رئيس الوزراء شينزو آبي هو قائد عالمي بالمرتبة الأولى!
الصفحة الرئيسية اقتصاد

الكاتب: Noah Smith

كنت أحس بعدم الثقة تجاه شينزو آبي أثناء حكمه الأول الكارثي كنت وقتها مقيما في اليابان وحينها توقفت عملية الإصلاح من قبل دزونيتيرو كويزومي ما أدى إلى عودة تلك الأيام السيئة من التسعينات عندما تسببت التغييرات في الحكومة بشلل اليابان سياسيا واقتصاديا.

عندما استعاد آبي السلطة في 2012 اعتقدت أنه سيحاول "إقناع" الين الياباني و سيحاول رفع السوق قليلا للحصول على الدعم من المجتمع لإعادة مراجعة الدستور الياباني. اعتقدت أنه كان سيرمي اللحوم إلى أنصاره في الحزب اليميني و يتجاهل حقيقة أن الاقتصاد الياباني يتحضر و المشاكل الاجتماعية تنتظر حلا منذ فترة طويلة.

آخ كم كنت مخطئا، كم كنت مخطئا.

اسمحوا لي أن أقول الحق. شينزو آبي الآن هو أكثر قائد وطني فعالية في العالم. لم أعتقد أبدا بأنني سأقول ذلك ، ولكن شينزو آبي هو مثال كيف يجب أن يتصرف بقية العالم.

لا، لم يتجاهل شينزو آبي الاقتصاد.قام آبي بدعم من المستشار الاقتصادي كويتشي خمادة و رئيس البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا بتنظيم أول أكبر صك نقدي في تاريخ العالم. اتخذ إتجاها معاكسا لأوروبا وعلى نقيض الولايات المتحدة أظهر للجميع أن مبدأ النقدية ليس تدبيرا مؤقتا. و كنتيجة خرجت اليابان من الانكماش. ارتفعت السوق و ازداد النمو وحتى الأجور بدأت في الارتفاع.

وبهذا الشكل و على عكس الجميع الآخرين استمع آبي إلى ميلتون فريدمان. وبدت النتائج جيدة. يجدر للإحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة أن ينتبه لما يحدث في اليابان، بينما تفكر هي بطريقة سريعة للحد من تضخيم الاقتصاد بالمال.

وكانت السياسة النقدية هي البداية فقط "لإعصار آبي". إن المشكلة الاجتماعية الرئيسية في اليابان هي دور المرأة.حيث هناك تحيزا جنسيا أسطوريا، تعمل الملايين من النساء اليابانيات بدوام غير كامل كما استبعدن من مجال العمل، و كبديل يتم دفعهن إلى الأدوار التقليدية في المجتمع وتربية الأطفال. يشتهر حزب آبي بالتحيز الجنسي ولكن من اللحظة التي أصبح فيها أبي رئيسا للوزراء أصبح قائدا متحيزا للنساء.

يتحدث آبي عن حاجة المرأة في حقوق متساوية في العمل و هذا ليس بشيء قليل في دولة تستمع إليها الشركات الكبري. يقول المعارضون أن كل ذلك هو كلام فارغ، لكن الكلام لا يكون فارغا أبدا وخاصة عندما تقال أشياء لم تقال من قبل أحد من قبل. و يطبق آبي كلامه عن طريق إجراء مجموعة من التدابير التي من شأنها أن تزيد رياض الأطفال والحضانة للمرأة العاملة.

حتى الآن أنا بالفعل أرى تغييرات. منذ 10 سنوات عندما كنت أعيش في اليابان، كان الناس يقولون أنه لن يتغير شيء بالنسبة للمرأة وأن معاملة النساء كصنف ثان هو جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية. الآن عندما أزور اليابان يقول الجميع أن دور المرأة قد تغير ويوافقون أنه حصل هذا بفضل شينزو آبي في المقام الأول.

ولكن هذه هي البداية فقط. نقل شينزو آبي اهتمامه إلى خفض الضرائب على أرباح الشركات. وأرباح الشركات في اليابان تساوي ضرائب الولايات المتحدة إحدى أعلى المعدلات في العالم.

يستثمر صندوق التقاعد الدولي على الأغلب جزءا كبيرا من أمواله في أصول يعد الاستثمار فيها مجاذفة لكنها ربحية ( يشبه صدى فشل خطة التأمين الاجتماعي لبوش).قام آبي بعدد من المحاولات في التحرير لكن حتى الآن دون جدوى. وهو يحاول دفع اليابان إلى الانضمام إلى الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية عبر المحيط الهادئ لأن ذلك سيقلل من الحواجز التجارية. وهو يحاول محاربة البيروقراطية اليابانية الراسخة. حتى أنه اقترح أن تستقبل اليابان 200 ألف مهاجر في السنة من أجل زيادة القوى العاملة. أما بخصوص السياسة الخارجية فآجأني آبي أيضا . قام آبي كونه قومي بزيارة ياسوكونيمكان دفن أكثر من ألف مجرم حربي وبذلك أفرح الجناح اليميني و تسبب في غضب الصين وكوريا الشمالية. ولكن يبدو أن قوميته أصبحت تتحول إلى شيء شبيه باليبرالية العالمية.. وهو يدعم مختلف الدول الآسيوية الصغيرة التي قادها عدوان الصين إلى بحر الصين الجنوبي. وبدلا من أن يكون مدافعا عن الإمبريالية اليابانية القديمة يدافع عن حق القانون و حرية البحار.

المدون مايكل تسوتسك الذي يعرف بنصوصه الحرجة عن السياسة اليابانية يسمي آبي بالرمز الليبرالي المثالي. يكتب: " شينزو آبي على ما يبدو ينبغي أن يعتبر رمزا لليبرالية في العالم". أعتقد أن آبي هو بمثابة إجابة اليابان لرونالد ريغان المغرور القومي الذي يريد تقليص دور الحكومة والذي يبقى واقفا عندما يسخر منه معارضيه. وعلى عكس ريغان فإن آبي هو داعم للنساء بطريقة غير مشروطة.

و هذا هو ما يميز شينزو آبي بالمقارنة مع قادة اليابان السابقين. يمكن مسامحة أولئك منا الذين اعتقدوا أن اليابان لن تتغير أبدا.كانت السياسة اليابانية في بعض الأحيان مماثلة للفيلم "حافة الغدل" حيث كل شيء يتكرر ويبدو أن الأخيار لن يفوزوا أبدا. كويزومي كان مختلفا و لكنه فشل. وأخيرا يستمر ربيب كويزومي ويكمل العمل الذي بدأه معلمه قبله.

على بقية العالم أن يكون أكثر حذرا. لأول مرة في 25 عاما يمكن أن تكون اليابان على رأس المجتمع الدولي. هذا لا يزال بعيدا المنال ولكن كاتب هذه السطور يؤمن في شينزو آبي على الأقل.

مترجم من موقع www.bloombergview.com

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق