أين أنت يا رئيس؟
الصفحة الرئيسية اقتصاد

تشهد نيجيريا في الوقت الأخير الكثير من أعمال العنف والعلميات الإرهابية. وفي نفس الوقت قام المؤتمرالوطني الأفريقي للحزب الحاكم في جنوب أفريقيا بتنظيم احتفالات واسعة النطاق في ملعب مدينة كيبتاون بمناسبة الذكرى الـ 103 من يوم تأسيسها.

يعتبر الرئيس جاكوب زوما رئيسا للمؤتمر الوطني الأفريقي وهو الذي اختار مدينة كيبتاون مكانا مناسبا لإجراء الفعاليات الاحتفالية لأن هذه المدينة يمكن اعتبارها أرض العدو. وبهذا القرار أراد الرئيس أن يشير إلى أنه بالرغم من أن إدارة البلديات تقوم بها حزب الأقلية - التحالف الديمقراطي – يعمل الرئيس زوما كل ما في وسعه من أجل الحصول على السلطة في ولاية كيب الغربية في عام 2016.

ولذلك جاء هذا القرار حول إجراء الاحتفالات في هذا المكان بالذات – يعتبر هذا مهما جدا للإعلان للجميع عن النجحات ورد الفعل المناسب للانتقادات. وقبل إجراء الاحتفالات كرس السيد الرئيس يومين من أجل القيام بحملة انتخابية بأسلوب قديم حيث تحدث شخصيا مع الناخبين.

هذا هو الفرق الرئيسي بين السيد زوما وبين رئيس نيجيريا السيد غودلاك جوناتان. كلاهما يترأسان الاقتصاديين الكبيرين في أفريقيا. وكل واحد منهما ذات صفات خاصة.ولكنهما لا يهربان من أعدائهما.

لسنوات عديدة كانت جمهورية جنوب أفريقيا من أكبر الاقتصاديات في القارة حتى عهد قريب حيث أصبحت نيجيريا رائدا إقليميا في هذا السياق. ويقف غودلاك جوناتان اليوم أمام الانتخابات ويجب الإشارة إلى أنه لن يعتزم أبدا القيام بزيارة رسمية إلى تلك المناطق النيجيرية التي لا يكون فيها موضع الترحيب. أما الرئيس زوما فزارها لآخر مرة في أيام العطلة الأخيرة.

ومع ذلك يزداد عدد المناطق العدائية شيئا فشيئا ويمكن القول أن السيد جوناتان قد فقد سيطرته على الجزء الشمالي الشرقي لنيجيريا وأصبحت هذه المناطق تحت سيطرة "بوكو حرام" وهي مجموعة متمردين متطرفة تسعى إلى تدمير الحكومة الحالية لإنشاء خلافة إسلامية ذات القوانين الصارمة.

وبينما تابع العالم الأحداث الأخرى أصبحت "بوكو حرام" تنافس تنظيم الدولة الإسلامية في فظاعة الأعمال الوحشية ضد الأبرياء.

آخر التطورات

بوكوحرام

تشير التقارير إلى أنه في يوم 11 يناير تم تفجير بعض المباني في مدينة باتيسكوم.

وقبل يوم واحد من تلك الأحداث استشهدت فتاة في 10 أو 11 من عمرها باسم "بوكو حرام" في السوق المزدحمة في مدينة مايدوغوري القديمة. وقد أسفر الانفجار عن مقتل 19 شخصا وإصابة آخرين. يجب الذكر أن استخدام الأطفال في العمليات الإرهابية هو من التكتيكات الوحشية والحقيرة الجديدة.

وقد حدث ذلك بعد أكبر هجوم "لبوكو حرام" في 4 يناير من هذا العام في مدينة باغا الذي أدى إلى مقتل مئات من الناس (ومن المحتمل أن يقترب العدد الإجمالي للضحايا من ألفي شخص).

تقع مدينة باغا على بحيرة تشاد وقد غرق العديد من الضحايا محاولين الوصول إلى الجزيرة من أجل إنقاذ أنفسهم من أعمال العنف. وكل من تمكن من النجاة قد وجدوا أنفسهم محاصرين في الجزيرة دون الطعام والماء الصالح للشرب.

هل هناك مكان آمن في شمال شرق نيجيريا؟

ربما لا يعرف العالم تلك المدن النيجيرية مثل باما وباغا وداماترو وتشيبوك ونغالا وديكوا وبانكي وغولاك ولكن كل هذه الأماكن دمرتها المجموعة المتطرفة التي أحرقت قرى بأكملها وقتلت جنود الجيش النيجيري بطرق وحشية .

ونتيجة لتلك الأحداث تهجر 1.5 مليون شخص وهذا لا يهم أحد حيث الأهم هو أن نيجيريا فخورة بأن اقتصادها هو أكبر اقتصاد في أفريقيا.

وأين هو جوناتان؟

يعرف الجميع عن حدث الهجوم والاختطاف لـ 219 تلميذة في مدينة تشيبوك حيث أصبحت تلك الأحداث سببا لشن حملة عالمية دفاعا عن حقوق الضحايا ولكن حكومة السيد جوناتان لم تتمكن من إفراج سراحهم ولم تنجح في مقاومة "بوكو حرام" . ومن أجل إجراء لقاء جوناتان مع أقرباء البنات المختطفات كان من الضروري أن يحصل العالم على نداء من قبل الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي.

في الأسبوع الماضي قدم السيد جوناتان تعليقه حول الأحداث المؤسفة في مقر صحيفة شارلي إيبدو في فرنسا ولكنه لم يقل شيئا حول الأحداث التي شهدتها مدينة باغا. وفي نهاية الأسبوع الماضي ظهر في الشبكة العالمية مقطع فيديو يظهر كيف يرقص الرئيس في حفل زفاف ابنته.

يتحدث السيد جوناتان حول المهمة الصعبة التي تقف أمام نيجيريا حاليا ولم يذكر مع ذلك اسم "بوكو حرام".في نفس الوقت يواصل حملته الانتخابية في البلاد بأكملها وليس في الجزء الشمال الشرقي من البلاد فقط.

لماذا لا يرغب النيجيريون رؤية الرئيس؟ أليس الرئيس مستعدا لتعبير تضامنه مع شعبه؟ كما يعتقد المراقبون. أهل شمال شرق البلاد لن يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات لأن بلادهم تشهد انفجارات كثيرة يوميا.

و في الشهر الماضي قدمت مرشحة الرئاسة الأمريكية ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تعليقها حول الأوضاع في نيجيريا حيثما قالت ما يلي:

"قد انفقوا كل ثرواتهم النفطية لازدهار الفساد في البلاد واليوم يفقدون سيطرتهم على أراضيهم لأنهم يرفضون إمكانية الاختيار الصعب كما يبدو".

يبدو أن السيد جوناتان يفكر فقط في سبل إفساد الحملة الانتخابية لمنافسه الديكتاتور العسكري سابقا محمد يوغاري الذي تعتبر شخصيته وترشيحه بديلا مقبولا نسبيا لمثل تلك الأوضاع التي تسود البلاد حاليا بالرغم من الأعمال الدموية لبوهاري في الماضي.

وربما على السيد جوناتان أن يزور المناطق الشمالية الشرقية في نيجيريا لتوضيح مواقفه لأهل تلك المناطق قبل الانتخابات التي من المقرر إجراؤها في الشهر القادم. وهذا ما قاله السيد زوما في ولاية كيب الغربية.علينا الانتظار فقط ومتابعة التطورات الجديدة.

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق