كلمة جديدة في الاقتصاد
الصفحة الرئيسية اقتصاد

ظهرت فجأة في الاقتصاد كلمة ليست صحيحة تماما لكنها دقيقة. ربما تفتقد للبلاغة اللغوية لكن هذا العيب يتعوض بأهميتها.

في الآونة الأخيرة تستخدم وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية باستمرار كلمة ليس لديها نظير في اللغة العربية بعد -«lowflation».

Lowflation (من low + inflation) وهو تعبير جديد نال شعبيته بسرعة في الإنترنت الناطق باللغة الإنجليزية في عام 2014. الترجمة الحرفية : التضخم المنخفض جداً.

ينخفض نمو عمالقة الاقتصاد في العالم النامي، بما في ذلك البرازيل وروسيا والصين. و الاقتصادات المتقدمة مثل ألمانيا واليابان تتباطأ في النمو أيضا. أضف إلى ذلك انهيار أسعار النفط. كل هذه العوامل تساهم في الانخفاض العالمي في الأسعار وهو ما يضر الأسواق المالية والتوقعات الاقتصادية. في ديسمبر شهدت منطقة اليورو انكماشا حقيقيا فعلا، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 0.2٪ على أساس سنوي.

نشرت مؤخرا موجة من التوقعات الاقتصادية والسوقية التي ضمت بسخاء إشارات إلى «lowflation». و هذه ليست سوى مجموعة صغيرة منها:

  • Goldman Sachs:الانخفاض الميكانيكي للتضخم الأساسي يمكن أن يكون له تأثير كبير على السياسة النقدية، وخاصة إذا بقيت التدابير الأخرى، مثل الأجور دون تغير أثناء ال lowflation المستمرة.
  • Nomura: وبالنظر إلى الصدمة الانكماشية العالمية، فإننا نعتقد أن المشاركين في السوق يجب أن يثقوا بقدرة النظام الاحتياطي الفيدرالي وبنك انجلترا لحل مشكلة ال lowflation.
  • Morgan Stanley: من وجهة نظرنا الموضوع المهيمن على الاقتصاد العالمي في عام 2015 سيكون كفاح البنوك المركزية مع الlowflation التضخم المنخفض بشكل مفرط، والذي أصبح ظاهرة واسعة الانتشار، مستمرة وقاتلة.

يشيرانتشار مصطلح «lowflation»حدوث نموذج التحول في الأسواق المالية . بدأ المستثمرون بتوقع استمرار انخفاض الأسعار أو السقوط. الفرق بين «lowflation» و "الانكماش" هو مسألة الدرجة فقط. عندما ينظر إلى الانخفاض المستمر في الأسعار العالمية باعتبارها المعيار، فإن ذلك قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من انخفاض الأرباح والاستثمار وفرص العمل والدخل، والتي بدورها سوف تزيد من قمع النشاط الاقتصادي.

ومن المعروف أن هذا الترابط يصعب كسره و يتوضح ذلك من مباراة المصارعة مع الانكماش التي تخوضها اليابان على مدى ثلاثة عقود.

يشعر المسؤولون عن تحديد السياسة الاقتصادية بالقلق إزاء الحاجة إلى منع انتشار مثل هذه المشاعر في جميع أنحاء أوروبا، واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في العالم. لدى البنك المركزي الأوروبي فرصة لحل هذه المشكلة في اجتماع سيعقد في 22 يناير عبر برنامج شراء السندات.

ومع ذلك أولئك الذين يشاركون في هذه المسألة، لا يتوافقون في مسألة إذا كانت التدابير الرامية إلى الحد من تكاليف الاقتراض فعالة لزيادة الإنفاق والاستثمار. في نهاية المطاف فإن العائد على السندات طويلة الأجل من إسبانيا هو أقل من 2٪.

ليس تكلفة الاقتراض هي ما يعيق الاستثماربل سياسة الائتمان الضيقة للنظام المصرفي المتصدع في أوروبا والحالة الرهيبة لأكبر الاقتصادات المكونة له. على سبيل المثال معدل البطالة في إيطاليا بلغ نسبة 13.2٪ القياسية وهي ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

من المرجح أن تكون القيمة الحقيقية لمشتريات برنامج السندات نفسية أكثر منها قابلة للقياس من حيث عوائد السندات للبنك المركزي الأوروبي. وقال رئيس مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي في يوليو عام 2012 أنه مستعد للقيام به "كل ما هو ضروري". لقد حان الوقت للتصرف.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق