الصفحة الرئيسية اقتصاد

تعاني الكنائس الأوروبية من صعوبات مالية لسنوات عديدة. ولذلك، لقد أثيرت مسألة بيع الكاتدرائيات لأكثر من مرة. لقد تحولت المعابد في بعض المدن إلى محلات تجارية ومراكز الترفيه.

في مدينة أرنم الهولندية يجتمع في المساء مجموعة من الشباب الذين يتزلجون على اللوح لركوب ألواحهم بين تماثيل القديسين.

إن Arnhem Skate Hall هو تحول غير متوقع للكنيسة التي كانت ذات مرة تجمع ما يقرب من ألف مؤمن للصلاة. النقص في أعداد الرعية يطرح سؤالا صعبا من قبل السلطات المحلية و حتى المركزية في جميع أنحاء أوروبا الغربية ماذا نفعل بالكنائس الفارغة التي كانت لقرون عديدة مراكزا لحياة الرعية ومناطق معمارية جذابة؟

كنيسة القديس يوسف الرومانية الكاثوليكية السابقة. في أرنم (هولندا)، واحدة من العديد من الكنائس المغلقة والمحولة إلى حديقة تزلج

ربما لن يطول عمر قاعة التزلج. لقد بنيت الكنيسة بضمير ولكن الوقت ,المناخ قد أثرا عليها ويحتاج بناؤها إلى الإصلاحات. تقدم البلدية الحساب للمتزلجين والكنيسة الكاثوليكية على استعداد لبيعهم المبنى ولكن بأسعار لا يمكن للمتزلجين أن يدفعوها.

إن قاعة التزلج الهولندية هو مثال إرشادي على تلاشي التقاليد المسيحية البالغة آلاف السنين في جميع أنحاء أوروبا الغربية.

تسعى أوروبا للبقاء بعيدة عن الدين. من المؤلم على المؤمنين وعلى المسيحيين الغير ممارسين ولكن المعتبرين الدين قوة متماسكة مهمة جدا في العالم المجزئ اليوم، أن يروا ذلك .

تقول الهولندية ليليان غروتسفاغرس، الناشطة في حركة "من أجل الحفاظ على التراث الديني":

"إن قرانا و بلداتنا هي عبارة عن كنيسة،و مقصف للأغذية السريعة وعدد قليل من المنازل. إذا أغلقت الكنيسة فسيتغير كثيرا هيكل حياتنا كله ".

إن الكنائس الفارغة هي مشكلة متشكلة بجزء أكبر لدى الطوائف المسيحية. فإنه لا يتم إغلاق الكنائس اليهودية في أوروبا.

يتعزز موقف الإسلام مع زيادة تدفق المهاجرين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. في عام 1990 كانت نسبة المسلمين في أوروبا 4.1% وفي عام 2010 ما يقرب من 6% ، وتتوقع وكالة الأبحاث Pew Research Center في واشنطن أنه بحلول عام 2030 سوف تصل إلى 8% أي 58 مليون شخص.

يسعى سكان القرى والبلدات لإنعاش روح الجماعة، عبر اختراع المشاريع للكنائس المغلقة. لكن الحفاظ على البناء في حالة جيدة هو أمر مكلف كقاعدة ولا تحتاج البلدة الصغيرة إلى العديد من المكتبات وقاعات الحفلات الموسيقية ولا يمكن للبلدية أن تتحمل تكاليفها. لذلك غالبا ما يكون الحل الوحيد هو المشاريع التجارية.

لا يوجد بيانات دقيقة عن عدد الكنائس المغلقة في جميع أنحاء أوروبا الغربية ولكن يمكنك تشكيل صورة دقيقة على أساس المعلومات لدول فردية.

تغلق الكنيسة الإنجليزية حوالي 20 كاتدرائية سنويا. تعرف في الدنمارك 200 كنيسة كميؤوس منها. في ألمانيا أغلقت الكنيسة الكاثوليكية على مدى العقد الماضي حوالي 515 مبنى كنيسة.

ولكن تجلى أبرز مظاهر هذا الاتجاه في هولندا. هناك تخطط الكنيسة الكاثوليكية في العشر سنوات القادمة، بإغلاق حوالي ثلثي من ال 1600 الكنائس القائمة حاليا. و سيتم وفقا للتقديرات إغلاق 700 من الكنائس البروتستانتية على مدى السنوات الأربع القادمة.

تقول ليليان غروتسفاغرس:

" إن الأرقام تربك الخيال وهذا سيؤثر على المجتمع كله. في كل مدينة سوف يرى الناس مباني عالية جميلة فارغة لكنائس سابقة".

لدى العديد من الأوروبيين مشاعر عميقة تجاه رعية الكنائس وينتج لديهم شعور الرفض اتجاه احتمالية تحويلها إلى أندية أو محلات أو مكاتب.

متجر أزياء في بناء كنيسة من القرن التاسع عشر، أرنم ،هولندا

تبذل المجتمعات جهودا كبيرة للحفاظ واستعادة الكنائس القديمة. إن الأفكار مختلفة. وهكذا في هولندا حولت كنيسة واحدة إلى سوبر ماركت و أخرى إلى محل بيع الزهور و أخرى إلى مخزن و أخرى إلى قاعة رياضية. في أرنم يقع بوتيك لملابس النساء Humanoid في بناء الكنيسة التي بنيت في عام 1889. تضاء الملابس بالضوء الساقط من خلال نوافذ الزجاج الملون.

في بريستول أصبحت كاتدرائية القديس بول معهدا لتعلم فنون السيرك. إن المُلاك الجدد فرحون لأن خزائن الكنيسة مثالية للتمارين على الأرجوحة.

في إدنبرة أصبحت الكنيسة اللوثرية السابقة بارا على نمط أفلام الرعب و كأن كل شيء قد انحدر من صفحات رواية ماري شيلي. في منتصف الليل يسقط من السقف وحش فرانكنشتاين على الزوار (بحجمه الكامل) مضائا بأشعة الليزر.

الكنيسة اللوثرية السابقة قد تحولت إلى بار مع فرانكشتاين، إدينبورغ، سكوتلاندا

يقول جايسون ماكدونالد، مدير بار جايسون ماكدونالد، أنه لم ترد أية شكاوي:

"لدينا في سكوتلندا مئات الكنائس التي لا يزورها أحد. لو كان هناك من يوزورها، لما كانت مهجورة. أما نحن فنقدم لها حياة جديدة.

يتم تحويل العديد من الكنائس الى مباني سكنية و لقد تشكلت صناعة كاملة لبيع عقارات الكتائس السابقة. تنشر كنائس إنجلترا و اسكتلندا الإعلانات عن بيع المباني على المواقع الإلكترونية. فهي تقريبا لا تختلف عن إعلانات السماسرة المعتادة: "كنيسة القديس يوحنا. باكوب، انكلترا،ارتفاع سقف مقبب ، طابق سفلي واسع، السعر 160 ألف دولار."

موقع OurProperty البريطاني يعمل مباشرة:

"هل تعبت من الزحام في العالم؟ حاول أن تسكن في كنيسة سابقة. إن خبراؤنا هم دائما على استعداد لمساعدتك على الشروع في رحلة الإيمان".

لقد انتقلت مشكلة الكنائس الغير مستخدمة إلى مستوى حكومي. أنشئ في هولندا برنامج وطني من أجل الحفاظ على المباني الدينية. تعزز الحكومة الجمع بين الدين والبلدية . إن الرائدة في هذا المسعى هي محافظة فريسلاند، حيث أغلقت أو حولت 250 كنيسة من أصل 720.

يقول ألبرت رينسترا، موظف لوكالة الدولة لحماية التراث الثقافي:

"كل حالة هي فريدة من نوعها. ولكن الكنائس خاوية ونحن بحاجة إلى إيجاد حل لذلك".

في الولايات المتحدة ليس هناك هذه المشكلة بعد: تترسخ المسيحية أكثر مما هي عليه في أوروبا. في الولايات المتحدة ، خلال 2000-2010 كرس ما يقرب من خمسة آلاف كنيسة جديدة. لكنه يتوقع عدد من الباحثين في موضوع الكنائس أن أمريكا ستشهد نفس مصير أوروبا الغربية: لقد قل عدد الرعايا بنسبة 3% خلال العقد الأخير.

هذه البيانات هي لبحث الأستاذ سكوت تومي الذي يدرس علم اجتماع الدين في سيمينار هاروورد في ولاية كونيتيكت. ويقول:

"إذا لم يتغير الاتجاه ، فبعد 30 سنة، يمكن لوضع الكنائس في الولايات المتحدة أن يكون أسوأ مما هو عليه الآن في أوروبا."

قام المتزلجون في قاعة التزلج الهولندية بهدم المذبح و العضو (اللذين بنيا عام 1928). لا تزال تقع الأغاني في المعرض تحت طبقة من الغبار التي لم يغني به أحد منذ عشر سنوات. على جدار الكنسية السابقة ، معلق برنامج للتزلج. و مكتوب عليه: "سرج الظلام”.

النكهة المحلية: يتزلج حوالي عشرين شخص على سطح الكنيسة السابق. حيث كان يسبح الرب من فترة قصيرة، الآن تلعب موسيقى الراب. يزين الغطاء أحد تماثيل القديسين بدلا من الإكليل.

أصبحت كاتدرائية سانت بول معهدا لتعلم مهارات السيرك، بريستول

وفقا لكولن فيرستييغا، رئيس قاعة أرنم للتزلج، تجلب أنشطة النادي فائدة أكبر للمدين: فهو يحافظ على مبنى الكنيسة في حالة جيدة ويعطي الشباب فرصة أن يفعلوا شيئا مفيدا، في مجال الصحة على الأقل. ولكن لا تدعم البلدية أو رجال الدين الكاثوليك مبادرة هذه المجموعات. يفسر كولين فيرستييغا ذلك بالخوف المخفي: لا يعرف المدني المسالم ما يمكن توقعه من هؤلاء المتزلجين.

تقول المتزلجة بيلا كرومب البالغة 14 سنة من العمر، أنه في بعض الأحيان، يقوم المارون بإظهار بعض الاستياء من ما يحدث.

"خصوصا الكبار في العمر، يقولون أن هذا عار على إيماننا. وأنا أفهمهم. ولكنهم لم يزورا هذه الكنيسة".

يقول كولين فيرستييغ أن البلدية و رجال الدين غير قادرين على التواصل. للحفاظ على الكنيسة في حالة جيدة تحتاج حسب التقديرات إلى حوالي 3.7 مليون دولار. السلطات جاهزة لأن تبيع ب812 ألف دولار. فمن الواضح أن المتزلجين لا يملكون هذا النوع من المال و من الغير المتوقع بأنهم سيملكونه.

يقول جيري إلفرينك، نائب رئيس بلدية أرنهيم أن البلدية قد ساعدت المتزلجين بما تستطيع، أعطت المال للممر ودفعت ضرائب العام الماضي. يقول إلفرينك :

"بالنسبة لي، ليكن هذا المبنى قاعة للتزلج".

إن هانز بول، رئيس دير رعية القديس أوسابيوس الذي تنتمي إليه كنيسة القديس يوحنا، يرغب أيضا في بيعه. فهو يقول أن الأسقف ليس ضد المتزلجين وليس ضد أن يتزلجوا حاليا. ولكن تتم حاليا محادثات مع مشتري محتمل. يقول بولس:

"لن نسمح ببعض الأشياء في الكنيسة السابقة على سبيل المثال، كازينو أو ملهى ليلي. ولكن طالما أنه لم يعد معبدا للرب، افعلوا به ما تريدون."

Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.