أصبحت أسعار النفط من أهم المواضيع التي يطرحها العالم اليوم بالمقارنة مع فترة الصيف حيث كان الجميع يقلقون بسبب الارتفاع المفاجئ ونمو أهم مؤشرات الأسهم الأمريكية. ولكن هناك مجال آخر يحتاج إلى دراسة مفصلة واهتمام مباشورهو سوق السندات الحكومية.
انخفضت ربحية السندات الحكومية الطويلة الأجر لمدة 10 و30 سنة كثيرا خلال الأسبوع الماضي. تدل هذه التقلبات على خوف متزايد عند المستثمرين الذين يسعون إلى الحفاظ على رأسمالهم عن طريقة استثماره في أكثر أدوات السوق الاستثمارية موثوقية.
وفي الجمعة الماضية انخفض مستوى ربحية السندات الحكومية الأمريكية الطويلة الأجل لمدة 30 سنة إلى أدنى مستوياتها 2.76% منذ نهاية عام 2012.
أما ربحية السندات الحكومية الأمريكية الطويلة الأجل لمدة 10 سنوات فكانت على مستوى يقارب 2.09%.
اذكروا تداولات البورصة في 15 أكتوبر حيث هبطت ربحية السندات الحكومية الأمريكية الطويلة الأجل لمدة 30 سنة إلى مستوى 1.86% وربحية السندات الحكومية لمدة 10 سنوات إلى 2.14%. يدل كل ذلك على أننا سوف نشهد تجديدا لأدنى مستويات القيمة للسندات الحكومية في هذا العام، أليس كذلك؟
وخلافا لسوق الأسهم التي تتسم باهتمام المستثمرين المتزايد في فترات نمو سعر الأوراق المالية تشهد سوق السندات الحكومية الأمريكية ازدياد الطلب من قبل المستثمرين في فترات خفض ربحيتها.
ويجب الملاحظة أن سوق الأسهم دائما تجذب الكثير من الاهتمام من المستثمرين في كل أنحاء العالم ولكن ما يجري حاليا في سوق السندات الحكومية يجبرهم إلقاء نظرتهم إلى هذه التغيرات والتقلبات التي من البديهي تشير إلى زيادة القلق حول الآفاق القصيرة المدى ليس فقط لاقتصاد الولايات المتحدة فحسب، بل لأكبر اقتصاديات العالم.
حيث توجد هناك اعتبارات أخرى في هذا الشأن.
يعتقد السيد جيف هوندلاخ من شركة DoubleLine أن ربحية السندات الحكومية الأمريكية لا يمكن أن تنمو لأن السندات الحكومية الأوروبية استقرت اليوم على مستوى أدنى بكثير بالمقارنة مع مستوى سندات الولايات المتحدة. ويضيف السيد هوندلاخ قائلا ما يلي:
"من الصعب جدا أن أتصور أن السندات الحكومية الأمريكية بإمكانها أن تشهد نموا في حالة انخفاض ربحية السندات الحكومية الإسبانية الطويلة الأجل لمدة 10 سنوات إلى مستوى أدنى من 2%".
ومع ذلك يتم تحديد سعر السندات الأمريكية على أساس توقعات التنبؤات الاقتصادية حول النمو الاقتصادي و مستوى معدلات الفائدة ووتيرة التضخم. نعم، نرى انخفاضا فويا لأسعار النفط وهذا بؤثر تأثيرا كبيرا على تباطؤ وتيرة التضخم و من المفروض أن تنخفض ربحية السندات الحكومية على خلفية هذه الظروف.
كما تقول المقولة المعروفة في عالم الأسواق المالية: "السندات الحكومية لها الحق دائما".