ماذا يعني فوز حزب سيريزا لليونان وأوروبا.
فاز إئتلاف اليسار الراديكالي المعروف باسم سيريزا بالمركز الأول في الانتخابات في اليونان الأحد الماضي، وحصل على 36٪ من الأصوات. مثل هذه النتيجة يمكن أن توفر لسيريزا الأغلبية المطلقة، وإذا رغب الحزب في ذلك سوف تسمح له بتشكيل الحكومة من خلال الجمع بينه وبين واحد من المنافسين. إن النتائج فاقت توقعات السوق ولذا هناك حتما بعض الأسئلة هذا الأسبوع.
ماذا حدث ولم هذا يهم الأسواق؟
سمحت الانتخابات البرلمانية المبكرة لسيريزا بتحقيق النصر الكبير الذي فاق توقعات السوق.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ اليونان، عندما كان سيريزا قريبا جدا من الحصول على فرصة عادلة لتشكيل الحكومة. و تدل شعبية الحزب على زيادة الإحباط الاقتصادي والاجتماعي لليونانيين لأن التضحيات التي قاموا بها لفترة طويلة لا تجلب أي نتائج ملموسة وليس هناك أي إشارات حول الموعد الممكن لانتهاء التقشف ونبذ المنافع الاجتماعية.
كان النهج الاقتصادي البديل هو جوهر حملة سيريزا. عرض زعيم الحزب أليكسيس تسيبراس برنامجه الذي يرفض التقشف والاتزام الشديد بخفض عبء الدين وكان ينتقد ألمانيا باستمرار بما في ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصياً. وقال إن أقوى دولة في منطقة اليورو تركز كثيرا على تدابير التقشف في العلاقات مع اليونان.
سبب هذا قلقا بشأن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو. في هذه الحالة اليونان ستعود إلى استخدام العملة الوطنية وسوف تفقد إمكانية الوصول إلى البنك المركزي الأوروبي و على الأرجح، سوف تتلقى دعما ماليا أقل من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. كما أن ذلك سيضع استقرار البلدان الأخرى في المنطقة موضع الشك، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة تقييم عوامل الخطر الفردية والجماعية.
Marko Djurica
وسيطلب الخروج من منطقة اليورو من الحكومة اليونانية مكافحة التهديد المباشر للاضطراب الكبير في الإدارة العامة ووضع إستراتيجية اقتصادية جديدة متوسطة الأجل و تعزيز دور المؤسسات المحلية وإقامة علاقات مع شركاء أوروبيين آخرين، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على وصول البلاد إلى التجارة الحرة وبعض الأدوات المالية .
و تشتد المخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو لأنه يبدو أن ألمانيا لا تقلق كثيرا (لا سيما بالمقارنة مع الوضع في أعوام 2010-2012 ) بشأن العواقب المحتملة لمنطقة اليورو، وهذا الموقف مبرر تماما في ضوء الجهود (حتى لو كانت جزئية) لتعزيز الهياكل المؤسسية في المنطقة. على سبيل المثال تم تحسين آليات التمويل الإقليمي، وتتعرض المصارف لاختبارات تحمل أكثر صرامة، وجزء كبير من الديون الوطنية تمول لفترة أطول بأسعار مخفضة.
كيفية سترد السوق على هذه التدابير؟
ينبغي لنا أن نتوقع بيع الأصول الأوروبية المحفوفة بالمخاطر، بما في ذلك الأسهم. وسيتم تعزيز السندات عالية الجودة بسبب هروب الأموال إلى الأصول الأكثر أمانا مما سيؤدي إلى انخفاض العوائد (وخاصة من أصول ألمانيا). كما يجب توقع انخفاض الأسعار وزيادة هوامش السندات التي تصدرها الدول الأوروبية مثل إيطاليا والبرتغال وإسبانيا.
في أسواق العملات قد يتعرض اليورو أيضا للضغوط و ينخفض إلى أدنى من المستويات المنخفضة الأخيرة خلال 11 عاما.
ومن المرجح أن الأسواق اليونانية ستتعرض لضغط شديد بما في ذلك زيادة كبيرة في هوامش السندات السيادية والمصرفية. السؤال الذي يطرح نفسه ما إذا كان هذا سوف يؤدي أيضا إلى انسحاب كبير من الأموال من ودائع القطاع الخاص وهروب رأس المال. إذا حدث هذا سيضطر السياسيون اليونانيون إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الخطر مثل انهيار الأسواق بسرعة.
هل خروج اليونان من منطقة اليورو لا مفر منه؟
لا. للحد من المخاطر على تسيبراس إقناع الأسواق بأن تخفيف تدابير التقشف سوف تكون مصحوبة بتكثيف كبير في مجال الإصلاحات الهيكلية أو أن الحد من عبء الديون سيتم من خلال التفاوض والنهج العقلاني وأنه مستعد لبدء الحوار مع ألمانيا وغيرها من الشركاء الأوروبيين.
هل ستكون هناك أي آثار أوسع نطاقا؟
نعم . تشير نتيجة الانتخابات اليونانية إلى الاتجاهات السياسية الأوربية التي أدت إلى تزايد شعبية الأحزاب غير التقليدية فهي تحصل على الأصوات بسبب انخفاض معدلات النمو الاقتصادي والبطالة والمشاكل اللجتماعية، فضلا عن خيبة أمل السكان في النظام السياسي القائم ككل. ويراقب هذا الوضع ليس فقط في أطراف أوروبا.