بين أوروبا و إفريقيا
REUTERS/Jesus Blasco de Avellaneda
الصفحة الرئيسية اقتصاد

على بعد 200 كم فقط من الشواطئ السياحية المشمسة في جنوب اسبانيا حيث يقضي العديد من الأوروبيين عطلة عيد الميلاد، تنمو على حدود أوروبا مع إفريقيا أزمة عنف.

كل أسبوع يحاول المئات من الأفارقة تسلق الأسوار المرتفعة التي تحيط سبتة ومليلية وهما مقاطعتان إسبانيتان في شمالي المغرب.

يجلس المهاجرون المحتملون على السور بالقرب من بني أنصار. مليلية، المقاطعة الإسبانية في شمال أفريقيا، 28 مارس 2014

يصاب العديد من المهاجرين و أفراد الأمن بجروح، بينما يحاول الجيش المغربي من جهة وبضعة فصائل من الشرطة الإسبانية من جهة أخرى إيقافهم.

حكمت إسبانيا هاتين القطعتين من الأراضي التي بالكاد تبلغ مساحتها 30 كم مربعا لمئات السنين على الرغم من إدعاءات المغرب،.تصر الدولة الأوروبية على أنه لديها الحق في حماية الأراضي و170 ألف مواطن ممن يعيش عليها، على وجه الخصوص، من المتطرفين الإسلاميين العابرين للحدود المغربية. ولكن هذا يصعب على إسبانيا.

دخل تقريبا 4.7 ألف مهاجر غير شرعي إلى العاصمة الإسبانية في هذا العام وحدها. كما ذكرت وزارة الداخلية، وبلغ عددهم في 2013 ثلاثة آلآف فقط.

قال عبدالملك آل باركيني، ممثل الحكومة الإسبانية في مليلية :

"نحن في حالة من الضغط الكبير. لا تؤثر مشكلة المهاجرين في مليلية على إسبانيا و المغرب فقط. إنها مشكلة تخص جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي".

تحتاج قوة الأسد

تقع سبتة على مساقة 24 كيلومترا من جبل طارق عند أبواب البحر الأبيض المتوسط، وتقع مليلية على بعد 225 كيلومترا إلى الشرق. نشرت في هاتين المنطقتين 600 وحدة درك لحماية الحدود أو بالأحرى شيدت الأسوار.

وفقا للحكومة الإسبانية في هذا العام تمت محاولة اقتحام سياج ثلاثي بطول 6 أمتار حول مليلية من قبل ما يقارب 20 ألف مهاجر.

يقول أبو دياريسو شاب نحيف يبلغ ال 22 سنة من العمر من ساحل العاج الذي تمكن من الوصول إلى مليلية:

"عليك أن تكون قويا جدا وبلياقة جيدة. عليك أن تكون مثل الأسد! لقد كنا 200 شخص عندما بدأنا في التسلق. و تمكنت لوحدي من التسلق إلى الطرف الآخر".

لاعب غولف يضرب الكرة بالعصا، في حين يجلس المهاجرون الأفارقة على السور، آملين في العبور إلى الأراضي الإسبانية. الحدود بين المغرب ومليلية، مقاطعتي إسبانيا في شمال إفريقيا، 22 أكتوبر 2014

تظهر لقطة الفيديو الملتقطة من قبل قوات الدرك وبعض المنظمات الغير الحكومية، ما يحدث بالمهاجرين الأقل حظا الذين يحاولون تسلق السور وكذلك بعض الضباط الذين يحاولون منعهم.

يجلس العديد من المهاجرين على السور لبضع ساعات قبل أن يسقطوا من الإنهاك أو يتم دفعهم (أو أحيانا يتم ضربهم بالهراوة) من قبل الحراس الإسبانيين .يسقط الضباط أيضا من على الأسوارأو يتلقون ضربات من المهاجرين.

يعترف أفراد الدرك :

"نحن مضغوطون جداً. إنها مأساة للمهاجرين ولكنها مأساة ليست أقل بالنسبة لنا أيضا".

الترحيل الغير قانوني

يظهر في الفيديو الذي تم تصويره في أكتوبر من قبل مجموعة Prodein لحقوق الإنسان، كيف يقوم الحراس الإسبانييون بضرب المهاجر على الجدار وسحبه كما يبدو فاقدا الوعي عند رميه إلى الجانب المغربي. بعد نشر هذا الفيديو وعدت الحكومة الإسبانية أنها ستقوم بالإصلاح والذي سوف يسمح رسميا لحرس الحدود باستخدام القوة ضد أولئك الذين يحاولون تسلق السياج.

استنكر نيلز مويجنييكس مفوض مجلس أوروبا، أعلى سلطة في القارة لمجال حقوق الإنسان، هذه الخطة بأنها "غيرعادلة ومخالفة للقانون الدولي".

يقول خورخي فرنانديز دياز وزير الداخلية في إسبانيا :

إسبانيا تجيب بأنها تضطر لحماية 18 كم من الحدود حول سبتة ومليلية من أجل الاتحاد الأوروبي بأكمله.

"ناس جالسون في مكاتب في شمال أوروبا حيث لا وجود لمثل هذه المشاكل يحاولون أن يعطونا دروسا في الإنسانية. ليرسلوا لنا عنوانهم و سيسعدنا إرسال هؤلاء المهاجرين إليهم، إذا وعدوا بالعناية بهم ومنحهم العمل".

المهاجرون الأفارقة جالسون على حافة الجدار في محاولة العبور إلى الأراضي الإسبانية و ضباط الدرك الإسبانيين ينتظرونهم في الأسفل. الحدود بين المغرب ومليلية، مقاطعة إسبانية في شمال إفريقيا في 15 أكتوب 2014، يحاول حوالي 300 مهاجر عبور الحدود و تمكن ثلاثة فقط من عبور الحاجز. وحسب السلطات المحلية هم حاليا في CETI، مركز الإقامة القصيرة للمهاجري

دعا جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية الجديد دول الاتحاد الأوروبي زيادة الاستثمارات في أمن الحدود. إن الميزانية السنوية لوكالات حدود أوروبا في الوقت الحاضر حوالي 90 مليون يورو.

تتهم إسبانيا التنظيمات الغير قانونية المعنية بالاتجار بالبشر بأنها تسببت في الهجرة من البلدان الإفريقية الفقيرة و مناطق الصراع في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط إلى حدودها.

تدعي الشرطة الإسبانية أنها استطاعت أن تحدد اثنتين من الطرق الرئيسية للاتجار بالبشر في إفريقيا، اللتين تؤديان إلى سبتة و مليلية. إحدها هي شبكة ترسل المهاجرين في رحلاتهم من إفريقيا الغربية. الأخرى هي مخطط ابتزاز تديره العصابات النيجيرية من تجار المخدرات والقوادين الذين يجبرون المهاجرين بأن يدفعوا ضريبة من رواتبهم بمجرد الوصول إلى أوروبا.

عند الوصول إلى سبتة أو مليلية يلجأ المهاجرون المرسلين من قبل تجار البشر، إلى عدد من الطرق الخطرة لعبور الحدود أو البحر الأبيض المتوسط من أجل الوصول إلى أوروبا. يدفع البعض ما يصل إلى 3 آلآف يورو مقابل نقلهم في هياكل السيارات، المحركات، القوارب أو في ناقلات الأسمنت.

يقول مانويل صوريا، الناشط المحلي في مجال حقوق الإنسان :

"يقال أيضا أن المهاجرين الذين يصلون إلى مليلية يواجهون في طريقهم إلى السياج ، ضربا وحشيا في المغرب. يجب أن لا تكون هذه المشكلة مخفية عن بقية أوروبا".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق