأمريكية.

يقول المحللون أن المملكة تحب أن ترى منتجي النفط الصخري، فضلاً عن بعض أعضاء الكارتل، يعانون من انخفاض الأسعار، وسوف تقاوم الضغوط الرامية لتخفيض الإنتاج وزيادة أسعار النفط.

هبط سعر برميل النفط الخام بحوالي الثلث منذ يونيو فوصل إلى ثمانين دولاراً في سوق تتصف بتزايد التنافس.

بقي وزير النفط السعودي علي النعيمي صامتاً فيما يخص نوايا حكومته. ونقلت وكالة Dow Jones Newswires عند تعليقه رداً على الأسئلة حول العرض والطلب في الحاضر: «وهل هذه أول مرة تحدث فيها زيادة العرض؟».

إلا أن نظيره العراقي عادل عبد المهدي وصل إلى فيينا ليطالب باتخاذ الإجراءات معتبراً الهبوط الحاد للأسعار «غير مقبول».

يقول المحللون أن المملكة لديها قوة كافية لتحمُّل انخفاض الأسعار.

إذ يقول الاقتصادي السعودي عبد الوهاب أبو داهش: «تسعى المملكة العربية السعودية إلى إزاحة منافسيها من منتجي النفط الصخري من السوق».

ويتابع في تصريحه لوكالة AFP: «قوتهم المالية تسمح لهم بالثبات سنتين إلى ثلاث سنوات».

انهارت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات نتيجة عوامل عديدة بينها فتور الطلب مع تباطؤ الاقتصاد العالمي والزيادة السريعة في إنتاج النفط الصخري وغيره من أنواع النفط غير التقليدية وارتفاع سعر الدولار.

استمرار هبوط أسعار النفط

هبطت أسعار النفط يوم الإثنين وسط الشكوك باحتمال أن تتحرك أوبك جدياً لرفع الأسعار. وهبط مؤشر أسعار نفط West Texas Intermediate في يناير بمقدار 73 سنتاً إلى 75.78 دولاراً للبرميل في بورصة نيويورك التجارية. بينما هبط سعر نفط Brent الأوروبي ليناير بمقدار 68 سنتاً إلى 79.68 دولاراً للبرميل في لندن.

رئيس روسيا فلاديمير بوتين (في اليسار) والأمير سلمان بن عبد العزيز (في اليمين) يتحادثان بوساطة مترجميهما خلال الجلسة العامة في قمة قادة مجموعة العشرين في بريزبين، 15 نوفمبر 2014

ومع أن المملكة العربية السعودية وجيرانها الخليجيون، الإمارات العربية المتحدة والكويت يستطيعون تحمل تخفيض الإنتاج، يقول فهد التركي رئيس الدراسات والأبحاث في شركة جدوى للاستثمار في العاصمة السعودية: «لا أعتقد أنهم سيخفضون الإنتاج، وذلك خوفاً على خسارة حصتهم من السوق».

تشير الأرقام من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى انخفاض صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة بحوالي 30٪، من 1.25 مليون برميل يومياً في يوليو إلى أقل من 900 ألف برميل يومياً في أغسطس، مع أنها لا تزال تحتل المرتبة الثانية بعد كندا بين مزودي الولايات المتحدة.

قامت المملكة بخفض أسعار النفط الخام المباع في سوق الولايات المتحدة مما أدى إلى انهيار الأسعار العالمية بحوالي دولارين في بداية نوفمبر.

الدفاع عن حصة السوق في الولايات المتحدة

يرى المحللون أن تحرك السعوديين يرمي إلى التشبث بحصتهم في سوق أمريكا الشمالية في وجه النفط الأدنى سعراً من حقول النفط الصخري الأمريكي.

رفعت المملكة العربية السعودية أسعار النفط المباع في أسواق آسيا والمناطق الأخرى، لكنها على ما يبدو «تركز أكثر على الدفاع عن حصتها من السوق في الولايات المتحدة»، وفق رأي محللي Commerzbank.

تصدّر المملكة ثلثي نفطها الخام إلى آسيا، ولكن شوهد في هذه السنة هبوط في حصصها في السوق في الصين والهند، حسب قول المحللين من مقدم معلومات الطاقة العالمي Platts.

ضخت الأوبك 30.6 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي متجاوزةً هدفها المحدد بـ30 مليون برميل يومياً، وفق وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الأعضاء في مجال سياسات الطاقة.

وبلغت حصة المملكة العربية السعودية في الإجمالي السابق 9.6 مليون برميل يومياً وفق البيانات التي توردها الأوبك.

يتوقع بعض المحللين أن يستبقي أعضاء الأوبك الاثنا عشر على سقف الثلاثين مليون برميل يومياً في فيينا.

السعوديون «مسرورون»

قال التركي: «أظن أن المستفيدين الوحيدين من تخفيض إنتاج النفط هم منتجو النفط الصخري الذي يخسرون أموالهم الآن بعد انخفاض أسعار النفط إلى ما دون التكلفة الحدية».

أدت الابتكارات التكنولوجية إلى إطلاق استخدام موارد النفط الصخري في أمريكا الشمالية رافعةً الإنتاج اليومي من النفط في الولايات المتحدة بأكثر من 40٪ منذ سنة 2006، إلا أن تكلفة الإنتاج قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف تكلفة استخراج النفط في الشرق الأوسط.

وقال التركي أن في حال انخفاض الأسعار إلى 70 دولاراً «نظن أن مسألة إمكانية بقاء منتجي النفط الصخري في السوق ستغدو مشكوكاً بها». وقال أن المملكة لا تحتاج إلى إجراء تخفيضات كبرى في الإنتاج لأن استمرار انخفاض الأسعار سيزيح منتجي النفط الصخري من السوق فيقلل من زيادة العرض فيرفع الأسعار.

يقول:

«لذا أعتقد أن المملكة العربية السعودية مسرورة برؤية هذه النزعة».

بدورهم يقولون المحللون البريطانيون في Capital Economics أن المملكة العربية السعودية «في وضع أقوى بكثير» من أغلب أعضاء الأوبك الآخرين، ومن المرجح أنها ستعارض الضغوط الرامية إلى خفض الإنتاج.

وأردفوا: «يمكن أن تعتبر المملكة العربية السعودية أن انخفاض أسعار النفط لصالحها على المدى الأبعد» لأنها تعزز الطلب على النفط.

وأوردوا في في بيان موجز: «عدا ذلك يمكن أن يسبب هذا مصاعب لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، ومن المرجح أن السعوديون مرتاحون لوقوع خصومهم من منتجي النفط في الشرق الأوسط تحت ضغوط».

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق