لا تريد الصين أن تكون الرائدة على مستوى العالم
الصفحة الرئيسية اقتصاد

احتفالا بإطلاق الإصدار الكامل للنسخة الصينية من Insider.pro ولافتتاح مكتب له في شنغهاي، سنتحدث في هذا الأسبوع عن السوق ، الاقتصاد والشركات الصينية.

في عام 2014، كان النمو الاقتصادى فى الصين هو الأقل في ال 25 سنة الأخيرة. ولكن وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، المقام على تعديلات لمؤشرات تكلفة الحياة، فإن الصين لا تزال تمضي بثبات إلى الأمام لتتجاوز الولايات الأمريكية المتحدة وتصبح الاقتصاد الرائد في العالم.

يبين الرسم البياني وصول كلا الاقتصاديان للبلدين الى نفس المستوى مع أخذ القوة الشرائية ‎(PPP)‎ في الاعتبار وهي المؤشر الذي يستخدمه صندوق النقد الدولي لحساب القوة الشرائية النسبية:

إن الأمر الأكثر غرابة في هذه الحالة هو أن الصين لا تريد أن تكون الرائدة.

قال ما تسانتان، رئيس مكتب الإحصاء الدولي:

" إن الإدارة لدينا لا تأخذ على محمل الجد، إدعاءات بعض العلماء و وسائل الإعلام بأن الصين قد تفوقت على الولايات المتحدة لتصبح الاقتصاد الرائد في العالم".

على الرغم من حقيقة أن الحكومة الصينية نفسها هي التي قدمت بيانات " صندوق النقد الدولي" لحساب القوة الشرائية، يقول ما أنها غير دقيقة وأن "الحكومة لا تتفق مع النتائج".

لماذا كل هذا الغضب؟

إن المجد في أن تكون أكبر اقتصاد في العالم لا يأتي ببساطة وهو مرتبط بتوقعات معينة. وهي ما تشكل خطرا على القادة الصينيين، خصوصا عندما نتحدث عن توقعات الصينيين أنفسهم.

على سبيل المثال، يتوقع من أكبر اقتصاد في العالم بأن مواطنيها يعيشون بشكل جيد. ولكن من غير المرجح أن يتفق معظم السكان في الصين مع هذا البيان. كتب مؤخرا مدون صيني ،التالي:

"إن الصين غنية للغاية، ولكن الصينيين هم بشكل لا يصدق فقراء للغاية".

على الرغم من أن الأجور في الصين تنمو بسرعة قياسية منذ أكثر من 10 سنوات، لا يزال المواطنين العاديين يشعرون بأن المجال الوحيد الذي يمكن حقا كسب المال فيه هو مجال السياسة أو في مجال الأعمال التجارية. على الرغم من أن الحكومة الصينية تدعي أن مؤشر جيني وهو مقياس إحصائي لدرجة الطبقات، حيث ال 0 يتوافق مع التوزيع العادل، هو على مستوى 0,469 و لكنه قد أظهرت دراسة مستقلة للعام الماضي أن المقياس في الصين يساوي 0.55 و هو ما يقرب من مستوى كولومبيا.

تدرك الحكومة الصينية أن هذا الوضع سيؤدي إلى الاستياء بين السكان وهذا يشكل تهديدا.

يعتقد الكثيرون أن تدابير مكافحة الفساد المطبقة من قبل الرئيس شى جين بينغ، هي في الواقع تهدف إلى تهدئة سخط الناس من تزايد عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء.

كانت الصين في الماضي أيضا بالكاد تستطيع التعامل مع أمجاد "أكبر" البلدان في أية سياق . كانت الحكومة الصينية ذات مرة تتفاخر بأن الصين لديها أكبر كمية من احتياطي النقد الأجنبي، أما الآن فهي تمتلك 4 مليارات دولار فقط ولقد أصبح الأمر واضحا عندما قام صندوق الرعاية الصيني بالاستيلاء على جزء كبير من هذه الأموال، ما تسبب بغضب الشعب.

إن الصين لا تتخذ موقفا "متواضعا" للمرة الأولى . هذه البلاد غالبا ما تشارك في "اللعبة الكبيرة" تطالب "بعالم متعدد الأقطاب" وتنتقد الولايات المتحدة كرائدة العالم. ولكن عندما قام وانغ يانغ، نائب رئيس مجلس الدولة، بزيارة الولايات المتحدة في نهاية ديسمبر فاجأ العديد ببيانه أن "الولايات المتحدة تقف على رأس جميع الدول" و هي التي تملك "نظام القائد و القواعد" و بأنه الصين تأمل في أن تصبح جزءا بناءا من هذا النظام.

سيستمر الخبراء في التساؤل عن معاني هذه الكلمات ولكن ربما أن الأمر هو مجرد أن الصين لديها مشاكل كافية تتطلب الحلول ولا تحتاج إلى إضافة مجد كونها الرائدة في العالم .

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق