في 22 أكتوبر1981 كانت ديون الحكومة الأمريكية 1 تريليون دولار. استغرق تراكم هذا المبلغ المذهل 74984 يوما (205 سنوات).استغرق تراكم الترليون الثاني خمس سنوات فقط. وصلت ديون الولايات المتحدة الأمريكية في يوم الجمعة الماضي إلى 18 تريليون دولار و تراكم التريليون الأخير خلال أقل من سنة. هناك الكثير من التضليل و الدعاية فيما يخص هذه الأرقام. يفضح المستثمر الدولي ورجل الأعمال سيمون بلاك أكثر الإدعاءات كذبا حول الديون الأميركية:
يمكن للسياسيين أن يسيطروا على الديون
هذا كذب. يؤكد السياسيون منذ عقود أنهم سيقللون من التكاليف وسيسيطرون على الديون. وها هي الحقائق:
- تم خفض الديون الوطنية للولايات المتحدة آخر .مرة في عام 1957 بإدارة أيزنهاور
- في السنوات القليلة الماضية أنفقت الحكومة الأمريكية ما يقارب 90% من كل عائدات الضرائب لبرامج الدولة و الفوائد على الديون الملتزمة.
و هذا لا يترك سوى القليل من الموارد من أجل الإجراءات الإدارية المتوقعة عادة من الحكومة.
"ندين لأنفسنا"
ولعل هذه هي أكبر كذبة. على سبيل المثال لدى اثنين من صناديق الضمان الإجتماعي (OASI و DI) سندات بمبلغ 2.72 تريليون دولار. تدين الحكومة هذا المال للمستفيدين الحاليين والمستقبليين من الصناديق الاجتماعية ، أي لكل مواطن في الولايات المتحدة. هل من الأفضل أن تعلن الحكومة نفسها مفلسة أمام المواطنين أم أمام البنوك مثلا ؟
تستطيع الولايات المتحدة دائما أن تعلن "الإفلاس الإنتقائي" عن سداد الديون
وهذه كذبة أخرى.يعتقد الناس أن الحكومة يمكنها أن تختار من الذي تدفع له. قد تطبق على سبيل المثال قانونا ضد الصين ثم تعلن عن إفلاسها ب 2 تريليون دولار من الديون الصينية. افتراض مثير للإهتمام. ولكن هذا سيسبب عاصفة في السوق المالية العالمية و يدمر بقايا الإيمان في جدارة الولايات المتحدة الائتمانية.
البعض يقترح أن يعلن عن تخلف انتقائي للبنك الإحتياطي الفيدرالي، الذي يملك 2.46 تريليون دولارا من الدين الأمريكي. نعم إن هذا ممكن. ولكن نظرا إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي هو مصدر الدولار فسوف يصبح على الفورغير قادرا على الدفع، وستؤدي أزمة العملة إلى كارثة.
المهم هو صافي الدين فقط
يأخذ المحللون في كثير من الأحيان بعين الإعتبار صافي الدين العام و ليس الدين الإجمالي. إذا كان لديك مليون دولار من الدين و مليون دولار نقدا فصافي الديون سيساوي الصفر. المشكلة هي أن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي عملة ورقية.في يوم الجمعة الماضي بدأت الخزينة الاتحادية يومها ب 71.9 مليار دولار و هذا هو فقط 0.39% من إجمالي الدين. حتى شركة أبل لديها مالا أكثر من ذلك على حسابها.
سيتمكنون دائما من حل المشكلة عن طريق رفع الضرائب
لا، لن يتمكنوا.القي نظرة على الأرقام. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، تشكل الإيرادات الضريبية في الولايات المتحدة حوالي 17% من الناتج المحلي الإجمالي بشكل ثابت.
يمكنها أن ترفع معدلات الضرائب ولكن ذلك لن يزيد من مجموع عائدات الضرائب كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
وبعبارة أخرى فإن حصة الحكومة سوف تبقى على حالها. ستقول أنه إذا كانت الزيادة في معدلات الضرائب لن تعطي النتيجة المرجوة ، فمن الضروري أن تفعل الحكومة شيئا لتساعد نفسها على زيادة حصتها .ليذهب كل شيء إلى الجحيم. سنزيد صصنا كما نريد!
ولكن هذا أمر مستحيل. يجب على الدولة أن تنظم كل جانب من جوانب الحياة: أين سيتم تعليم الأطفال، الغذاء الذي يأكل و النسبة المئوية المأخوذة من المساهمة. كل هذا يتطلب الوقت والمال و هي حرب لا منتهية من القنابل، الطائرات بدون طيار و الهجوم الجوي.لاتكون المشكلة في فرد واحد أو في رئيس الولايات المتحدة. المشكلة في النظام. ويظهر التاريخ أن كل قوة عظمى لديها نفس المصير. تعتقد القوى العظمى في كثير من الأحيان أن السلطة والثروة تسمح لها بإنفاق الموارد والإسراف في الحرب بتهور. الإمبراطورية الرومانية، الإمبراطورية العثمانية وبريطانيا هي أمثلة على ذلك. التاريخ لا يعيد نفسه ولكنه من المؤكد مثال. الدرس واضح: تضعف الديون الأمة والمجتمع.
إن جيل الناس الذي سوف يولد في المستقبل، يحملون عبء الديون من الآن. يشعر المسؤول عن النظام الحالي بأنه محاصر و لا خيار له سوى إعلان الإفلاس أمام الدائنين (الأزمة المالية العالمية) أمام البنك المركزي (أزمة العملة)و المواطنين (أزمة إجتماعية عظمى).
تلخيصا لذلك: إذا لا تتمكن من تجنب تأثير أزمة الديون في الولايات المتحدة الأمريكية ، فحاول الحد من إعتمادك على الأحداث اللاحقة.