مستقبل اليورو في أيدي اليونان
الصفحة الرئيسية اقتصاد

سوف يؤدي خروج اليونان من منطقة اليورو ليس فقط إلى انهيار النظام المالي، ولكن أيضا إلى التشكك في منطقية وجود منطقة اليورو.

وفقا لجريدة Der Spiegel، تعتبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخروج المحتمل لليونان من منطقة اليوروخطراً، ولكنه غير قادر أن يعرض مستقبل اليورو للخطر. هذا الرأي خاطئ في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال - خطير.

الآن اليونان تمثل أقل خطر لمنطقة اليورو مما كانت عليه في عام 2009، عندما أصبح واضحا أن الحكومة كانت تعطي معلومات مخفضة عن عجز الموازنة، بحيث اندلعت الأزمة التي لا تزال مستمرة حتي الأن. وقد إختُصر اليوم الدين العام لليونان إلى القطاع الخاص بشكل كبيروهو نتيجة لبرنامج مساعدة مالية من الإتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وفقا لبنك JPMorgan، فإن حصة الشركات اليونانية الخاصة تمثل أقل من 1٪ من القروض من البنوك الأوروبية الرائدة.

إذا تم اختيار حكومة جديدة مستعدة للتخلي عن برنامج التقشف وإعلان الافتراضية نتيجة لإنتخابات يناير، سيكون الأثر المالي محدوداً في نطاقه. ولكن خروج اليونان من منطقة اليورو يهدد بإغراق النظام المالي بأكمله في حالة من الفوضى، وفي هذه الحالة لا يمكن التنبؤ بمدى الآثار.

وينص الإتفاق الحكومي الدولي على أن العضوية في منطقة اليورو «لا رجعة فيها». ولكن اليونان يمكن أن يخلق سابقة مع المشاكل المالية التي من شأنها أن تكون ذات أهمية كبيرة لعدد من بلدان الإتحاد الأخرى. قد يضطر المستثمرين لفتح صفقات بيع على السندات السيادية لإيطاليا، البرتغال او أسبانيا، بغض النظر عن مدى قوة الحجج ضد خروج هذه الدول من منطقة اليورو. في هذه الحالة، ستصبح تكلفة الاقتراض لا تطاق.

ومن الممكن أن صحفيين Der Spiegel لم يفسروا موقف أنجيلا ميركل إلى إحتمال خروج اليونان من منطقة العملة المتحدة بشكل صحيح. يدعو الديمقراطي الإشتراكي يواكيم بوس عواقب مثل هذه الخطوة ب«غير القابلة للتنبؤ.» ويشير المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن سياسة الإتحاد الأوروبي تهدف إلى «تحقيق الاستقرار وتعزيز منطقة اليورو بأكملها، بما في ذلك جميع أعضاء الإتحاد النقدي، واليونان بينهم».

يجب أن تكون مناقشة الإنقسام المحتمل لمنطقة اليورو بمثابة تحذير لساسة أوروبا: لايوجد ضمان لعدم إنفصام الإتحاد النقدي. لم يكن اليورو مقابل الدولار أقل مما هو عليه الآن منذ عام 2006. وهناك أيضا عدد من العوامل الأخرى ولكن المستثمرين في حاجة إلى التفكير مليا هل يجب التداول على العملة مع مثل هذا المستقبل الغامض.

من المهم أن نفهم أن مهما تحدث السياسيين عن النجاح في منع الأزمة اليونانية الآخيرة فإنهم لم ينجحوا في تحقيق ذلك بعد. سيضع خروج أي بلد من منطقة اليورو إمكانية وجود النظام بأكمله في موضع الشك .

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق