انتهت جلسة التداول الآسيوية يوم الأربعاء 17 ديسمبر بانخفاض أسعار نفط الأصناف الأمريكية، وبلغت الأسعار الأولية لنفط فئة Brent أقل من 60$ وسط توترات في انتظار نتائج اجتماع المجلس الإحتياطي الفدرالي يوم أمس. ما هي آمال المحللين؟
توقعت السوق أنه عند الانتهاء من الاجتماع الذي يستمر يومين سوف يغير البنك الاحتياطي الفدرالي بعض صياغات الوثيقة النهائية التي من شأنها أن تشير إلى بداية الزيادة المحتملة لأسعار الفائدة في منتصف عام 2015 في السوق. أسواق السلع الأساسية التي كانت تساعدها في نموها في السنوات الأخيرة سياسة الولايات المتحدة حول التسهيل الكمي، قد تبدأ في الشعور بالضغط بسبب تشديد موقف البنك الاحتياطي الفدرالي. ويتوقع المحللون أيضا مراجعة توقعات نمو الناتج المحلي الاجمالي الأمريكي صعودا رداً على انهيار أسعار النفط.
منذ شهر يونيو، انخفضت أسعار النفط بمقدار النصف تقريبا بسبب زيادة العرض على الطلب المتنامي بضعف شديد. بلغ سعر نفط نوع Brent و هوالمؤشر العالمي للنفط الثلاثاء أقل من 60$ للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2009.
انخفضت يوم الأربعاء في بورصة لندن للعقود الآجلة ICE معدلات Brent مع تصدير فبراير بنسبة 0.62$ إلى معدل 59.39 $. و تباع في بورصة نيويورك التجارية، العقود الآجلة لصنف Light لينايراليوم ب54.95$، مما يدل على تراجع بمعدل 0.98$ أثناء التداول الإلكتروني في Globex.
حدث انخفاض الأسعار بعد أن كشف معهد البترول الأمريكي مساء يوم الثلاثاء البيانات الغير متوقعة لنمو احتياطيات النفط بمقدار 1.9 مليون برميل خلال الأسبوع. يوم أمس كان المستثمرون ينتظرون نشر بيانات أكثر دقة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) . وتوقع المحللون انخفاضا في المخزونات بمقدار 1.9 مليون برميل.
و تعاني أسعار النفط أيضا من الضغط بعد انضمام روسيا إلى قائمة الدول المنتجة للنفط التي رفضت خفض معدل الإنتاج. يوم الثلاثاء، أعلنت روسيا أنها سوف تحافظ على المستوى الحالي للإنتاج في العام المقبل، و أحد الأسباب يرجع إلى توقيع عقود لتوريد النفط لمنطقة آسيا - الصين والهند.
ويشير محلل سيتي بنك تيم ايفانز أنه بعد تصريحات روسيا و هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، وكذلك بسبب رفض أوبك في نوفمب لاختصار حصص الإنتاج، لا يملك أحد الآن معلومات بشأن مدى انخفاض الأسعار، وعلى أي مستوى سيتحقق الاستقرار في السوق .
يشير إيفانز أيضا إلى أن انهيار سعر صرف الروبل يؤدي إلى إنخفاض في تكلفة إنتاج النفط الروسي بالدولار، مما يساعد روسيا على المنافسة مع غيرها من المنتجين في العالم.
تقع سوق النفط العالمية تحت ضغط الإفراط في إنتاج النفط، وخصوصاً بسبب النمو الهائل لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. بعد تراجع في الأسعار هناك خطر أن المنتجين ذات التكاليف العالية سيتم ازاحاتهم من السوق.
يتوقع محلل Deutsche Bank زيادة معروض النفط على الأقل في الأشهر الستة المقبلة، ومع ذلك، فإن الأسعار ستنخفض إلى 40$ للبرميل، و هذا إذا تباطأ النمو الاقتصادي العالمي بشكل كبير. ويقدر محللون البنك نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3.6٪ في العام المقبل.